قرصنة البرمجيات هي اقتحام أنظمة الكمبيوتر لسرقة المعلومات السرية والخاصة، وهناك عدة طرق للقيام بذلك، ولكن أكثرها شيوعا هي: استغلال وجود خلل في واحدة من التطبيقات الخاصة بك أو بروتوكول سيئة المضمون واستخدام حصان طروادة الذي يفتح الطريق هاكر.
قرصنة البرمجيات هي شائعة جدا، ولا يكاد يمر يوم دون أن تعلن شركة أو وكالة حكومية أن واحدا من أنظمتها قد اصيب بعدوى أو هجوم، وهذه الهجمات يمكن أن تتخذ أشكالا عديدة، ولكن أكثرها شيوعا هو هجوم الحرمان من الخدمة أو حجب الخدمة، وهو اغراق الهدف بكمية ضخمة من الطلبات والبيانات حتى نصل إلى حجم اكبر من طاقة الهدف فينهار او يخرج عن الخدمة وبهذا حققت القرصان هدفه واستطاع أيقاف الهدف عن العمل وحرمان المستخدم من الاستفادة منه، ولذلك سميت بهجمات الحرمان من الخدمة (Denial of Service Attacks)، وهي من اكثر الهجمات خطورة على شبكة الأنترنت حيث أنها تهدد الدول والحكومات وكل الشبكات.
من مقالاتنا المشهورة أيضا:
– حبوب منع الحمل للرجال .. احدث وسائل منع الحمل للرجال 2021
– الفوبيا أو الرهاب .. التعريف، الأسباب، الأنواع، العلاج
– الفوبيا أو الرهاب .. التعريف، الأسباب، الأنواع، العلاج
ولعل الجميع لازال يتذكر حادثة اختراق أنظمة Target في 2013 في الولايات المتحدة والذي أدى إلى سرقة بيانات ما يقرب من 40 مليون من العملاء الذين يستخدمون بطاقة الدفع الخاصة بهم في متاجرها بين 27 نوفمبر و 15 ديسمبر كانون الأول، بالإضافة إلى أرقام بطاقات ورموز PIN، وهو الأمر الذي أدى إلى انخفاض قيمة أسهم Target وتضرر سمعتها، وتكبدها لخسائر مالية جسيمة حيث تمكن القراصنة حينها من سرقة أربعين مليون بطاقة ائتمان وسبعون مليون من البيانات الشخصية، مثل عناوين العملاء وأرقام هواتفهم، وواجهت الشركة أكثر من 90 دعوى قضائية بتهمة الإهمال، واضطرت لإنفاق 60 مليون دولار للتعامل مع الأزمة التي تلت الهجوم، وبلغ مجموع خسائرها في نهاية المطاف مليار دولار.
وعندما تصبح الهجمات وطنية فإنها حتما أخطر وعادة ما يكون وراءها عصابات إجرامية تسعى لتحقيق مكاسب مالية، ولكن قبل التطرق لهذا الجانب لابد أولا من التعرف على تاريخ القرصنة الإلكترونية، متى ظهرت؟ و الأهم لماذا ظهرت وماهي أهدافها، ومن هم أبطالها؟
تاريخ القرصنة:
شهد عام 1903 أول عملية اختراق في التاريخ، حيث قام الفيزيائي جون أمبروز فلمنج بعرض إحدى العجائب التكنولوجية المستجدة وهي نظام تلغراف لاسلكي بعيد المدى ابتكره الإيطالي جوليلمو ماركوني، في محاولة لإثبات أن رسائل شفرة مورس يمكن إرسالها لاسلكيا عبر مسافات طويلة، وكان ذلك أمام جمهور غفير في قاعة محاضرات المعهد الملكي الشهيرة بلندن.
وقبل بدء العرض بدأ الجهاز ينقر مكونا رسالة، كانت في البداية كلمة واحدة ثم تحولت إلى قصيدة ساخرة بشكل غير لائق تتهم ماركوني “بخداع الجمهور”، فقد تم اختراق عرض ماركوني وكان المخترق هو الساحر والمخترع البريطاني نيفيل ماسكيلين الذي قال لصحيفة تايمز إن هدفه كان كشف الثغرات الأمنية من أجل الصالح العام.
في عام 1932 تمكن خبراء التشفير البولنديون ماريان ريجيوسكي وهنري زيجلاسكي وجيرزي روزيكي من فك شفرة جهاز إنيغما الذي استخدمه بشكل خاص الألمان خلال الحرب العالمية الثانية لإرسال واستقبال رسائل سرية.
وقبل بدء العرض بدأ الجهاز ينقر مكونا رسالة، كانت في البداية كلمة واحدة ثم تحولت إلى قصيدة ساخرة بشكل غير لائق تتهم ماركوني “بخداع الجمهور”، فقد تم اختراق عرض ماركوني وكان المخترق هو الساحر والمخترع البريطاني نيفيل ماسكيلين الذي قال لصحيفة تايمز إن هدفه كان كشف الثغرات الأمنية من أجل الصالح العام.
