منذ أكثر من ست سنوات، وقف لورنس كيمبال كوك بعد تخرجه من الجامعة في الشارع، ليفكر بعمق، بعد أن فشل في توليد طاقة لإضاءة مصابيح الشوارع، من طاقة الشمس والرياح، بحسب ما طلبت منه شركة الطاقة التي كان يعمل بها، وهذا بسبب كثرة الظلال في المدينة المزدحمة، كان على كيمبال كوك أن يجد مصدراً متجدداً آخر لإضاءة المصابيح، وهو يراقب المشاة يتحركون كالنهر من مكان لآخر، هنا خطر في باله الحل لأول مرة، ماذا لو كان الحل تحت أقدامنا؟
الفكرة كانت في بلاط أرضية يستطيع تحويل الطاقة الحركية من شئ يحدث كل يوم، وهي خطوات الأقدام، إلى كهرباء، فكل مرة يطأ أحدهم هذا البلاط، يقوم بتوليد 7 واط من الطاقة، ويتم تخزين الطاقة في بطاريات، ثم تستخدم للإنارة في الأماكن المحتاجة لذلك، هذا مصدر للطاقة خارج الشبكة المحلية للكهرباء، وقد قام السيد كوك بإنشاء شركة تقوم على هذه الفكرة في 2009، لكن الأمر استغرق العديد من السنوات لكي يطور هذه التكنولوجيا حتى تصل إلى الصورة التي هي عليها الآن، ولإقناع الناس باستخدامها.
بداية الترويج .. حيلة ذكية
السيد كوك وجد أن المستثمرين لن يقتنعوا باستخدام هذا البلاط الذي سماه Pavegen بدون نماذج بلاط موجودة بالفعل على أرض الواقع، لهذا قام باقتحام موقع بناء موجود على الضفة الجنوبية لنهر التايمز تحت جنح الظلام في الساعة الثانية صباحاً، وقام بتثبيت البلاط المبتكر الخاص به بشكل غير مشروع، ثم التقط الصور ووضعها على موقع الإنترنت قائلاً: “احتفالاً بأول تركيب لبلاطنا”، بعدها عقد صفقة مباشرة مع أول شركة، بعدها نجح في عقد صفقات مع شركات كبيرة مثل كوكاكولا وشركة سيمنز، ومحطة هيثرو، بل إن الشركة تخطط لتثبيت هذا البلاط حول البيت الأبيض، وقد غطى بالفعل ملعب كرة قدم كامل بها في مدينة ريو، وقام بوصلها بمصابيح الملعب، وبهذا يمكن للاعبين اللعب طوال الليل، من عرق أقدامهم !
للمشي سحر يتخطى إضاءة طريقك
الضوء ليس الشئ الوحيد الذي يقوم بتوليده هذا البلاط، فعندما ذهب مراسل الجارديان مع مبتكر بلاط Pavegen ، لمشاهدة نماذج منه في مكتبه، فإن تمشيته من مكان إلى مكان تسببت في تشغيل الراديو، كما إن هناك تطبيقات مختلفة محتملة، فعندما تقف على البلاط فإنه يقوم بإرسال بيانات لا سلكياً، وهذا مفيد للباحثين إن أرادوا نمذجة مشي الناس في مدينة معينة، يمكن للباحث كذلك أن يستخدم هذا البلاط في عمل إحصائيات الناس الذين يزورون السوق مثلاً، المبتكر وضع تخيلاً لأن تستخدمه جوجل ذات يوم في تغطية الشوارع واستخدام هذه البيانات بشكل مدهش.
لكن ما يعوق الانتشار الواسع لهذا البلاط، هو سعره الذي يكلف حوالي 1,250 دولاراً لتغطية المتر المكعب الواحد، التحدي الأضخم والأصعب على الإطلاق هو أن ينجح الفريق في جعل ثمنه مساوياً للبلاط الطبيعي، مضيفاً أنها ليست مسرحية تنتهي بين ليلة وضحاها، الطاقة الشمسية مثلاً استغرقت 58 سنة كي تصل إلى النقطة التي هي عليها الآن، أما هو فيقدر الوقت الذي يحتاجونه إلى 20 عاماً، فهم يقيمون صناعة كاملة لم تكن موجودة من قبل.