بالنسبة لبعض النساء المصابات بالتهاب بطانة الرحم، لا يتوقف الألم بعد العلاج الجراحي والهرموني، حيث أنها قد تستمر بسبب التشنجات العضلية التي تنتشر في قاع الحوض.
وتشير دراسة صغيرة إلى أن البوتوكس، الذي يُستخدم للحد من التجاعيد، يمكنه تهدئة هذه التشنجات وتخفيف هذا الألم.
تم حقن توكسين البوتولينوم في قاع الحوض لــ13 مريضة بالتهاب بطانة الرحم، أو البطانة المهاجرة، واستهدفت الحقن مناطق تشنج العضلات التي تسبب الألم، وكانت النساء، اللواتي تتراوح أعمارهم بين 21 و 51 سنة، يعانين من الألم منذ عامين على الأقل.
وقد أبلغت جميع المشاركات في الدراسة عن انخفاض في الألم بعد أربعة إلى ثمانية أسابيع من العلاج، وأكد بعضهم أن الألم أصبح خفيفا أو اختفى تماما.
وقالت باربرا كارب، أخصائية الأعصاب في المعهد الوطني للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية (NINDS) في بيثيسدا، أن النساء في الدراسة نجحن في تخفيف الألم، وكان البعض منهن قادرا على العمل بشكل أفضل.
وقد خضعت المشاركات في الدراسة للجراحة والعلاج بالهرمونات، لكن ألمهن استمر، وكن جميعا يشتكين من تشنجات عضلات قاع الحوض.
توكسين البوتولينوم هي سموم تستخرج من بكتيريا تسمى كولسترديوم بوتلينيوم أو مطثية وشيقية وهناك عدة أنواع من هذه السموم تختلف خصائصها واستخداماتها الطبية، وقد انتشر استخدامها حالياً لشلّ عضلات الوجه الذي ينتج عنه اختفاء لتجعدات الجلد.
وكان لدى كارب خبرة في استخدام توكسين البوتولينوم لعلاج الاضطرابات العصبية التي تنطوي على فرط نشاط العضلات، لذلك، أشارت هي وستراتون وزملاؤهما إلى أن حقن البوتوكس قد يقلل أيضًا من تقلصات قاع الحوض والألم المرتبط بها.
تشير النتائج إلى أن البوتوكس قد يكون “أداة واعدة” لعلاج هذه التشنجات، كما يقول طبيب التوليد وأمراض النساء أندريا رابكين من كلية الطب في جامعة ديفيد جيفن في جامعة كاليفورنيا، والذي لم يشارك في الدراسة، لكنها تشير إلى أن العلاج مكلف، كما أن حجم الدراسة صغير جدا.
ستكون الدراسات الأكبر التي تقارن العلاج مع الدواء الوهمي ضرورية لتقييم مدى فعالية توكسين البوتولينوم لهذا الاضطراب. ومهما كانت نتائج تلك التجارب، فإن الدراسة “تبرز حقيقة أن هناك العديد من الجوانب لآلام بطانة الرحم التي يجب تقييمها” ، كما يقول رابكين، وليس فقط تلك التي تسببها آفات الأنسجة.
جدير بالذكر أن التهاب بطانة الرحم يؤثر على حوالي 5 إلى 10 في المائة من النساء في سن الإنجاب، أو 176 مليون في جميع أنحاء العالم. وتؤدي قلة الوعي بهذه الحالة، إلى مضاعفة الألم والعقم الذي يصاحب الاضطراب، وقد وجدت دراسات سابقة أن النساء يواجهن تأخيرات في العلاج والشك في أن لديهن مشكلة طبية.
تشمل العلاجات القياسية العلاجات الهرمونية والإزالة الجراحية للأنسجة الموجودة خارج الرحم، وتقول باميلا ستراتون، طبيبة أمراض النساء في NINDS ، إن النساء اللائي ما زلن يعانين من الألم قد يخضعن لعملية جراحية أو يغيرن العلاج الهرموني أو يجربن العلاج الطبيعي أو يتعاطين مسكنات الألم مثل المواد الأفيونية.