قبل بعثات أبولو، ناقش علماء الفلك عدة تفسيرات لكيفية نشأة القمر، وجادل البعض بأن القمر قد تشكل في مكان آخر في النظام الشمسي وأن جاذبية الأرض استولت عليه، بينما اقترح جورج هوارد داروين، وهو عالم فلك إنجليزي وابن تشارلز داروين، أن القمر هو ابن الأرض.
وقد قام فريقٌ من جامعة كاليفورنيا-لوس أنجلوس، بتقديم توضيحٍ حول نشأة القمر، ووفقاً لهذا البحث، فإن تشكُّل القمر يُعزى إلى اصطدامٍ قويٍّ بين الأرض وكوكبٍ جنين “planet embryo” يساوي حجمه تقريباً حجم كوكب المرّيخ ويدعى بكوكب ثيا Theia، وأن هذا الاصطدام وقع قبل ما يقرب 4.5 مليار عام بعد تشكّل الأرض.
تُدعى نظرية الاصطدام هذه بتأثير ثيا (Theia Impact) أو بالبقعة الكبيرة (Big Splash)، طُرحَت لأول مرةٍ عام 2012.
قارن الباحثون بين صخور الأرض والصخور المستخرجة من القمر خلال السنوات السابقة (حوالي 380 كيلو غراماً من الصخور تمّ جلبها من القمر إلى الأرض)، وجدوا بعدها أن هذه النماذج الصخريّة -والتي جُمعت خلال مهمّات أبولو 12 و15 و17- تمتلك التركيبة الكيميائية نفسها لسبعة صخورٍ مأخوذةٍ من ستار الأرض في هاواي وولاية أريزونا، يكمن مفتاح الحل في المقارنة بين طبيعة ذرات الأوكسجين الموجودة في الصخور.
وقد أثبت الفريق في جامعة كاليفورنيا-لوس أنجلوس أنّ الأرض والقمر يتشاركان المزيج نفسه من نظائر الأكسجين، أي أن لهما بصمةً متشابهةً، مما يعني أن تكوينهما مُترابطٌ أي ببساطة هناك رابط بين تكوين الأرض وتكوين القمر.
ولكن هناك نظرية أخرى، تم اقتراحها لأول مرة في عام 2017، والتي تقول أن اصطدام ثيا بالأرض أدى إلى تشكل سحابة أطلق عليها synestia، وهي كتلة غازية حارقة ذات حواف خارجية تدور بسرعة كبيرة بشكل أساسي في المدار، وعندما تبدأ في البرودة والتصلب، تتكثف قطرات الصخور وتسقط على الكوكب الجنيني في المركز، كما أن الحطام المتبقي في الحواف الخارجية تتكثف أيضا، ولكن على مسافة أكبر لتكون القمر.
وقال الباحثون إن إلقاء نظرة جديدة على عينات من أبولو، بما في ذلك تحليل جديد للصخور البكر التي تم ختمها منذ إنزالها إلى الأرض في عام 1972، سيساعد في سرد قصة أكثر اكتمالا عن ميلاد القمر والسنوات الأولى، لكن العديد من العلماء يأملون في صخور جديدة تماما، وقد يتحقق ذلك من خلال العودة المرتقبة إلى القمر.