كان الفريق مستغرقاً في دراسة الأرز والقمح، عندما اكتشفوا لأول مرة، إنزيماً غريباً لم يعرف من قبل، يعمل كسارينات للطوارئ عندما يستشعر الجفاف، ولا يتوقف عند هذا الحد، بل إنه أيضاً يطلق مواداً كيميائية لكي يساعد النبات في التغلب على الرقع المجففة، عندها فكروا أن عليهم أن يستغلوا هذه السارينات الطبيعية، لابتكار طريقة إنذار تحمي المحاصيل في أوقات القحط، وتحمينا نحن من المجاعة.
سارينات طوارئ .. بعد فوات الأوان
هذا الإنزيم يستجيب لأوقات الشدة التي يتعرض لها النبات، إذ تحدث تغيرات في المركبات الكيميائية مثل بيروكسيد الهيدروجين، فيبدأ هذا الإنزيم في تغيير شكله كنوع من التدابير المضادة، كأنه سارينة إسعاف، ترد على الجفاف بصنع مركبات كيميائية مفيدة، كما قال كاي شون تشان من كلية الأحياء في جامعة أستراليا الوطنية والذي شارك في هذه الدراسة.
لكن، لسوء الحظ فإن هذه الاستجابة الإسعافية لا تنجح في الوصول في الوقت المناسب دائماً، لكي تضمن بقاء النبات على قيد الحياة حتى موعد سقوط المطر القادم، فالنباتات مثل القمح مثلاً يضربها الجفاف في مراحل الازدهار والبذر الحرجة، بحيث لا يستطيع الإنزيم أن يتصرف بالسرعة الكافية لإطلاق المركبات الكيميائية التي يحتاجها النبات لكي ينجو من الجفاف، وبسبب تأخير استغاثات النجدة هذه، يدمر النبات ويقلل المحصول الذي ينتج لدينا، وهي ليست خسائر بسيطة، بل إنها مخيفة للدرجة التي يتوقع أن تصل بها إلى 10 بالمئة في بعض أجزاء العالم بسبب التغير المناخي في عام 2020 بحسب تقديرات مركز ناسا للبيانات الاجتماعية الاقتصادية ومركز التطبيقات في مدينة نيويورك.
فكرة تلمع في أذهان العلماء
العلماء فكروا أن اكتشاف هذا الإنزيم قد يؤدي إلى تطوير أسلوب جديد أو مواد كيميائية لتنشيط هذا النظام الدفاعي في النبات بأنفسهم عندما يلوح الجفاف في الأجواء، وقد قال السيد تشان أن فريقه يأمل أن تساعده دراساته القادمة في إيجاد رذاذ كيميائي يتم رشه على النباتات، ليعمل فيها نظام الطوارئ. السيد تشان أضاف أنهم جميعاً متحمسون للتطبيقات التي سيفتحها هذا الكشف، بداية من التعديلات الجينية وتكثير النباتات، ونهاية بالرذاذ الذي يشغل نظام الطوارئ في المحاصيل، هذا لن ينقذ المحاصيل فقط، بل سينقذ حياة الناس.
الجفاف .. الشبح المخيف قادم
التغير المناخي يرسم مستقبلاً تتزايد فيه أماكن الجفاف في العالم، وقد توقعت ناسا في فبراير 2015 أن الولايات المتحدة لوحدها عليها أن تنتظر موجات من الجفاف في النصف الأخير من القرن الواحد والعشرين، اعتماداً على البيانات التي تم جمعها من عدة نماذج للمناخ تمتد إلى ما يصل إلى ألف عام، لهذا، فإن فكرة رذاذ طوارئ في النباتات سوف يكون طوق إنقاذ لا يستهان به في هذه الكارثة.