تواجه منطقة الخليج وأجزاء أخرى من العالم مخاطر درجات الحرارة والرطوبة “القاتلة” التي يتوقع العلماء أنها ستعيق قدرة جسم الإنسان على التعامل معها.
سلطت صحيفة “واشنطن بوست” الضوء على مدى قدرة الجسم البشري على التكيف مع تغير المناخ في المستقبل وما إذا كانت بعض المناطق ستصبح غير صالحة للسكن.
درجة حرارة المصباح الرطب
وأشارت الصحيفة إلى دراسة علمية أجراها فريق من الباحثين، العام الماضي.
حيث قاموا بقياس هذه المخاطر من خلال تحديد معدل يسمى درجة حرارة المصباح الرطب (WBT)،
وهو مقياس يستخدمه العلماء لمعرفة المناطق التي قد يصبح من الخطر على الإنسان العيش فيها.
لا يعكس هذا المقياس درجات الحرارة في الغلاف الجوي فحسب، بل يعكس أيضًا كمية الماء في الهواء.
زيادة هذه الكمية تعني أن العرق الذي ينبعث منه جسم الإنسان يصعب تبخره للتعامل مع الحرارة المرتفعة.
يتمتع الجسم بالمرونة في التعامل مع الحرارة المرتفعة من خلال التعرق،
لكن زيادة الرطوبة في الغلاف الجوي تعيق قدرته على تبريد نفسه، وهو ما يحدث بسبب تغير المناخ.
درجة الحرارة التي يمكن أن يتحملها جسم الإنسان
الحد الأعلى في درجة حرارة البصيلة الرطبة التي يمكن لجسم الإنسان تحملها هو 95 درجة فهرنهايت (35 درجة مئوية)،
ولكن أي درجة حرارة أعلى من 86 درجة فهرنهايت (30 درجة مئوية) يمكن أن تكون “خطيرة ومميتة”.
تشير الدراسة إلى أن “المعدل الإجمالي للحرارة الرطبة قد تضاعف منذ عام 1979.”
مناطق خطرة ومنها منطقة الخليج
وأشار العلماء إلى أن درجات الحرارة المشار إليها في المقياس تحدث “بوتيرة متزايدة” في أجزاء من العالم،
وهي المكسيك وأمريكا الوسطى ومنطقة الخليج والهند وباكستان وجنوب شرق آسيا، وكلها ستتجه نحو هذه العتبة الخطرة قبل نهاية القرن.
وتشير الدراسة إلى أن مناطق مثل جنوب آسيا والشرق الأوسط يمكن أن تتجاوزها بانتظام بحلول عام 2075.
إقرأ أيضا:
هل يستطيع العالم العربي حل مشكلة ندرة المياه؟
في قطر … مكيفات الهواء في الشوارع لمواجهة الحرارة الشديدة
منطقة الخليج..يمكن أن يكون نسيم البحر مميتًا
قد يعتقد البعض أن الاقتراب من الشاطئ طريقة جيدة للاستمتاع بالنسيم والاسترخاء،
لكن رادلي هورتون، الأستاذ في مرصد لامونت دوهرتي بجامعة كولومبيا، والذي شارك في الدراسة، قال للصحيفة:
“إن الاقتراب من الماء في الظروف القاسية يمكن أن يزيد الأمر سوءًا، نظرًا لأن درجات الحرارة المرتفعة تؤدي الحرارة إلى تبخر الماء، مما يضيف الرطوبة إلى الهواء.”
وقال: “إذا كنت جالسًا في مدينة على طول منطقة الخليج، فقد يكون نسيم البحر مميتًا”.
درجة حرارة منطقة الخليج
وجد هورتون وزملاؤه أن أجزاءًا من الإمارات العربية المتحدة وباكستان قد تجاوزت درجة 95 درجة لمدة ساعة أو ساعتين أكثر من ثلاث مرات منذ عام 1987.
خلال فصل الصيف، يمكن أن تصل درجات حرارة أجزاء من منطقة الخليج إلى 86 إلى 87.8 درجة فهرنهايت (30 إلى 31 درجة مئوية)، مما يؤدي إلى تبخر المياه بشكل أسرع، وفقًا للتقرير.
قالت تيريزا كافازوس، عالمة المحيطات، إن العلماء اكتشفوا أيضًا زيادة “كبيرة جدًا” في الرطوبة والحرارة في ساحل خليج كاليفورنيا وفي ولاية سونورا المكسيكية.
المخاطر الصحية
قد يؤدي هذا الارتفاع في الحرارة والرطوبة إلى “فشل” أجهزة الجسم.
يبذل الجسم قصارى جهده للتعامل مع الموقف الذي يؤدي إلى زيادة الضغط على القلب والكلى، وتكون أعضاء الجسم أكثر عرضة للتلف، خاصة في ظل وجود حالات مرضية موجودة مسبقًا.
تسبب التغير المناخي في الآونة الأخيرة في هطول أمطار غزيرة أدت إلى فيضانات مدمرة في عدة مناطق بغرب أوروبا، خاصة في غرب ألمانيا، ما أسفر عن سقوط العشرات من الضحايا.
وفي الوقت نفسه، تشهد أجزاء من الدول الاسكندنافية، أبرد منطقة في شمال أوروبا، درجات حرارة شديدة الارتفاع.
تسببت الحرائق في غرب الولايات المتحدة وكندا في مقتل العشرات بسبب ارتفاع درجات الحرارة، كما دمرت حرائق الغابات منازل عدة قرى.
لقي 12 شخصا مصرعهم بعد أن اجتاحت أمطار غزيرة مترو أنفاق في مدينة تشنغتشو بوسط الصين، في حين فاضت السدود والأنهار بسبب الأمطار الغزيرة في مقاطعة خنان الصينية.