أصبحت العادات الاستهلاكية الحديثة تسبب مشكلة النفايات في جميع أنحاء العالم، حيث أصبحت مكبات النفايات في بعض البلدان مملوءة، وبدأت بتصدير النفايات لبلدان العالم الثالث، وهذا الأمر له تأثير مدمر على النظم الإيكولوجية والثقافات في جميع أنحاء العالم، وتسعى بعض شركات الطاقة البديلة لتطوير طرق جديدة لإعادة تدوير النفايات عن طريق توليد الطاقة من مكب النفايات.
وفي إطار السعي للحفاظ على البيئة التي أصبحت تئن تحت وطأة التلوث، وأنواع الإساءة المختلفة التي تشهدها على يد الإنسان و التي تهدد الحياة على الأرض، أصبح هناك توجه عام نحو البحث عن طرق صديقة للبيئة لمعالجة النفايات التي يتضح أنها تتزايد بتزايد التقدم في كافة المجالات الأخرى.
وقد بدأت الحكومات في البلدان المتقدمة في إنشاء محطات تتمثل مهمتها في تحويل النفايات الصلبة إلى طاقة كهربائية وحرارية بطرق صديقة للبيئة واقتصادية، حيث تقوم بتحويل النفايات إلى طاقة بتحويل النفايات المحلية والصناعية الصلبة إلى كهرباء و/أو حرارة لاستخدامهما في أغراض المعالجة الصناعية، وأنظمة التدفئة المركزية، وهي طريقة صديقة للبيئة واقتصادية في التكاليف لاسترداد الطاقة.
كيف يتم تحويل النفايات إلى طاقة؟
يتم تحويل النفايات إلى طاقة من خلال حرقها في درجات حرارة مرتفعة، وتستخدم الحرارة لتوليد البخار، ومن ثم يقوم البخار بتشغيل توربين لتوليد الكهرباء، وتمكن هذه العملية من استرداد ثلثي النفايات كوقود محايد ثاني أكسيد الكربون ، ويعد تحويل النفايات إلى طاقة أحد أهم خيارات الطاقة البديلة القوية والفعّالة لتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون واستبدال أنواع الوقود الأحفوري.
أنواع النفايات التي يمكن تحويلها إلى طاقة
وهناك أنواع مختلفة من النفايات يمكن تحويلها إلى طاقة: النفايات المنزلية ، والنفايات الصناعية العادية ، وذلك باستخدام عدة طرق لإنتاج الطاقة، ومنها كما أسلفنا الحرق لإنتاج الكهرباء في أفران على 1000 درجة مئوية ، وتتم معايرة درجة حرارة الماء قبل توربو المولدات التي تستعيد الطاقة في شكل بخار أو كهرباء، ويتم استخدام البخار للتدفئة وتسخين الماء للمباني المتصلة بشبكات التدفئة المركزية.
وتتم استعادة الغاز الحيوي الناتج في مقالب القمامة حيث يتم إنتاج الغاز الحيوي بشكل طبيعي خلال تحلل المخلفات مع التحلل اللاهوائي في بيئة خالية من الأكسجين لتوليد غاز الميثان، ويساهم جمع واسترجاع غاز المكب في الحد من الأثر البيئي للتصريف من حيث الانبعاثات السامة.
التحلل اللاهوائي للنفايات هو تحويل المواد العضوية إلى غاز الميثان وثاني أكسيد الكربون، وسوف يستخدم غاز الميثان (الغاز الحيوي) وثاني أكسيد الكربون لإنتاج الكهرباء والحرارة والوقود، أو دمجها في شبكة الغاز الطبيعي.
وتساهم استعادة الطاقة من النفايات في الاقتصاد في استهلاك الوقود الأحفوري، ويقلل من انبعاثات غازات الدفيئة، حيث أن عملية تحويل النفايات إلى طاقة ليست فقط وسيلة للتخلص من القمامة، بل هي إحدى الطرق المستخدمة لاسترداد الموارد ذات القيمة، كما أنها تلعب دورًا حيويًا في السلسلة المستدامة لإدارة النفايات، وتتكامل تمامًا مع عملية إعادة التدوير.
وتعتبر إوروبا رائدة في هذا المجال حيث يتم تحويل 50 طنًا من النفايات إلى طاقة ذات قيمة باستخدام تقنية تحويل النفايات إلى طاقة، مما يمد 27 مليون نسمة بالكهرباء في أوروبا، ورغم ذلك لا تزال نسبة 50 في المائة من النفايات المحلية الصلبة توضع في مدافن النفايات مما يؤدي إلى إطلاق غازات الاحتباس الحراري مثل الميثان الذي تزيد قوته 21 مرةً عن ثاني أكسيد الكربون.