كغيره من بلدان العالم، يواجه المغرب خطر تفشي الفيروس التاجي المستجد “كوفيد19″، ولكن البلاد تواجه خطرا آخر وهو قلة الوعي والاستهتار.
بعد ظهور الفيروس استقبل الشعب المغربي خبر تفشي الفيروس بنوع من الاستهتار وكان لسان حالهم يقول “نحن بعيدون أو ربما نحن معصومون من هذا المرض” ولكن الواقع هو أن كورونا يتربص بالجميع ولن يسلم منه أحد، والدليل هو ما نراه اليوم بعد أسابيع فقط من ظهور الفيروس.
وقد اجتاحت موجة من السخرية منصات التواصل الاجتماعي حول فيروس “كورونا”، بعد تسجيل المغرب لأول حالة إصابة بالفيروس الإثنين (2 مارس/آذار الجاري)، لمواطن عاد من إقامته في إيطاليا.
وعقب الإعلان عن تسجيل أول حالة إصابة بفيروس كورونا في المغرب، انتشرت المنشورات والتغريدات الساخرة، على منصات التواصل الاجتماعي، حتى أن بعض المواطنين انتقلوا إلى المستشفى الذي استقبل أول حالة إصابة بالفيروس لمشاهدة “الضحية”.
وتعليقا على موقف رواد مواقع التواصل الاجتماعي، قال الباحث المغربي يحيى عالم: ” السخرية من كل شيء، نوع من العدمية التي تدعي الوعي وهي في حقيقتها مجرد وعي زائف، لا أثر له، فيكون الإنسان يضر بنفسه من حيث يدري أو لا يدري، ويهدد مصيره بأكمله”.
إجراءات المغرب الاحترازية السريعة
واتخذت البلاد إجراءات احترازية أولية من خلال تأجيل التظاهرات و الأحداث الرياضية والثقافية المبرمجة، وإلغاء التجمعات المكثفة، وتدبير الرحلات من وإلى الدول التي تعرف تفشيا للوباء، ودعت جميع المسافرين العائدين من هذه البلدان لتجنب ارتياد أماكن التجمعات المكثفة، ومراقبة درجة حرارتهم بشكل يومي طوال 14 يوما، واللجوء إلى إحدى الوحدات الصحية فور ظهور أدنى عرض للمرض.
إلى جانب إجراءات الوقاية التي تم إعتمادها، حثت المواطنين على احترام المعايير العامة للسلامة الصحية التي تحث عليها وزارة الصحة، والتي تشمل المداومة على غسل اليدين جيدا بالماء والصابون أو استعمال المطهر عند الاقتضاء، وتغطية الفم و الأنف بمنديل للإستعمال الواحد أو ثني الكوع عند السعال أو العطس ، وتجنب لمس الأنف أو الفم باليدين قبل غسلهما، وتجنب الاتصال المباشر بأشخاص مصابين بالتهابات تنفسية.
مقالات شبيهة:
اليابان لديها العلاج لفيروس كورونا .. ولكن ما هو؟ وهل ينجح؟
مسافر في زمن فيروس كورونا …كيف تحافظ على صحتك على متن الطائرة؟
كورونا ينتشر وعدد الحالات يزداد
رغم التدابير الوقائية والحملات التحسيسية، ظهرت حالات أخرى ، وتبين أن معظمها قادم من أوروبا، فارتفعت الدعوات والمطالبات بتعليق الرحلات من وإلى أوروبا.
أتبثت حكومة البلاد وعيها بحجم المشكلة، وخطورة الفيروس التاجي، كما أقرت بهشاشة النظام الصحي في البلاد، فقررت إغلاق المدارس والجامعات، والمراكز ومنع التجمعات، وطالبت المواطنين بالحد من نشاطهم والتزام منازلهم.
وفي خطوة تالية قررت البلاد وإلغاء فعاليات عدة، ومنع التجمعات، بما فيها الصلوات الجماعية، وإغلاق المقاهي والمعامل والمصانع، وانطلقت حملة “ابق في دارك”.
امتثل المغاربة لمطالبات السلطات ولكن هذا لم ينطبق على الجميع وقد كانت هناك خروقات، وعبر البعض عن غضبهم من مطالبتهم بالتوقف عن العمل والبقاء في المنزل وتحدوا السلطات وخرجوا إلى الشارع بحثا عن لقمة العيش.
حالة الطوارئ…..فماذا بعدها؟
وأمام هذا الوضع أعلن المغرب حالة الطوارئ الصحية وتقييد الحركة في البلاد ابتداء من الجمعة حتى أجل غير مسمى، كوسيلة للسيطرة على فيروس كورونا، ومرة أخرى التزم الشعب بالتعليمات ولكن المغاربة اسيقظوا اليوم على نبإ وُصِف بالصاعقة، حيث يبدو أن عشرات الأشخاص خرجوا في بعض المدن الكبرى ومنها طنجة وفاس، حيث جابوا بعض الشوارع في خرق سافر لقرار الطوارئ الصحية الذي أعلنه المغرب لمواجهة فيروس كورونا.
وقد أمرت النيابة العامة بفتح أبحاث قضائية بشأن هذه المظاهرات، وذلك من أجل مُعاقبة المتورطين في التخطيط والمشاركة فيها.
ولاقت هذه المسيرات استنكارا واسعا من قبل المواطنين الذين عبروا عن استيائهم من خروج أطفال وشباب ومُسنين ونساء إلى الشوارع والأزقة في خرق صادم لقرار وزارة الداخلية القاضي بفرض “العزلة الصحية” على كافة المواطنين من أجل حمايتهم من فيروس كورونا المستجد.
وحتى ظهر الأحد، أعلنت البلاد عن إصابة 104 شخص وهذا العدد قابل للتضاعف في ظل غياب الوعي.
جدير بالذكر أن كورونا أصاب أكثر من 308 آلاف حول العالم، توفي منهم أكثر من 13 ألفا، أغلبهم في إيطاليا والصين وإيران وإسبانيا وكوريا الجنوبية وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة، وتعافى 95 ألفا و838.