تشير دراسة جديدة بحثت عن أثر المناخ على التربة توصلت إلى أن تغير المناخ سيكون له تأثير حقيقي على العلاقة بين التربة والمياه.
وبعد أن تم التأكد من أن ظاهرة الاحتباس الحراري تؤثر على الأعاصير، أو تسبب تحمض المحيطات، وأنه يزيد من خطر الحريق ويرتبط بزيادة مخاطر الفيضان، يعتقد العلماء أنه سيؤثر على التربة وقدرتها على امتصاص وتخزين المياه.
بحثت دراسة نشرها باحثون بجامعة روتجرز في مجلة Science Advances، عن الطريقة التي يؤثر بها تغير المناخ (ارتفاع درجات الحرارة وعواقبه) على التربة.
لهطول الأمطار والرياح والتعرض للشمس تأثير على الطريقة التي تتشكل بها التربة مع مرور الوقت: تهوية التربة وكثافتها، لذلك عندما يتغير مناخ المنطقة، فإن التربة تتغير أيضا تدريجيا.
وهذا التغيير في طبيعة التربة يمكن أن يكون له عواقب على طريقة نمو النباتات، أو تدفق المياه أو تآكل التربة.
الصين: التلوث أفسد الزراعة على أكثر من 8 ملايين فدان
لقد أراد الباحثون في جامعة روتجرز فهم هذه التغيرات في التربة وعواقبها بشكل أفضل، من أجل توقع أحد العواقب الكثيرة للاحتباس الحراري.
ومن المفارقات أن أحد عواقب الاحترار العالمي هو زيادة هطول الأمطار الدافئة، لذلك هناك المزيد من المياه تتبخر في المحيطات، وبالتالي يتم تحميل الهواء بالرطوبة مما يزيد من خطر هطول الأمطار.
لمدة 25 عاما، قام الباحثون بمحاكاة التضاريس في كانساس بزيادة 35٪ في هطول الأمطار بفضل نظام الري، ثم درسوا كيف كان هذا التغيير يحول التربة وما هي عواقب ذلك.
قد تكون النتائج مفاجئة: عندما يزداد هطول الأمطار على المدى الطويل، تتحول التربة وأحد أكثر النتائج وضوحًا هو أنها تمتص كميات أقل من المياه، حيث أن الزيادة في هطول الأمطار يحول بنية التربة: فكلما زادت كمية المياه، زادت سماكة جذور النباتات، ومن تم تصبح “المسام” التي تسمح للتربة بامتصاص الماءمسدودة ويمر الماء من السطح.
تكنولوجيا الزراعة الحديثة تتفوق على الزراعة باليد
ووفقا للباحثين، فإن زيادة هطول الأمطار بنسبة 35٪ ستؤدي إلى انخفاض امتصاص الماء بنسبة 21 إلى 33٪ على المدى الطويل، ونتيجة لذلك، تقل احتياطيات المياه في الأرض (مستويات المياه)، وفي الوقت نفسه يزداد خطر الفيضان لأن التربة لم تعد تلعب دورها.
إذا تم تأكيد هذه النتائج وتعميمها، فقد يكون لذلك عواقب وخيمة على النظم الإيكولوجية وعلى الزراعة بشكل خاص.