تشير دراسة جديدة إلى أن النساء اللائي يتعرضن لمذيبات كميائية في العمل أكثر عرضة بنسبة 1.5 مرة لإنجاب طفل مصاب بالتوحد.
تشير الزيادة الأخيرة في حالات مرض التوحد – التي تصيب الآن طفلاً من بين كل 68 طفلاً في الولايات المتحدة – إلى أن هناك أسباب أخرى بعيدا عن الوراثة.
لكن التوحد لا يزال حالة غامضة إلى حد ما، فهو منتشر على نطاق واسع ، وسببه غير معروف وعوامل الخطر كثيرة ومختلفة.
كشفت أبحاث المعهد الوطني الجديد للسلامة والصحة المهنية (NIOSH) عن وجود صلة قوية بين الأطفال المصابين بالتوحد والأمهات اللواتي يعملن في وظائف صناعية تعرضهن لمواد كيميائية قوية.
يعتقد مؤلفو الدراسة أن هؤلاء الأطفال يتعرضون لنفس السموم التي قد تصيب أمهاتهم وهم أجنة، وقد يغير ذلك نموهم العقلي.
في أقل من 20 عاما، زاد عدد الأطفال البالغين من العمر ثماني سنوات والذين يعانون من طيف التوحد بأكثر من الضعف.
في عام 2000، أثر مرض التوحد على طفل واحد من بين كل 150 طفلا أمريكيا، لكن في عام 2014، ارتفع هذا العدد إلى واحد من كل 59 طفلا.
ويؤكد العلماء أن علم الوراثة له علاقة بالتوحد، كما أن مرض التوحد أكثر شيوعا بين الأولاد وأطفال الآباء الأكبر سنا والأطفال ذوي الإعاقات الذهنية ومعظم الأطفال لا يتم تشخيصهم إلا بعد سن الرابعة.
بعد الكثير من الجدل، استبعد المجتمع العلمي فكرة أن اللقاحات هي عامل خطر أو سبب مرض التوحد.
وتشير الدراسات إلى أن التلوث والسموم الأخرى قد تتسبب في حدوث تغييرات ميكروبية للأجنة تزيد من مخاطر مرض التوحد.
قرر فريق NIOSH أن ينظر إلى المذيبات، وهي فئة واسعة وقوية من المواد الكيميائية المستخدمة في العديد من الصناعات، من تصنيع المواد الغذائية إلى البلاستيك والهندسة إلى التنظيف الجاف والطباعة إلى المستحضرات الصيدلانية.
تعتبر أدوات الحماية المناسبة أمرا بالغ الأهمية عند العمل مع المذيبات التي يمكن أن تكون مسببة للسرطان، وتكون سامة للدماغ، وتسهم في العقم، والتي يتعرض لها ملايين العمال الأمريكيين، وفقا لـ “NIOSH”
يمكن أن تدخل المواد الكيميائية القوية إلى نظام أي شخص عن طريق ملامسة الجلد واستنشاقه ويمكن أن تبقى في الجسم لفترة طويلة، وقد تم ربطها بالاضطرابات التناسلية، وقد تؤثر على الطفل النامي في الرحم.