لا نستغرب الأفلام العلمية عندما تقاتل الآلة الإنسان بتوحش وتقف فوق جثته، نغلق التلفاز بجهاز التحكم، ونتنفس الصعداء أنه مجرد فيلم، لكن هذا لم يعد كذلك، لقد أصبح في الحياة الواقعية، لن تستطيع أن تطفئ الحياة وتخلد إلى النوم يا عزيزي، هذا يقترب أكثر بعدما أعلن عن روبوت تمكن من هزيمة طيار محترف يقاتل منذ سنوات طويلة !
أعداء ليسوا من لحم ودم .. قادمون
الروبوت الطيار أثبت للعالم أنه لا يستطيع أن يفوز بالضربة الساحقة على أبناء جنسه فحسب، وإنما يستطيع أن يفوز على الذي صنعه؛ الإنسان. التجربة ضمت سلسلة من عمليات المحاكاة للطيران، تمكن فيها الذكاء الاصطناعي من هزيمة العقيد جينو لي، بالرغم من إنه متقاعد من القوات الجوية الأمريكية ذو خبرة تربو على العقود من الزمن، وقام بإسقاطه افتراضياً مرة تلو المرة، السيد جينو علّق على المعركة قائلاً إن هذا الروبوت كان “أكثر روبوت شراسة وعدوانية، وحركية، وقدرة على الاستجابة، قابله حتى الآن”.
السيد جينو لم يكن بالخصم السهل، فهو مدير معارك سلاح جو سابق، ومدرب تكتيكات، وقد سيطر على الآلاف من الاشتباكات الجوية كرئيس مهمة، أو طيار، باختصار: هذا الرجل يعرف ما يفعله، كما إنه أمضى العديد من العقود يقاتل الخصوص الروبوتيين في معارك افتراضية.
كأن الروبوت يقرأ الأفكار
مع كل المعارك التي خاضها السيد جينو، كانت هذه المعركة مختلفة، كان مندهشاً من ردود فعله ونباهته، لقد كان قادراً على قراءة نواياه، وكانت ردود فعله فورية على تغييرات الكابتن جينو في الطيران، ونشر الصواريخ، كما إنه عرف كيف يهزم الحركة التي يتخذها، واستطاع الانتقال بسرعة كبيرة بين وضع الدفاع والهجوم حسب الحاجة.
الشركة التي صممت هذا الروبوت هي شركة Psibernetix، التي أسسها خريج الدكتوراة من جامعة سينسيناتي، الدكتور نيك إرنست، بالتعاون مع مختبر أبحاث سلاح الجو، وقد تم تصميمه خصيصاً للأغراض البحثية في المعارك المحاكية الجوية القتالية، وأطلق عليه اسم ألفا “ALPHA”. بعد الصراع لمدة ساعة كاملة مع “ألفا”، قال الكابتن إنه عاد إلى البيت مستهلكاً تماماً ومنهكاً عقلياً، الخصم كان ذكاء اصطناعياً، لكن المعركة كانت حقيقية.
ما هو سر القوة الخارقة لـ”ألفا”؟
السر خلف قدرات الطيران الخارقة لألفا، هو في نظام صناعة القرار الذي يسمى بـ”نظام التحكم الجيني الضبابي أو العائم”، هذا النظام يقوم بحل المشاكل المعقدة مثلما يقوم الإنسان، ليكسر المهمات الأكبر إلى مهمات فرعية أصغر، والتي تشمل تكتيكات على مستوى عالٍ، مثل إطلاق نيران، أو الاقتحام أو الدفاع، يمكنه اتخاذ قرارات معقدة بسرعة قصوى بالنظر فقط إلى المتغيرات الأكثر أهمية، وكنتيجة لذلك، يمكن لهذا الذكاء الاصطناعي أن يحسب أفضل المناورات في أعقد وأكثر البيئات ديناميكية، أسرع مما يرمش خصمه الإنسان بـ250 مرة، مخيف جداً، أليس كذلك؟ كيف سيكون شكل المستقبل الذي تخرج فيه هذه الآلات من دور السينما، إلى الحياة الحقيقية؟