أعلنت لجنة نوبل للسلام أن عدد المرشحين لنيل الجائزة لهذه السنة (2011) قد بلغ 241 مرشحاً من بينهم 188 شخص و53 منظمة, ومن أبرز المرشحين لهذا العام كان موقع ويكيلكس والانترنت.
موقع ويكيليكس الذي أسسه الأسترالي جوليان أسانج, قد تم ترشيحه لنيل الجائزة بواسطة النائب النرويجي سنور غالين لما كان له من دور في نشر وثائق سرية تفضح الكثير من الفساد وجرائم الحرب في العالم, ولمساهمته في النضال من أجل حقوق الإنسان وحق التعبير .
أما عن ترشيح الانترنت فذلك لإتاحته ظهور مواقع مثل التويتر, الفيسبوك, يوتيوب والمدونات التي ساهمت في كشف الحقائق وفي إفساد محاولات الحكومات لتوظيف الإعلام لمصلحتهم خلال الثورات العربية, كما واستخدمت هذه المواقع وغيرها من أجل تنظيم الثورات والحفاظ على سلمية التظاهرات.
المرشحون لتسلم الجائزة نيابة عن الانترنت هم ثلاثة من أهم رواده وهم: الأمريكيين لاري روبرتس وفينت سيرف والبريطاني تيم بيرنرس لي. هذا وكان قد تم ترشيح الانترنت العام المنصرم (2010) لنيل الجائزة ولكنها كانت من حظ المعارض الصيني والناشط في حقوق الإنسان ليو شياوبو, وذلك لكفاحه الطويل والسلمي للحفاظ على حقوق الإنسان والديمقراطية في الصين.
في خضم الثورات العربية ومع بداية الربيع العربي تبادر إلى الكثيرين العديد من التساؤلات حول دور الإعلام بشكل عام والإعلام الجديد بشكل خاص في هذه الثورات, ففي ظل الثورة الإعلامية أصبح جلياً بأن الحجب الإعلامي لم يعد ممكناً, ورداً على التعتيم الإعلامي كان الإعلام الجديد هو الحل. ولكن بالرغم من حسم نتائج بعض الثورات فإن هذا الجدل حول مساهمة الإعلام في تحديد مجريات الأمور لم يحسم بعد.
ربما كانت جائزة نوبل للسلام هي من سيحسم هذا الجدل, فإلى جانب الانترنت وموقع ويكيليكس وردت أيضاً أسماء تكرم الثورات في العالم العربي. وكان قد صرح عضو اللجنة جير لونستاد, دون أن يكشف عن أسماء المرشحين, بأن الجائزة هذا العام تتأثر بما يجري في العالم العربي, وأنهم قد تلقوا بعض طلبات الترشيح المستوحاة من الثورات العربية. فنجد تصريحات بترشيح كلٍ من الثورة التونسية والثورة المصرية لنيل الجائزة.
الثورة التونسية عبرت عن إرادة شعب أراد الحرية والكرامة فكانتا له, أراد إسقاط نظام فأسقطه. وكانت بمثابة المنارة التي استضاءت بها شعوب الدول عربية الأخرى لتخرج من صمتها ولتصنع أقدارها بيدها. ولهذا فقد دعت حركة اللقاء الإصلاحي الديمقراطي بتونس شعوب العالم وكل المنظمات والأحزاب والجمعيات إلى دعم طلب ترشيح الشعب التونسي لنيل جائزة نوبل للسلام لهذا العام, وبالفعل فقد أعلنت مصادر من المشرفين على منح الجائزة بأن الشعب التونسي قد ورد في قائمة المرشحين.
أما عن مصر ف”شعب مصر أعظم شعوب الأرض ويستحق جائزة نوبل للسلام” هذا ما قاله هاينز فيشر, رئيس النمسا تعقيباً على أحداث ثورة 25 يناير, وبالفعل فقد وجه المجلس المصري للشؤون الخارجية طلباً للجنة يرشح فيه الشعب المصري وثورته للحصول على الجائزة, وذلك لسلمية الثورة ولنتائجها التاريخية المشرفة.
يذكر أنه على اللجنة تصفية الأسماء لما يقارب العشرة أسماء, منها سيتم اختيار الفائز الذي سيعلن عنه في شهر أكتوبر, وستعطى الجائزة في الحفل الذي سيقام في العاشر من شهر ديسمبر, وسيحصل الفائز على مبلغ وقدره 4.1 مليون دولار. من المهم الإشارة إلى أن اللجنة لا تقوم بإعلان أسماء المرشحين, وأن هذه الأسماء يتم التصريح عنها من قبل مقدمي الطلبات أو من قبل جهات أخرى.
إذن هل هي ثورة الإعلام أم ثورات الشعوب؟؟!! ربما من الصعب الإجابة على مثل هذه التساؤلات, ولربما كان من السهل الانتظار ريثما يتم الإعلان عن الفائز بالجائزة في حال كانت من حظ أحد المرشحين ذوي العلاقة بإحدى هذه الثورات, وفي حال أن الإجابة على هكذا تساؤل تكمن في هذه الجائزة أصلاً.