في عام 1932 تمكن خبراء التشفير البولنديون ماريان ريجيوسكي وهنري زيجلاسكي وجيرزي روزيكي من فك شفرة جهاز إنيغما الذي استخدمه بشكل خاص الألمان خلال الحرب العالمية الثانية لإرسال واستقبال رسائل سرية.
أهداف القراصنة:
تختلف أهداف المخترقين أو قراصنة عالم الإنترنت باختلاف أنواعهم وقناعاتهم ، فقد يهدف المخترق فقط إلى إزعاج ضحيته دون أي نية سيئة، ولكن الهدف يمكن أن يصبح أكبر وقد يصبح ابتزازا أو أشياء أخرى أخطر، وعندما يتعلق الأمر بالدول فإن الأهداف تصبح أكبر و أخطر، وقد تمس بأمن البلد المُستهدف.
أبطال القرصنة:
إنهم شباب شغوفين بتكنولوجيا الحاسوب والإنترنت أو المهووسين والمعروفين اختصارا بالقراصنة أو الهاكرز “ثقافة ونمط تفكير”، يصعب على غير المنخرط في هذا العالم تخيل وجود هذا التصنيف وواقعيته ما لم يدخل في حوار مع الجهات التي تتعامل مع المشاكل التقنية التي يتسبب بها القراصنة، أو مع المعجبين بهم وبفتوحاتهم.
في التعريف الذي تقدمة الموسوعة الإلكترونية المفتوحة “ويكيبيديا” يعرف الهاكرز بأنهم “مجموعة من المبرمجين الأذكياء الذين كانوا يتحدون الأنظمة المختلفة ويحاولون اقتحامها، وليس بالضرورة أن يكون في نيتهم ارتكاب جريمة أو حتى جنحة، ولكن نجاحهم في الاختراق يعتبر نجاحا لقدراتهم ومهارتهم”.
غير أنه بالنسبة لعامة الناس يبقى “الهاكرز” مجرد فتية يقومون بالسطو على المواقع والشبكات متسببين بالأذى والخسائر المادية والأمنية والمعنوية، إلى جانب تشويهم صورة مؤسسات كبرى وعالمية جراء هزيمتها أو عجزها عن صد هجمات ينفذها مراهقون، وهذا صحيح إلى حد كبير، لكن معرفة الدوافع يمكنها أن تقود إلى فهم سيكولوجية الهاكر وبيئته، ويمكنها أيضا أن توضح أن عمل القراصنة هو -في أحد وجوهه- محرك حقيقي للإبداع التكنولوجي، فعلى سبيل المثال إذا كان التلفون بالنسبة لمعظم الناس هو هاتف ذكي فهو بالنسبة للهاكر حاسوب صغير قادر على القيام بمهام مغايرة لما صمم أساسا لأجله.
في التعريف الذي تقدمة الموسوعة الإلكترونية المفتوحة “ويكيبيديا” يعرف الهاكرز بأنهم “مجموعة من المبرمجين الأذكياء الذين كانوا يتحدون الأنظمة المختلفة ويحاولون اقتحامها، وليس بالضرورة أن يكون في نيتهم ارتكاب جريمة أو حتى جنحة، ولكن نجاحهم في الاختراق يعتبر نجاحا لقدراتهم ومهارتهم”.
غير أنه بالنسبة لعامة الناس يبقى “الهاكرز” مجرد فتية يقومون بالسطو على المواقع والشبكات متسببين بالأذى والخسائر المادية والأمنية والمعنوية، إلى جانب تشويهم صورة مؤسسات كبرى وعالمية جراء هزيمتها أو عجزها عن صد هجمات ينفذها مراهقون، وهذا صحيح إلى حد كبير، لكن معرفة الدوافع يمكنها أن تقود إلى فهم سيكولوجية الهاكر وبيئته، ويمكنها أيضا أن توضح أن عمل القراصنة هو -في أحد وجوهه- محرك حقيقي للإبداع التكنولوجي، فعلى سبيل المثال إذا كان التلفون بالنسبة لمعظم الناس هو هاتف ذكي فهو بالنسبة للهاكر حاسوب صغير قادر على القيام بمهام مغايرة لما صمم أساسا لأجله.
وغالبا ما يتأثر القراصنة في أنحاء العالم بالمشاكل المحلية لمجتمعاتهم وكذلك بالقضايا السياسية التي تشغل اهتمام الناس، وسخروا قدراتهم التقنية والعمليات التي ينفذونها في سبيل نصرة قضايا سياسية أو اجتماعية أو فكرية بعينها، وهنالك عدة قراصنة يعملون كمجموعات في أرجاء العالم بينهم “غارديينز أوف بيس” الذين هاجموا “سوني إنترتينمنت” ومجموعة أنونيموس Anonymous أو القراصنة المجهولون الشهيرة التي غالبا ما تستهدف المؤسسات والدول والمنظمات.