التقدم في العمر، فكرة مخيفة، سواء للصغار أو للكبار، ولا تستطيع الحصول على نصائح جيدة ومخففة بسهولة، لهذا قرر فريق البرنامج الكلامي المسائي الكندي Canada’s CBC Radio’s Wire Tap، أن يصدر فيديو ختامي بمناسبة انتهاء عرضه بعد 11 سنة متواصلة، وسموه “كيف تتقدم في السن بسلام”.
الفيديو المميز يضم رسائلاً من أشخاص تبدأ أعمارهم من السابعة حتى الثالثة والتسعين، في نصائح لنا حول التقدم في العمر، مفتتحاً بطفلة جميلة في السابعة وهي توجه رسالة غاية في الجدية: عزيزتي ذات الست سنين، لا تقلقي بشأن المساند الإضافية في العجلة، لقد حان الوقت لتتخلصي منها، بعد هذا يظهر طفل في الثامنة وهو يقول بثقة لطفل السابعة: مهما قال الآخرون، ابقَ غريب الأطوار !
الفيديو يتابع على هذا النسق، كل مشهد يظهر شخصاً في مرحلة عمرية وهو يوجه رسالة إلى الشخص الأصغر منه، فتاة التاسعة ذات الملامح الشقية تقول بإصرار: جِد نقاط ضعف مربيتك واستغلها ضدها، فتاة العاشرة التي يبدو عليها آثار انطواء سابق تقول بهدوء ألا “تتورط مع الأولاد ذوي الشعبية الجارفة، فهم كرجال رأسماليين مليئون بالنرجسية، ولا يعرفون شيئاً عن السياسة”.
الفيديو ينتقل بمشهد المراهق ذي الوجه الملئ بالحبوب إلى مسار آخر للحوار مناسب لفترة المراهقة، عبر نصيحة شجاعة لك إن وقعت في الحب، وإلى المراهق الآخر الذي يقول نصيحة عن منع والدتك من إلقاء مكعبات البناء الخاصة بك، ثم يتوجه المشهد إلى الفتاة في التاسعة عشرة موجهة رسالة إلى تلك ذات الثمانية عشرة: لا تجهدي نفسكِ في وضع الماكياج، إنكِ لستِ قبيحة كما تظنين.
إيقاع الرسائل بعد ذلك يتسارع، برسائل تبدو بسيطة لكن الإنسان يندهش فيما بعد لأنه لم ينتبه إليها، وذات مسحة أكثر واقعية، لا تنس أن تحمي البنى التحتية الخاصة ببيتك من الصدأ، مهما حدث لك لا تطلب السلَطَة من موقف الشاحنات، أوقف القيادة المتهورة فوراً، طردك من العمل قد يعني نعمة خفية، كن لطيفاً مع عائلتك دائماً لأنك سوف تحتاجهم عندما تصبح الحياة صعبة، ونصيحة الأم التي تقول للنساء ألا يهلعن إن كن أمهات عازبات، ثم انتهاء بالمرأة ذات عمر السابعة والأربعين التي قالت: يكفي الاهتام كثيراً بما يفكر به الآخرون عنك، لأنهم لا يفكرون فيك على الإطلاق.
بعد ذلك ينتقل الفيديو إلى مرحلة منتصف العمر، بنصيحة الرجل ذي الثمانية والأربعين أن “أزمة منتصف العمر لا تبدو فكرة جيدة”، ثم نصيحة بشأن إخبار الحقيقة دائماً، تليها نصيحة لذوي الواحد والخمسين سنة، بأن “قطاً واحداً يكفي”.
النصائح جميعها عكست ما يفكر به هؤلاء الأشخاص في هذه السنين، منذ المراهقة حتى الشيخوخة، فالقطط مرحلة طبيعية في سن الخمسين الذي يرحل فيه الأولاد ويبقى الاجداد والجدات وحيدين، والنصائح تأخذ مساراً مختفاً بعد هذا السن، مغمورة بالحكمة، لم يفت الأوان بعد على تجربة شئ جديد، المرأة التسعينية تنصح من في التاسعة والثمانين أن يكثروا من الأصدقاء الأصغر، بدل أن يموت الأصدقاء جميعاً، ليختتم الفيديو برجل الثالثة والتسعين وهو يقول ألا تستمع لنصيحة أحد، لأنه لا أحد يعرف ما يفعل حقيقة.
مراقبة الفيديو لطيفة، لأن توجيه الرسالة لأحد أصغر بسنة، يجعل الشخص يقول ما أراد أن يقوله له أحدهم يوماً ما، ولم يفعل.