مع ارتفاع عدد السكان يتزايد الازدحام في المدن، وقد بدأ المهندسون المعماريون يبحثون عن طرق بديلة لإفساح المجال لمشاريع البنية التحتية الجديدة، ويركزون على التصاميم التي لا تتطلب الكثير من المساحة على الأرض ولكنها ترتفع في عنان السماء في شكل ناطحات السحاب.
ورغم ان ناطحات السحاب ليست شيئا جديدا فقد ظهرت منذ عقود مضت إلا أن ناطحات السحاب التي يضع المصممون المعاصرون تصاميمها يمكن القول أنها مستقبلية لم يفكر فيها المصممون باعتبارها مكانا لإيواء البشر فقط، وإنما فكروا فيها باعتبارها حلا للكثير من المشاكل التي يعرفها العالم ومنها مشاكل الطاقة و الثلوث، فهي بنايات مستدامة ،خضراء مستقبلية و مستقلة بذاتها، تعتمد على تدوير النفايات لإنتاج احتياجاتها من الطاقة، وتسخير الموارد، وتحسين الفضاء كما أنها إضافات جميلة إلى المدن.
وهناك العديد من البنايات المستقبلية المبهرة التي تتمتع بإمكانات مذهلة ومنها بناية Coal Power Plant Mutation التي تم بناؤها على مصنع وهي مكونة من ثلاثة هياكل تغطي مداخن المصنع وتقوم بتصفية النفايات وتحسين نوعية الهواء.
أما برج مياه الهيمالايا، فهي ناطحة سحاب يمكنها جمع المياه خلال موسم الأمطار من خلال أنابيب طويلة، وتخزينها لاستخدامها في المستقبل، وهذا سوف يساعد في تنظيم تدفق المياه على مدار العام للسكان.
ناطحة سحاب Aakash يشبه تصميمها هيكل شجرة لها فروع منتشرة، وهناك وحدات سكنية للسكن توفر إطلالة رائعة على المدينة كما أنها عالية جدا حيث أن الشرفة تساعد على تنقية الهواء في المدن المزدحمة.
أما برج القمر في دبي فهو إضافة جميلة لمدينة الأبراج كما أنه رمز ثقافي للمدينة و للبلاد، يضاف إلى برج خليفة الذي لا يزال يحتفظ بلقب أطول برج في العالم.
ولم تقتصر التصاميم على ناطحات السحاب و الأبراج السكنية بل تعدتها إلى المطارات، فمن المعروف أن المطارات تتطلب الكثير من المساحة ولذلك فكر المصممون في إنشاء مطار على ارتفاع 450 متر فوق الأرض، وسيتم نقل الزوار عن طريق فتحات الهواء العمودية إلى المطار.
أما القوس الحيوي أو Biotic Arch فهو ناطحة سحاب خضراء على شكل حديقة عمودية ضخمة، ويساعد الهيكل على امتصاص أكبر قدر من الانبعاثات الكربونية في المدينةكما أنها تنتج الطاقة عبر مصادر حيوية مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
مدينة في السماء هي ناطحة سحاب على سطحها توجد حديقة خضراء تتمثل مهمتها في تنقية الهواء بعيدا عن الضباب الدخاني من شوارع المدينة، فهذه الحديقة مرفوعة على هيكل من الصلب تنافس السحب في أعالي السماء.
أما برج العالم من الكلوروفيل، فهي تصور لوحدة سكنية مستقبلية حيث الأعمدة تشبه سيقان شجرة تحمل وحدات تخترقها أشعة الشمس بسهولة.
المدينة المعلقة مستقبلية تصميم يهدف إلى استيعاب تدفق حركة المشاة، وستضم المناطق السكنية والمكاتب والحدائق وغيرها من المرافق.
aerohotel العائم هي ناطحة سحاب تتخذ شكل غيمة، ويتكون من 3866 مكعبا من نفس الحجم ولكن مع مستويات مختلفة من الشفافية، وتسمح المكعبات للمبنى باستخدام الضوء الطبيعي.
أما الهرم الزجاجي في باريس فإنه أعلىناطحة سحاب سيتم إنشاؤها في أرض المعارض ببورت دوفيرساى بباريس في فرنسا، وتم اختيار هذا الشكل لتجنب حجب الضوء عن المباني المجاورة، بالإضافة إلى أفضل استغلال للطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
هذه البنايات التي تم إنشاؤها كما أسلفنا لمواجهة الاحتباس الحراري و الثلوث لها مؤيدون كثر، ولكن معارضيها أيضا لا يستهان برأيهم، فرغم أنها تحترم البيئة إلا أن هناك تخوف كبير من مدى ملائمتها للإنسان ومدى أمانها وقدرتها على الصمود أمام مختلف عوامل الطبيعة، ورغم أن شركات الهندسة التي تقوم بتصميم هذه المباني تعتمد على دراسات معمقة إلا أن الكثيرين يعتقدون أن هذه البنايات قد تكون مستدامة وقد تتمتع بإمكانيات مذهلة إلا أن الإقامة فيها تبقى نوعا من المخاطرة.
وهذا الموقف ليس جديدا عندما يتعلق الأمر بناطحات السحاب فلازال العالم يتذكر الرفض الذي واجهته ناطحات السحاب التقليدية التي أصبحت اليوم جزءا من المشهد الحضري، بل إنها شكلت حلا لمشكلة الاكتظاظ التي عرفتها المدن بسبب الهجرة من القرى بعد الثورة الصناعية، ولذلك قد يأتي يوم نعترف فيه بفوائد هذه الأبراج المستقبلية التي تم تصميمها اعتمادا على التكنولوجيا الصناعية الذكية التي يُتوقع أن تعرف تطورا كبيرا في السنين القادمة.