الحوائط تجلب الملل، إذا كانت مطلية أم مغطاة بورق الجدران، لدرجة أن الواحد ينسى وجود الحوائط، لهذا قررت شركة للتصميم في مانهاتن أن تجد حلاً مبدعاً للأمر، وقد طبقته على مبنى موجود في واشنطن، بعد أن جعلت حوائطه تغطى بشاشات عرض للميديا البهيجة والمثيرة للاهتمام، والتي ترقص بالألوان والصور بمجرد أن تحدد بحساسيتها العالية شخصاً يقترب !
كأنك في لوحة فنية .. حوائط تتحرك معك
الفكرة من شاشات العرض التي وصلت مساحتها إلى 1700 متر مربع، هي في نشر شعور بالاتصال أو الوحدة بين حوائط المبنى المختلفة والمتتالية، كأنك تشاهد لوحة فنية واحدة، وليس صالات وغرف منفصلة، وهي تمتد من الأسقف إلى الأرض، وقد تم تصميمها كي تبث ثلاثة مجموعات مختلفة من العروض، كل واحد يستجيب لكمية معينة من حركة المارة التي يرصدها بـ14 كاميرا بالأشعة تحت الحمراء مثبتة حول الحوائط، ستة منها في البهو الرئيسي وأربعة في الردهات الثانوية، بالإضافة إلى واحدة في كل ممر، تعرض مشاهد تحدد حسب نشاط الحركة خلالها، وكذلك حسب الوقت، فحيوية الصباح تختلف عن هدوء المساء.
كيف تعمل الحوائط الراقصة؟
أكبر حائط يعرض الصور يبلغ عرضه 24 متراً، ويبلغ طوله 4 أمتار، وهو يعتمد على أضواء LED عالية الوهج، كما إنه يحتوي على “شاشات انتشار” مثل باقي الحوائط، والتي تستخدم لتلطيف الضوء المنبعث، أما نظام التشغيل الذي يقوم بمعالجة إشارات الاستشعار الواردة فهو Mac Pro، وهو يعتمد على ثلاثة حواسيب تستخدم لأجل أعمال الجرافيكس بطاقات Nividia, Quadro M5000، كما إن هناك كمبيوتراً رابعاً آخر يتم حفظه كاحتياطي.
يوجد مكبرات صوت مختبئة في الحوائط والأسقف مسئولة عن الصوت، كما يوجد أيضاً نظام إشراف يراقب الحواسيب، ويراقب أي إشارة تحذير ترد للتنبيه من زيادة حرارة مصابيح LED، كما إنه يتصل مع نظام إضاءة المبنى كي يشغل العروض المجهزة سابقاً، ويرسل إشارات لأعضاء الفريق.
هناك ثلاث مجموعات فنية مجهزة، الأول هو “الفصول”، كما يوجد عرض “الألوان تلعب”، و”مشاهد المدينة”، ويمكن التلاعب في ترتيب اللوحات الفنية الظاهرة أو مدة عرضها، وتظهر مجموعة “الطقوس” دورة حياة أشجار الكرز، أما عرض “الألوان تلعب” فهو يظهر أنماطاً من الخيوط متعددة الألوان والتي تنتشر عبر الحائط وتستجيب للحركة، أما عرض “مشاهد المدينة” فهو يظهر مشاهد من مدينة واشنطن التي تزداد حركة بمجرد أن يقترب الناس.
فكرة الحوائط الراقصة، هي فكرة لتحويل المبنى الجامد وسط الحياة المتحركة، إلى انعكاس للحياة، فهو يتحرك مع الناس، وهو يعكس نشاطهم ووقت اليوم، وربما تكون هناك آراء قادمة من الجمهور بأن هذا يسبب تشتت الأشخاص، أو إرهاقهم البصري، لكنها تبدو فكرة مبدعة على كل حال.
يمكنك أن تشاهد فيديو للحوائط الراقصة من هنا: