عندما تكون الإعاقة أساساً للتميز (العقلية العلمية 2)
هل يمكن ان يكون مرضك هو اساس ابداعك ….نعم و إليك هاتين القصتين لاثنين من آباء علم ” العلاج المعرفي السلوكي “
“Cognitive Behavior Therapy CBT، الاول منهما هو ألبرت أليس (1913-2017) الذي تم إدخاله إلى المستشفى طفلا تسع مرات لإصابته بالتهاب الكلى و المضاعفات المترتبة عليه . و هو ابن التاسعة عشرة أصيب بالبول السكري .ثم السكري و هو في الاربعين من عمره .
مهلا لم تنته المعاناة بعد ، فقد كان خلال فترة مرهقته خجولًا للغاية خصوصا مع الفتيات كما تم تشخيصه بمخاوف التحدث في الأماكن العامة.
كيف للطفل البرت أن يعيش هكذا ؟!
قرر الطفل ألبرت أن يحافظ على صحته الضعيفة باهتمام كبير و ألا يستسلم لأمراضه، مما اضطره ليطور نهجا خاصا به للتغلب على تلك المخاوف منها أنه أجبر نفسه على التحدث إلى 100 امرأة مختلفة في حدائق برونكس النباتية خلال فترة شهر واحد فقط . و لكن ماذا كانت النتيجة ؟ لم يوفق المراهق ألبرت لكنه -كما يقول عن نفسه – أضعف من حساسية الخوف من الرفض من قبل النساء عنده أو ما عرف بعد ذلك بتقليل التحسس Desensitization الذي يتم عن طريق التعرض المتكرر للمثير السلبي ( و هو ما أصبح أسلوبا علميا متبعا و ذو فعالية عالية في علاج كثير من الاضطرابات النفسية ).
بواسطة استخدامه هذه الأساليب «المعرفية السلوكية « التي أسس لها ، تمكن من قهر بعض أقوى العوائق العاطفية لديه، وهنا فقط انتبه ألبرت انه يستطيع “ارشاد ” الآخرين بطريقته الفعالة هذه فقرر أن يكون ” متخصصا نفسيا ” .
و بما أن السائد وقتها هي « مدرسة التحليل النفسي « فقد استخدمه ألبرت ” كوسيلته العلاجية و الارشادية ، لكنه كان يعاني من بطئ الخطوات مما دفعه لاحقا ليطور وسيلته الفعالة التي عالج بها نفسه سابقا مع التطوير فيها فاخترع ما يسمي الأن
rational emotive behavior therapy -REBT أو ما نسميه بالعربية ” المعالجة العقلانية الانفعالية السلوكية “.
طور ألبرت هذه الوسيلة الجديدة في أوائل 1955 حين لاحظ أمرا بسيطا للغاية و هو أن الناس يستجيبون بسرعة أكبر للعلاج بمجرد تغيير وجهة نظرهم لأنفسهم و لمشاكلهم . إذ إن أغلب مشاكلنا لا تكمن في « المشكلة « ذاتها، ولكن في « نظرتنا « نحن لها .ولذلك كانت الفكاهة و أحيانا السخرية من المشكلة جزءًا مهمًا من فلسفته ، الذي طبقها على مشاكله الخاصة و علمنا إياها كي نتجاوز المحن التي لا مفر منها .
و
أصبح ألبرت اليس باكتشافه و صكه لمصطلح Cognitive distortion أو الانحراف الادراكي من الآباء المؤسسين للعلاج المعرفي السلوكي .
عاش الطفل البرت اليس إلي عمر 93 عاما حياة معفمة بالنشاط و العطاء ، برغم أن حياته هذه دائما ما كانت مهددة بسبب أمراضه المختلفة.
.لم يكن ألبرت خارقا أو ذا مواهب استثنائيا ليؤثر فينا جميعا ….ولكنه ذلك القرار الذي اتخذه صغيرا أن تكون عاهته سر ابداعه.
ألقاك الجمعة القادمة إن شاء الله مع قصة “أرون بيك ” الأب الفعلي للعلاج السلوكي المعرفي و قصته المثيرة الذي اصطدم فيها بالشهير سيجموند فرويد ، فإلى حينه سبح معي ربا هاديا و ودودا.
ربما تسعد مثلي بالاطلاع على المزيد من انجازات ألبرت أليس من خلال رابط معهده :https://albertellis.org/
انتهى
يمكنك متابعة مقالات ” العقلية العلمية ” على مجلة نقطة العلمية
إذا لم تجد حلاً ،اخترع أنت واحداً (العقلية العلمية 3)
عندما تكون الإعاقة أساساً للتميز (العقلية العلمية 2)
المصادر :
المصادر :
1-theory_and_practice_of_counseling_and_psychotherapy__8th_edn_