هناك أدلة قوية على أن مكملات زيت السمك قد تقلل من خطر الإصابة بأعراض قلبية ثانية – مثل نوبة قلبية أو سكتة دماغية – لدى الأشخاص المصابين بأمراض القلب، ولكن القليل من الدراسات الدقيقة قد فحصت ما إذا كانت هذه المكملات يمكن أن تساعد الناس على تقليل خطر التعرض لنوبة قلبية، ورغم أن بعض البيانات تشير إلى أن الأشخاص الذين لديهم مستويات أقل من فيتامين (د) معرضون أكثر لأمراض القلب والسرطان، إلا أن الأدلة ليست قوية.
واليوم تقدم دراسة جديدة نشرت في “نيو انغلاند جورنال اوف ميديسين” والتي أُعلن عنها في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية للقلب، المزيد من النتائج حول آثار هذه المكملات على أمراض القلب والسرطان، ورغم أن تأثير زيت السمك لا يبدو كبيرًا بشكل عام في هذه الدراسة، إلا أنه يساعد مجموعات محددة من الأشخاص وِفقاً للدراسة، ويعتقد الباحثون أن فيتامين (د) قد يستغرق وقتًا أطول للتأثير على معدلات السرطان والوفيات.
وقد شرعت الدراسة التي تحمل اسم “VITAL” في تقديم المزيد من الإجابات حول تأثير العناصر الغذائية على الصحة، وهي أول دراسة واسعة ودقيقة للتحكم في كيفية تأثير مكملات أوميغا -3 على خطر الإصابة بأمراض القلب لدى أشخاص لا يعانون من مشاكل في القلب.
وخلال الدراسة، تم توزيع أكثر من 25800 شخص عشوائيًا على أربع مجموعات، تلقت الأولى 2000 وحدة دولية من فيتامين د مع دواء وهمي يوميا، والثانية حصلت على 1 غرام من الأحماض الدهنية أوميجا 3 في اليوم مع دواء وهمي، والثالثة حصلت على 2000 وحدة دولية من فيتامين (د) و 1 غرام من أوميغا 3 في اليوم، وتلقت المجموعة الأخيرة دواءين وهميين يوميًا، وأخذ جميع المتطوعين المواد الغذائية المخصصة لهم لمدة تقرب من خمس سنوات، وقام باحثون بتسجيل كل شيء من تشخيص السرطان إلى أمراض القلب الكبرى بما في ذلك النوبات القلبية والسكتة الدماغية، وكذلك الوفيات الناجمة عن السرطان وأمراض القلب.
وقام الباحثون، برئاسة الدكتور جوان مانسون من مستشفى بريجهام ومستشفى النساء وأستاذ صحة المرأة في كلية الطب بجامعة هارفارد، بدمج الدراسات الخاصة بأحماض فيتامين د وأوميغا 3 لأن التفاعل بينهما غير معروف بشكل واضح، وسمحت VITAL لمجموعتها بدراسة كل من المغذيات بطريقة فعالة لتأثيراتها على أمراض القلب والسرطان، وهما مرضان مزمنان يؤثران على نسبة كبيرة من السكان.
وأظهر الأشخاص الذين تناولوا مكمّلات أوميغا 3 انخفاضًا بنسبة 28٪ في الإصابة بنوبة قلبية مقارنةً بالأشخاص الذين تناولوا الدواء الوهمي، كما يبدو أن الأشخاص الذين أبلغوا عن تناول كميات أقل من الأسماك كان لديهم فرص أكبر في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب مقارنة بالأشخاص الذين تناولوا المزيد من الأسماك.
ووجدت مانسون وفريقها أن المتطوعين الأمريكيين من أصل أفريقي في مجموعة أوميغا 3 قللوا من خطر إصابتهم بمشاكل في القلب أكثر من البيض الذين يتناولون مكملات زيت السمك، وتقول أن النتائج التي تم التوصل إليها ،وبصرف النظر عن كمية الأسماك التي تناولها المتطوعون الأمريكيون من أصل أفريقي، هي أن بعض الأسباب الوراثية تجعل الأمريكيين الأفارقة يستفيدون أكثر من أحماض أوميغا 3 الدهنية.
وعندما نظروا إلى تأثيرات فيتامين د ، وجدوا أيضا فرقًا ضئيلاً بين أولئك الذين يتناولون المغذيات والذين يتناولون الدواء الوهمي عندما يتعلق الأمر بمرض القلب الكلي وأمراض السرطان، ولكن مرة أخرى، تقول مانسون إن ذلك لا يعني أن فيتامين (د) لا يلعب دورًا في الإصابة بالسرطان، حيث تشير بعض الدراسات إلى أن هذا الفيتامين يمكن أن يمنع تطور الأورام، في حين أنه قد لا يخفض معدل الإصابة بسرطان جديد، فإنه قد يقلل من خطر الوفاة بسبب السرطان. وقالت مانسون : “إذا كان شخص ما مصاباً بسرطان لم يتم تشخيصه بعد، ولكنه موجود بالفعل، فإن فيتامين” د “قد يحد من تطوره وانتشاره، مضيفة أنها تخطط لإجراء المزيد من الأبحاث للتعمق أكثر في مسألة ما إذا كانت مكملات فيتامين د لها تأثيرات مختلفة على السرطان في مراحل مختلفة من المرض.
وقالت مانسون أنها ستكشف عن نتائج إضافية من دراسة “VITAL” خلال الستة أشهر القادمة، وستشمل ما إذا كان الفيتامين D ومكملات omega-3 لها أي تأثير على مرض السكري، أو الوظيفة المعرفية، أو اضطرابات المزاج مثل الاكتئاب، أو العدوى، أو أمراض المناعة الذاتية.