إذا اشتعلت النار في مبنى شاهق، فإن الجميع يصبح في مشكلة كبيرة، رجال الإطفاء سوف يواجهون مشكلة في التحرك داخل المبنى والوصول إلى الحريق، كما سيكون تحركهم بالأدوات واستخدامها عسيراً، هذا غير السكان الذين سيعجزون عن التواصل مع رجال الإنقاذ بسهولة، وفي مكان مثل دبي، التي تحتوي على الكثير من المباني الشاهقة، يصبح التفكير في احتمالية نشوب النيران مهماً، ما جعل مسئوليها يعلنون عن استخدام رجال الإطفاء هناك للكراسي الطائرة لمقاومة النيران.
شركة “مارتن للطيران” أعلنت أنها قامت بتوقيع اتفاقية مع الدفاع المدني لمدينة دبي، لمدها بـ20 كرسياً طائراً، مرفقة بقطع الغيار، وخدمات الدعم التشغيلي، وكذلك تدريب المهندسين والطيارين، وقد تم توقيع هذه الاتفاقية في 9 نوفمبر 2015 في معرض دبي للطيران، وهو يمثل خطوة عظيمة لدبي التي تعد الأولى في الوطن العربي التي تقدم هذه الخدمة.
وقد قال المقدم حسن المطوع، والنائب عن مدير الدفاع المدني في الاتفاقية، أن هدف الدفاع المدني في دبي هو حماية الأرواح والممتلكات والبيئة، وتوفير خدمة احترافية إنقاذية عاجلة، مضيفاً أن الاستثمار في الموارد الإنسانية والأدوات يعطي النتائج الأفضل، وهذا المشروع هو مثال آخر على ريادة مدينة دبي الدائمة لتبني التكنولوجيا الجديدة لتحسين حياة الناس.
هذا الاختراع المسمى بـ Martin Jetpacks، تم تصنيفه من قبل مجلة “التايم” كأحد أهم 50 اختراعاً في 2010، وهو أول كرسي طائر عملي في العالم، ويمكن استخدامه في الإنقاذ والبحث، وكذلك في الأغراض العسكرية والتجارية، بقيادة طيار، أو بدون طيار كذلك.
وقد وضع أول تصور لهذه المركبة المبتكرة عام 1981 بواسطة غلين مارتن، ما أدى إلى تأسيس شركة “مارتن للطيران” في 1998 وتطوير مركبة طيارة، تستطيع بناء على التجارب الحالية أن تطير لمدة 30 دقيقة متواصلة بسرعة 74 كيلومتراً في الساعة، وعلى ارتفاع 1000 متر، أو ما يساوي 3000 قدم.
الشئ الذي يجعل هذه التكنولوجيا ابتكارية وفارقة، مثلما كانت الهيليكوبتر في أول ظهورها، هو في قدرتها على الطيران بطيار أو عن طريق التحكم عن بعد، كما يمكن لها أن تقلع أو تهبط بشكل عمودي، هذا فوق ميزة أبعادها الصغيرة التي تعطيها القدرة على التصرف في الأماكن المحصورة، مثل التحرك بين المباني، أو بالقرب من الأشجار، وهو الشئ الذي لا تستطيع أن تفعله طائرات الهيليكوبتر.
المركبة الطيارة تستطيع أن تحمل وزناً يصل إلى 120 كيلوجراماً، وهي قادرة على المساعدة في الأحوال الطارئة بعدة طرق، إذ يمكن استخدامها في المراقبة أو إجراء مسح على المنطقة لتحديد مكان الحريق، أو نقل الأدوات بشكل سريع إلى المكان المطلوب، وإنقاذ الأشخاص أو توصيل الفرق المتخصصة في الإنقاذ.
وقد تم تصميم هذه المركبة الطائرة مع وضع قواعد السلامة في الاعتبار وكذلك سهولة الاستخدام، مع سهولة تدريب الطيارين وتأهيلهم، على عكس الطائرات الأخرى بما فيها الهليكوبتر، إضافة إلى نظام الباراشوت الخاص، لتكون من أكثر المركبات الطيارة أماناً في السوق.