يعلم معظمنا أن ارتفاع مستويات الكوليسترول “الضار” في دمنا يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، واليوم تعطينا دراسة جديدة سببا آخر للحفاظ على مستويات الكوليسترول في الدم.
فقد وجد فريق بحثي أن ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم قد يلعب أيضا دورا في تطور مرض الزهايمر المبكّر.
هذا الشكل النادر من الخرف يمكن أن يصيب الناس بين منتصف الثلاثينيات ومنتصف الستينيات، وقد ربطت دراسات سابقة بين ظهور مرض الزهايمر في وقت مبكر وبين الطفرات الوراثية التي تسببت في مشاكل، ولكن عوامل الخطر هذه أوضحت فقط حوالي 10 في المئة من الحالات.
ترك هذا الغالبية العظمى من حالات مرض الزهايمر المبكر غامضة، لكن الأبحاث الجديدة التي نشرت هذا الأسبوع في JAMA Neurology قد تقدم بعض الإجابات.
قام فريق من الباحثين في مركز أتلانتا VA الطبي وجامعة إيموري بربط بداية مرض الزهايمر بالمستويات المرتفعة من الكولسترول الضار – أو البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة، والتي تسمى أحيانا النوع “السيئ” من الكولسترول. يقول الباحثون إن الأشخاص الذين تناولوا مستويات عالية من الكوليسترول المنخفض الكثافة (LDL) كانوا أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر في وقت مبكر، مقارنة بأولئك الذين لديهم مستويات كولسترول منخفضة.
لاستكشاف الارتباط بين الكوليسترول والجينات ومرض الزهايمر المبكر، قام الباحثون بتحليل عينات الدم والحمض النووي من أكثر من 2100 شخص، تم تشخيص 650 منهم مع مرض الزهايمر المبكر.
ووجد الباحثون أن حوالي 10 في المائة من الأشخاص الذين شملتهم الدراسة مع ظهور مبكر لمرض الزهايمر لديهم تباين في جين APOE، والذي يتوافق مع الدراسات السابقة، ومن المعروف أن البديل، الذي يطلق عليه APOE E4، يرفع مستويات الكوليسترول في الدم وقد تم ربطه بحالات مرض الزهايمر المتأخرة أيضا.
تم العثور على واحد على الأقل من ثلاثة طفرات جينية معروفة أخرى – APP ، PSEN1 ، و PSEN2 – في حوالي 3 بالمائة من الأشخاص الذين عانوا من مرض الزهايمر الذي ظهر في وقت مبكر.
لكن عامل الخطر الذي ينطوي عليه الغالبية العظمى من حالات الزهايمر المبكرة كان ارتفاع مستويات الكولسترول الضار، وقال الباحثون إن هذا يشير إلى أن ارتفاع الكوليسترول وحده قد يزيد من خطر الإصابة بهذا المرض.
ورغم أن الدراسة توفر نظرة جديدة حول أسباب هذه الحالة المعقدة، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم العلاقة بين المرض والكوليسترول.