تسمى هذه الظاهرة الغريبة بفقر الدم الفضائي، وتشير الأبحاث الجديدة إلى أنها تصيب رواد الفضاء حتى بعد عودتهم إلى ديارهم.
وجدت دراسة جديدة نُشرت في مجلة Nature Medicine أن الفضاء يتسبب في قيام جسم الإنسان بتدمير خلايا الدم الحمراء بمعدل أسرع من تلك الموجودة على الأرض.
المصطلح الطبي لتدمير خلايا الدم الحمراء هو انحلال الدم.
لا يزال الباحثون غير متأكدين من سبب حدوث انحلال الدم في الفضاء بمعدل أسرع، لكن الدراسة الجديدة حققت بعض التقدم في هذا الموضوع.
تقول الدراسة: “بما أن البشرية تخطط للسفر خارج كوكب الأرض، فإن فهم الآثار الصحية للعيش في الفضاء سيكون أمرًا بالغ الأهمية للتخطيط لرحلات آمنة.”
عمل الباحثون مع 14 رائد فضاء على مدى ستة أشهر.
كان جميع رواد الفضاء في مهمات في محطة الفضاء الدولية.
بالنسبة للدراسة، كان رواد الفضاء يتنفسون في عبوات في كثير من الأحيان ويعيدون كل العلب إلى الأرض.
ثم قام الباحثون على الأرض بفحص تنفس رواد الفضاء بحثًا عن أول أكسيد الكربون.
ويعتقد العلماء أن أول أكسيد الكربون ينتج في كل مرة يتم فيها تدمير خلايا الدم الحمراء في الجسم.
وأظهرت النتائج أن رواد الفضاء كانوا يدمرون حوالي ثلاثة ملايين خلية دم حمراء كل ثانية.
هذا أعلى بنسبة 54٪ من متوسط المعدل هنا على الأرض.
إقرأ أيضا:
فيديو ..تابع إقلاع الملياردير جيف بيزوس إلى الفضاء
اكتشاف انفجار راديوي غامض آخر في الفضاء البعيد يرسل إشارات إلى الأرض كل 157 يوما
وكان خمسة من رواد الفضاء الثلاثة عشر الذين سُحبت دماءهم عندما هبطوا على الأرض لا يزالون يعانون من فقر الدم.
بعد عام، وجد أن تدمير خلايا الدم الحمراء لديهم أعلى مما هو عليه لدى الأشخاص الذين لم يذهبوا إلى الفضاء.
وفقًا للدراسة، كلما طالت مدة بقاء الشخص في الفضاء، كلما طالت مدة إصابته بفقر الدم على الأرض.
يعتقد الباحثون أن نخاع العظام أو الطحال يمكن أن يكون السبب في ذلك ويخططون لمزيد من التحقيق في هذا الاتجاه.
كما يرغب العلماء في إجراء تجربة أطول لمعرفة ما يحدث لدم رائد فضاء بعد مهمة استمرت عامًا.
يمكن أن تساعد النتائج وكالات الفضاء في تحديد طول المهمة وكذلك كيفية معالجة الإصابات أو الأمراض في الفضاء.
خلايا الدم الحمراء مهمة جدًا لأشياء مثل الحفاظ على مستويات الطاقة وشفاء الجروح.