يمكنك أن تعمل في أي حديقة أو مقهى، بفضل تحول كل الأجهزة إلى أجهزة محمولة، إذ يمكنك أن تصطحب الحاسوب المحمول والهاتف والهاتف اللوحي، في أي مكان تريده، لكنك تؤجل الكثير من الأعمال بسبب عدم وجود الطابعة لديك، أو تضطر لخوض رحلة بحث عن أي مكتبة لديها طابعة، وعندما تبحث على الإنترنت فإنك تجد إما طابعات ضخمة لها أسلاك وكابلات كثيرة ولا يمكن تحريكها أو طابعات محمولة صغيرة لا تتقبل إلا حجماً معيناً من الورق، من هنا بدأت فكرة “الطابعة المتحركة”، فقد فكر مبتكرها: كل الطابعات تحرك الأوراق يمنة ويسرة كي تطبع، ماذا لو جعلنا الطابعة هي التي تمشي؟
طابعة مرحة تقوم بنزهة معك .. لكن على الورق
المبتكر فكر في التخلص من الطابعات التي تحتوي أكوام الورق، بطابعة واحدة صغيرة لها عجلات، تمشي على أي ورقة تضعها عليها لتطبع لك ما تريد بشكل فوري، لها بطارية قابلة للشحن، وزر تشغيل وإطفاء، كما إنها توصل مباشرة بالهواتف الذكية والحواسيب، يمكن أخذها إلى أي مكان، وتطبع من أي جهاز، على أوراق بأي حجم.
كيف تعمل الطابعة المتحركة؟
الطابعة تعتمد على نظام متكامل من العجلات التي تسمح لها بالاستدارة بدقة والقيادة في أي اتجاه تحتاجه، وقد تم تصميمها بشكل مفهوم للمستخدم، لمساعدته في وضعها بالطريقة الصحيحة على أعلى الصفحة والحصول على أفضل نتيجة ممكنة، ولم تتم إضافة مجسات استشعار لحفظ التوازن بعد للنموذج الأولي من الطابعة.
يبدأ تشغيل الطابعة عن طريق كشف الفتحة السفلى لها المحتوية على الحبر، مكان وصلة الـUSB الخاص بشحن البطارية أيضاً موجود بالأسفل، ويمكن للحبر أن يدوم بشكل يغطي طباعة 1000 صفحة، كما يمكن للبطارية الكاملة أن تدوم لما يزيد عن ساعة، وسوف تطبع أول نسخة تتوفر من هذه الطابعة بالرمادي فقط.
فريق من جامعة إسرائيلية يقف خلف هذه الطابعة
الفريق قال إنه بدأ مشروعه هذا الذي حصد اهتمام موقع التمويل الجماهيري “كيك ستارتر”، عندما كان في أيام الدراسة، في كلية القدس للتكنولوجيا، في منافسة طلب فيها المنظمون من الطلبة أن يأتوا بفكرة لمشروع عمل ناجح، وبعد أن مروا باختبارات قبول صارمة، نجحوا وتمت الموافقة على إعطائهم رأس مال وأحقية استخدام مرافق الكلية، بالإضافة إلى الحصول على التوجيه من الأساتذة، وقد قاموا ببناء أول وثاني نموذج أولي ويعملون الآن على نموذج أولي كامل، وفي هذه اللحظة قرروا أن يعرضوا مشروعهم على الجمهور ويطلبوا منهم المساعدة في التمويل، لكي يصلوا لمرحلة إنتاج هذه الطابعة بشكل تجاري، وقد تلقوا ردود أفعال مشجعة من شركات تقنية كبيرة ومن الممولين، لدرجة أنهم تلقوا عرضاً من ميكروسوفت لكي يأتوا ويعرضوا منتجهم في معرض الابتكارات المرموق ThinkNext الذي أقيم في إسرائيل.
ما المشكلات التي تؤخر ظهور هذه الطابعة؟
الفريق قال إنه سيكون واضحاً مع الجمهور الممول له، وهو مدرك تمام الإدراك أن هذا المشروع مثل أي مشروع جهاز قد يفاجؤهم بمشاكل، برغم الجهد المبذول في بناء النماذج الأولية الأولى، وقد واجهوا العديد من التحديات بالفعل إذ كان عليهم التأكد من كون الروبوت يمشي بدقة وبالسرعات الصحيحة كي يضمنوا الطباعة بخطوط مستقيمة ومتوازية، وقد كان هذا صعباً لأنه محدود بمساحة الورق الضيقة، وتطلب منهم طرح العشرات من التصاميم المنقحة للوصول إلى الشكل والوضعية النهائية.
الحماسة تغمر أي شخص بعد مشاهدة الفيديو الترويجي للطابعة، تاركة إيانا متسائلين باهتمام عن الموعد الذي سنحمل فيه هذه الطابعة في حقائبنا ونطبع بكل بساطة أي ورقة يحتاجها العمل، دون أن نتحرك من مكاننا بكل بساطة ويُسر.