في مختبر صغير، بالقرب من بحيرة على حافة بيركلي الغربية, يوجد النموذج الأولي الذي من الممكن أن يحدث ثورة في عالم البطاريات التي نعرفها اليوم, والسر في تلك البطاريات هو الطحالب.
سابقاً، تم إجراء الكثير من الأبحاث حول الطاقة المحتمل وجودها في الطحالب, وبحسب قول (آدم فريمان) صانع النموذج الأولي لبطاريات الطحالب, أن هذه البطاريات يمكنها توفير الطاقة لسيارات تسلاTESLA الكهربائية, حيث تقوم بمضاعفة الطاقة التي توفرها بطاريات الليثيوم العادية لهذه السيارة بمعدل 200 مرة, ولقد قام (فريمان) بإنشاء شركة باسم alGASتهدف لإثبات هذه النظرية.
يضيف (فريمان), أن بطاريات الطحالب يمكن إعادة شحنها بشكل أسرع و تدوم لفترة أطول من البطاريات الأيونية الحالية, حيث توفر الألياف الورقية الرقيقة الموجودة في الطحالب سطحاً أسهل للأيونات لتخترقها, مما يؤدي إلى إعادة شحنها بخلال مدة لا تتجاوز 11 ثانية.
لقد أثبتت التجارب السابقة وجود شحنة في الطحالب, وأنها نظرياً يمكن أن تعمل كبطاريات, لكن ما لم يعرف هو مقدار الشحنة التي تحتويها الطحالب وعدد الطحالب اللازمة لتوفير الطاقة لسيارة مثلاً, ولكن بحسب قول (فريمان) بأنه قد وجد الجواب, وما يلزمه الآن هو التمويل لكي يبدأ بعملية الإنتاج.
إن المواد المستخدمة في البطاريات الأيونية (المستخدمة في الهواتف الخلوية) – والتي يتم استيرادها بمعظمها من الصين – صعبة الاستخراج كونها تأتي من باطن الأرض, وهذا ما يجعلها ذات تكلفة عالية, وبالرغم من أن شركة تسلا TESLAتعهدت باستخدام مواد مصنوعة في الولايات المتحدة فقط, مما يخفّض من التكلفة, إلا أن التكلفة تبقى مرتفعة إذا ما قورنت بتكلفة بطاريات الطحالب, حيث لم يحتج (فريمان) لأكثر من 1500$ لصنع نموذجه الأولي, وبحسب قوله أن ما يحتاجه للبدء بعملية الإنتاج لهذه البطاريات هو فقط 5000$, وحينها ستكون هذه البطاريات متوفرة بحلول هذا الصيف.
استعمال هذه البطاريات لا يقتصر على السيارات فقط, فنظرياً سيكون بإمكان هذا النبات أن يوفر الطاقة اللازمة لمنزل بكامله، ويقال أن مهندس كيمياء حيوية فرنسي قد استخدم فعلاً نباتات الطحالب لإضاءة شارع بأكمله.
في الحقيقة فإن ما يجعل النموذج الذي صنعه (فريمان) مختلفاً عما سبقه, هو استخدامه لبوليمر حيوي آمن (البوليمر هو العنصر الأساسي الذي يقوم يربط الألياف معاً, مما يؤدي إلى تفاعلها بشكل أفضل مع شحنة الإلكترون)، وعلى الرغم من أن النموذج الأولي لبطاريات الطحالب ما يزال عبارة عن مرطبانات مليئة بالطحالب وموضوعة على الرفوف, إلّا أن الإمكانيات المتوقعة من هذه البطاريات كبيرة جداً, فتخيل أنك تقود سيارتك التي تعمل على بطارية حيّة، يمكنك إعادة شحنها بثواني, بتكلفة منعدمة تقريباً, إضافةً إلى كونها صديقةً للبيئة.