ثلاجة لها عيون، وفم، مجازاً وليس حرفياً مثل أفلام الكرتون، لكنها سحرية فعلاً بتلك الكاميرات والمستشعرات التي توجد على الحوائط الداخلية لها، واتصالها بشبكة الواي فاي الذي يسمح لها بالتحدث إليك على تطبيق للهاتف الذكي وأنت خارج البيت لتحضر اللوازم المطلوبة، أو تتحدث معك داخل البيت وتعرض لك اقتراحات لأطباق أفضل من مطعم 5 نجوم، مرحباً بك في عصر “المطبخ الذكي” !
ومع إن تكنولوجيا المطبخ الذكي تبدو رفاهيات مسرفة، إلا إن الخبراء يتوقعون أن معظم الثلاجات وأفران المطابخ في العشر سنين القادمة سوف تكون متصلة بالواي فاي، وإنهم يتوقعون رؤيتها في كل بيت في المستقبل.
ليانا جارفيلد، مراسلة موقع “تيك. إنسايدر” قامت بحكاية تجربتها الخاصة مع المطبخ الذكي Innit كي تجهز وجبة غدائها من الأضلاع المشوية، والتي قالت إنها كانت تضطر دائماً لتناولها في المطعم، بسبب صعوبة وطول إعدادها، وكون الطعم في النهاية لا يصل للمستوى الشهي المطلوب، وقد تعرفت على هذا المطبخ من خلال معرض لأدوات المطبخ في مدينة نيويورك سوف يفتح للعامة هذا الشهر:
1-ثلاجة تتحدث: الثلاجة تعتمد على فكرة وجود مستشعرات وكاميرات لديها خاصية “التعرف على الوجه”، وهي مشابهة لتلك التي يستخدمها “الفيسبوك” للتعرف على أصدقائك والإشارة إليهم في الصور، لكن هذه المرة، تتعرف الكاميرا على الطعام الموجود في الثلاجة، بشرط أن يكون موجوداً قبالتها، وتعرض المعلومات الغذائية الخاصة به، ثم تقترح عليك الوصفات التي يمكن عملها بهذه المكونات.
2-شات مع ثلاجتك: بالإضافة لمحادثاتك مع والدتك وأصدقائك المقربين، سوف يكون لديك محادثة خاصة مع ثلاجتك، عبر تطبيق الهاتف المحمول الخاص، والذي يمكنك من رؤية المحتويات الموجودة فيها وأنت في السوق لتعرف الناقص وتشتريه.
الثلاجة أيضاً لديها مستشعرات، تستشعر وضعك لعلبة حليب مثلاً فيها، فتقدر أن صلاحيته لن تدوم أكثر من أسبوعين، وبالتالي ترسل لك تنبيهاً عندما يقترب ميعاد انتهائه، ثم تسعفك بوصفات يستخدم فيها الحليب لكي لا يضيع سدى، ليس لهذه المستشعرات قدرة بعد على قراءة تاريخ انتهاء الصلاحية، لكن يوجد أمل بحصول هذا التقدم قريباً.
3-عيون في السقف أيضاً: مطبخ “إينيت” الذكي لديه كاميرات صغيرة مزروعة في سقف المطبخ، عندما قامت المراسلة بوضع بعض الجزرات على طاولة التقطيع، قامت الكاميرات بالتعرف عليه، واقترح النظام عليها أن تقوم بطبخ خبيز دجاج بالخردل والجزر.
4-آلاف الوصفات من أفضل مطاعم العالم: تطبيق الهاتف المحمول يحتوي على آلاف الوصفات من أشهر مجلات الطبخ، وهو يطرح عليك الخيارات بناء على ما يوجد لديك الآن في الثلاجة، وبمجرد أن تختار الوصفة، يقوم تطبيق الهاتف المحمول بإرسال التعليمات إلى الفرن، الذي يتبعها بشكل تلقائي، ويمكن ستخدام التطبيق أيضاً من طاولة المطبخ التي تشبه جهاز “تابلت” كبير.
5-حتى الفرن يرى: المطبخ الذكي يعطيك القدرة على مشاهدة الطعام وهو يُطهى، عبر شاشة لمس خاصة، وفي نفس الوقت يعطيك اختيار أن تستخدم الفرن الموجود لديك في المنزل بالفعل.
6-المبرمجون أشهر طهاة العالم: مدير شركة “إينيت” هو طاه محترف، وقد قام بتطوير خوارزمية خاصة لطبخ الأضلاع المشوية، فقد نصح التطبيق في البداية بإضافة الملح والفلفل وزيت الزيتون للأضلاع، ثم يوضع في الفرن، الذي عرف الوصفة فاتبع الخطة التي برمج عليها، حرارة مضبوطة تماماً، ومتدرجة حسب اختلاف المرحلة المطلوبة، حيث يمكنه أن يتغير عشرين مرة في هذه الطبخة لوحدها، ثم يصل لمرحلة الطهو الكاملة في 40 دقيقة فقط، بدل ثلاث ساعات !
7-نهاية الرحلة الذكية: طبق يضاهي مطاعم الـ5 نجوم
الطهي لم يعد شاقاً كما كان، لقد كان بالسهولة الكافية لئلا يحتاج إلا إلى ضغط بضعة أزرار، وبطعم نهائي مثالي، كأنك ذهبت إلى أفخم المطاعم، فالفكرة خلف مطبخ “إينيت” الذكي هو القضاء على الضغط الذي يصاحب غداء كل يوم، صحيح أن إمضاء الساعات في المطبخ لإعداد وجبة قد يكون مثيراً للبعض، بل وعلاجي أيضاً، لكن، إذا كان مرهقاً بالنسبة لك، فإن المطبخ الذكي يقول إنه يود حل هذه المشكلة. المشروع اعتمد على تمويل قدر بـ25 مليون دولار، وقد ضم في فريق العمل طاهي البيت الأبيض، لكن سعره للعامة لم يتم الإعلان عنه حتى الآن.