تنبعث الهيدروكربونات الغازية بشكل طبيعي من البحر الأحمر، مسببة تلوثا مكافئا لتلوث الدول المنتجة في المنطقة مثل الإمارات العربية المتحدة والكويت، وهذا ما تؤكده دراسة نشرت يوم الثلاثاء في Nature Communications.
يحتفظ الشرق الأوسط بأكثر من نصف احتياطيات العالم من النفط والغاز، وإنتاج الوقود الأحفوري الذي تنتج عنه الملوثات الغازية، وخلال حملة بحثية في عام 2017، لاحظ باحثون من معهد ماكس بلانك في ماينز الألمانية أن شمال البحر الأحمر يقوم بتسريب كميات كبيرة من الغازات الهيدروكربونية ، مثل البروبان والإيثان وذلك ليس بفعل الأنشطة الصناعية المرتبطة مثل صناعة النفط والغاز ولكن لأسباب طبيعة.
ووجدوا أن مستويات الإيثان والبروبان، وهما مركبان كيميائيان يتم اشتقاقهما من خلال تقطير النفط، أو أثناء عمليات استخراج الغاز، في أقصى شمال البحر الأحمر كانت أعلى 40 مرة مما كان متوقعا.
الانبعاثات الطبيعية تزداد سوءا بسبب النشاط البشري
اكتشفت البعثة أن كمية الغازات المنبعثة من قاع البحر يمكن أن تضاهي إجمالي الانبعاثان بشرية المنشأ من بلدان في دول نفطية في الشرق الأوسط مثل العراق والإمارات والكويت.
مقالات شبيهة:
وقال “Efstratios Boursoukidis” المؤلف الرئيسي للدراسة، أن البحر الأحمر يقع بين الصفائح التكتونية القارية العربية والأفريقية، ويتمدد قاعه منذ نحو خمسة ملايين عام، ونتيجة للحركات التكتونية والزلازل يحدث تصدع في قاع البحر، ما يمكن أن يسبب هذه الانبعاثات.
وتنطلق الانبعاثات الملوثة من المياه الكثيفة فائقة الملوحة في قاع البحر وترتفع لأعلى بسبب المياه الصاعدة، ما يؤدي لانبعاث هذه الغازات من الخزانات الهيدروكربونية الطبيعية الملوثة التي توجد في أعماق البحر ومن الآبار المتسربة.
بعد أن تطفو على السطح عن طريق التيارات البحرية، فإنها تختلط مع غازات الدفيئة الأخرى، وأكسيد النيتروز، المنبعثة من محركات السفن التجارية، لا سيما العديد منها عند مخرج قناة السويس.
في المجموع، قدر الباحثون أن هذه الانبعاثات تحت الماء “قابلة للمقارنة” من حيث الكمية لتلك الخاصة بالبلدان المنتجة للهيدروكربون في المنطقة، مثل الإمارات العربية المتحدة أو الكويت.
ومن بين الملوثات أيضا السفن التي تنبعث منها أكاسيد النيتروجين في شكل غاز، والتي تتفاعل مع الإيثان والبروبان، وتنتج الأوزون التروبوسفيري، وهو مضر بصحة الإنسان.
ويقول بورتسوكيديس إنه بالنظر إلى أنه من المتوقع أن تزداد عمليات الشحن عبر البحر الأحمر وقناة السويس، فإن من الطبيعي أن تزداد معدلات انبعاثات أكسيد النيتروجين، ما سيؤدي إلى تدهور جودة الهواء.
وقال بورتسوكيديس: “أنا نفسي فوجئت بهذه النتائج، فنحن نعمل على إعداد البيانات منذ ما يقرب من عامين لإثبات أن هذه الانبعاثات نشأت على بعد كيلومترين تحت مستوى سطح البحر “.