مع إن هذه الفكرة تبدو مجنونة قليلاً، إلا إن هناك فريقاً من العلماء قرر أن يجرب حلاً جديداً يقلل عدد الأسود التي يقتلها المزارعون في أفريقيا، بحل غريب جداً، طباعة عيون على مؤخرات الجواميس ! ومع إن الأمر قد يثير الضحك، إلا إن التجارب الأولية أشارت إلى إن هذا يقلل من هجوم الأسود على قطعان الجاموس، لأن هجماتها تصبح أقل ما إن تشعر بأنها مراقبة، وبأن أحداً يحدق فيها، وهكذا يمكن للمزارعين والأسود التجاور بسلام أكبر.
كيف بدأت الفكرة؟
الطريقة الجديدة المبتكرة جاء بها فريق من علماء جامعة نيو ساوث ويلز في أستراليا، بعد أن لاحظوا أن الأسود تقوم بالتراجع عندما تحدق بها فرائسها، وقد وصف عالم الأحياء في الفريق نيل جوردان المرة الأولى التي انتبه فيها للأمر عندما رأى أسداً قد كمن لظبي، ثم تسلل واقترب ليقفز دون أن يكون مرئياً، لكن فجأة تغير كل شئ، عندما لحظ الظبي الأسد، وأدرك الأسد أنه أصبح مرئياً، فتخلى عن المطاردة.
فكرة العيون المحدقة الوهمية موجودة في الطبيعة، في بعض الفراشات، التي توجد لها أنماط أجنحة تشبه العيون لكي تطرد الكائنات التي تود افتراسها، لكن أحداً لم يقم به مع الحيوانات المفترسة الكبيرة من قبل، ولهذا فكر الفريق في تطبيق الطريقة في ظل ما يتراوح بين 23 ألف و39 ألف أسد مهدد بالقتل في أفريقيا، بسبب تضاؤل المحميات وزيادة الأسود واحتكاكها بالبشر.
حدق في الموت .. يهرب منك؟
قرر السيد جوردان وفريقه أن يختبروا الأمر في تجربة صغيرة في بوتسوانا السنة الفائتة، وبعد أن رسم الباحثون عيوناً على ثلث قطيع من الماشية مكون من 62 بقرة، قام بعد الجواميس العائدة كل مرة لفترة 10 أسابيع، فوجدوا أن الجاموس الذي لم يكن لديه عيون مرسومة مات جميعاً، بينما لم تُفتَرَس جواميس لديها رسوم على مؤخراتها، إلا ثلاثة فقط.
ما خطط الفريق القادمة؟
الفريق استعان بموقع طلب التمويل الجماهيري للمشاريع العلمية experiment.com، وتمكن بفضل ذلك من شراء 10 أجهزة تحديد مواقع GPS للماشية، بالإضافة لأطواق رقبة أيضاً للأسود لتحديد المواقع، كي تفيدهم بتحركات كلاً من الأسود والماشية، ليدرسوا سلوكها وتغيره عندما تشاهد الأعين المطبوعة، ومع إن العينة التي أقاموا عليها التجربة صغيرة كما اعترف السيد جوردان، إلا إن الفريق يخطط للعودة إلى بوتسوانا واستئناف تجربته لمدة ثلاثة شهور.
صحيح إن الفكرة غريبة، إلا إننا نقف جميعاً خلف رسم الأعين على المؤخرات، إذا كانت هذه الخطوة تنقذ الجاموس، وكذلك الأسود من القتل.