تم طرد بلوتو من كواكب المجموعة الشمسية، بعد تصويت معظم الحضور في مؤتمر الفلكيين العالمي في 2006 بإسقاط لقب “كوكب” عن بلوتو، ووضعونا في مشكلة -نحن الجيل الذي درس في المناهج الدراسية طول حياته أن كواكب المجموعة الشمسية تسعة آخرهم بلوتو-، وأصبحت كواكب المجموعة الشمسية ثمانية، واكتسب هو لقباً جديداً هو “الكوكب القزم”، الشئ الذي استثار ردود فعل انفعالية في معظم أرجاء العالم، لدرجة أن أحد المدونين المشهورين عنون تدوينة له باسم “لا تحزنوا من أجل بلوتو”، وآخر أطلق تعليقاً على غرار “هايل هتلر”، قائلاً “هايل بلوتو .. ملك الكواكب القزمة”، لكن، يبدو أن بلوتو لم يعد وحيداً وحزيناً بعد الآن، العلماء اكتشفوا صديقاً له !
كيف عثر العلماء على أول الخيط؟
الكوكب القزم الجديد موجود على حواف نظامنا الشمسي، وقد نال اسماً هو RR245، ومع إن حجمه لم يعرف على وجه الدقة بعد، إلا أن مكتشفيه قدروا قطره بـ700 كيلومتر، كما قدروا أن لديه واحداً من أكبر الأقطار المعروفة لكوكب قزم، حيث إنه يكمل دورته حول الشمس كل 700 عام، وقد رصد أول مرة في فبراير الماضي بواسطة تلسكوب كندا وفرنسا وهاوي، الواقع في هاواي، اعتماداً على الصور التي كانت قد التقطت في سبتمبر السنة الفائتة في عملية مسح لحواف النظام الشمسي.
المسح كان عملية مشتركة بين عشرات العلماء الذين ينتمون إلى ثماني بلدان مختلفة، يقومون بدراسة الأجسام التي تدور خلف نيبتون، فقد قدر العلماء أن هناك عشرات الآلاف من الأجسام الأصغر التي تحوم هناك على الحواف، كناتج عن الاضطراب الذي أحدثته الكواكب الضخمة التي سافرت بعيداً عن الشمس كي تستقر في مداراتها الحالية، لكن المشكلة أنها كانت أصغر وأبهت من قدرة العلماء على الدراسة، لهذا أصابهم الكوكب القزم الجديد بحماسة كبيرة.
ما الأسرار التي كشفها لنا الكوكب الجديد؟
احتل الكوكب RR245 مرتبة في قائمة أكبر عشرين جسماً في حزام كويبر، لكن حجمه لا يزال غير معلوم بدقة، حتى يتم إجراء تحليل أكثر تفصيلاً لخصائص سطحه، كما إن نقطة رحلته الطويلة حول الشمس، والتي تصل إلى 700 عام تثير فضول العلماء أيضاً، وقد قدروا أنه موجود في مداره هذا منذ ما يقرب من المئة مليون سنة، وأنه قد أمضى آخر بضع مئات من السنين على مسافة 12 مليار كيلومتراً من الشمس.
فرصة سعيدة .. لماذا هذا أفضل وقت ممكن؟
الكوكب القزم حالياً في طريقه لكي يصبح في أقرب نقطة له إلى الأرض، حيث سيمر على بعد 5 مليار كيلومتر من الشمس، لكن، لا تتحمس هكذا وتجهز التليسكوب الخاص بك، فهذا الوقت القريب لن يكون قبل عام 2096، إن كنت مهتماً، ربما عليك قول ذلك في وصية لطفلك، لكي يراه بدلاً عنك.