على مدى عقود، كان الباحثون يبحثون عن فحص دم للبيتا اميلويد، وهو البروتين الذي يميز مرض الزهايمر، وقد حققت عدة مجموعات وشركات تقدما، ويوم الخميس، أعلن علماء من جامعة واشنطن في سانت لويس أنهم طوروا اختبار الدم الأكثر حساسية حتى الآن.
لن يكون الاختبار متاحا للاستخدام السريري لسنوات، وعلى أي حال، فإن الأميلويد ليس مؤشرا مثاليا لمرض الزهايمر: معظم المسنين الذين لا تظهر عليهم أعراض والذين لديهم رواسب أميلويد في أدمغتهم لن يصابوا بالخرف.
لكن البروتين عامل خطر مهم، وقد حدد اختبار الدم الجديد المرضى الذين لديهم رواسب الأميلويد قبل إجراء فحوصات الدماغ، وسيكون ذلك مهما للعلماء الذين يقومون بتجارب عقاقير لمنع مرض الزهايمر.
في الوقت الحاضر، تشخيص مرض الزهايمر ليس بالأمر السهل، حيث يعتمد الأطباء في الغالب على اختبارات الحدة العقلية ومقابلات مع المريض وأفراد الأسرة، وقد أظهرت الدراسات أن أطباء المجتمع لديهم دقة تتراوح ما بين 50 إلى 60 بالمائة فقط في تشخيص الحالة.
الأساليب التي يمكن أن تحسن الدقة، مثل فحص PET للمخ، غالية الثمن وغالبا غير متوفرة.
يعتمد الاختبار الجديد على مقياس طيف الكتلة Mass Spectroscopy، وهي أداة تُستخدم في الكيمياء التحليلية والتي، مع التقدم التقني الحديث، يمكنها العثور على جزيئات بيتا اميلويد في الدم بدقة عالية.
شملت الدراسة الجديدة 158 متطوعا معظمهم في الستينيات والسبعينيات من العمر، ومعظمهم كانوا عاديين إدراكيا.
استخدمت الدكتورة شندلر وزملاؤها مقياس طيف الكتلة لاختبار دماء المتطوعين المختبرين للبيتا اميلويد.
وقد جمع الباحثون نتائج فحص الدم مع عوامل أخرى معروفة للتأثير على خطر الإصابة بمرض الزهايمر – العمر، ووجود أو عدم وجود متغير جيني، ApoE4 – ووجدوا أن اختبار الدم كان دقيقا بنسبة 94٪ في التنبؤ بوجود لويحات حتى في معظم الأشخاص بدون أعراض.
لا يوجد علاج لمرض الزهايمر، والتشخيص المبكر لأي مرض يمكن أن يكون مشكلة، لأنه قد لا يتقدم، وقال الدكتور مايكل واينر، طبيب الأعصاب بجامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو، إن أول استخدام لاختبار الدم هذا قد يكون في التجارب السريرية للعقاقير للوقاية من مرض الزهايمر.
بدأ حوالي ربع الأشخاص في منتصف السبعينيات من العمر بتراكم الأميلويد في لويحات في أدمغتهم، لكن ذكرياتهم وقدراتهم على التفكير سليمة، وقال الدكتور فاينر إنه يتعين على الباحثين إجراء الكثير من فحوصات PET بتكلفة 5000 دولار لكل منها لتحديد المرضى لإجراء التجارب الوقائية، بينما اختبار دم بسيط سيكلف أقل بكثير.