الأطفال الذين يكبرون في المزارع هم أقل عرضة للإصابة بالربو، ويبدو يبدو أن هذا قد يكون بسبب الميكروبات الموجودة أيضًا في المنازل الحضرية والضواحي.
قام بيركا كيرجافينن من المعهد الوطني للصحة والرعاية في فنلندا وزملاؤه بتحليل الميكروبات من غبار أرضيات غرف المعيشة من منازل مجموعة من 197 طفلا يعيشون في المناطق الريفية في فنلندا – نصفهم يعيشون في مزارع – و 182 طفلا يعيشون في الضواحي أو الأماكن الحضرية.
تم أخذ العينات من الأطفال عندما كان عمرهم شهرين، ومنهم من كان في عمر الزحف أو الحبو، وبالتالي يتعرضون للميكروبات على الأرض، ثم في السادسة من العمر لمعرفة عدد الأطفال الذين تم تشخيصهم بالربو.
بالنسبة للمجموعة الريفية كان هناك اختلاف واضح في الغبار الموجود في المزارع مقارنة بالمنازل الأخرى، وكان يضم مجموعة كبيرة من البكتيريا، بما في ذلك تلك الموجودة في الماشية التي لم تكن موجودة في المنازل غير الريفية. كان لدى المنازل غير الزراعية نسبة أعلى من البكتيريا المرتبطة بالإنسان، بما في ذلك أفراد من العقدية Streptococcaceae والعقدية Straphylococcus genus.
وارتبطت هذه الاختلافات مع الاختلافات في معدلات الربو، حيث كان الربو نادرا بين الأطفال الذين ترعرعوا في المزارع، وتبين أن حوالي 19 ٪ من الأطفال الذين يعيشون في أسر غير زراعية يعانون من الربو، في حين أن 9 ٪ فقط من الأطفال في المزارع أصيبوا بالربو، وقال كيرجافينن: “عندما يكون هناك المزيد من الميكروبات الخارجية القليل من الميكروبات البشرية، تكون معدلات الربو أقل”.
بالنسبة لأطفال الضواحي، وجدوا أن المنازل التي توجد بها مجموعة ميكروبية تشبه تلك الموجودة في منازل الريف، كانت مرتبطة بانخفاض خطر الإصابة بالربو لدى الأطفال في سن 6، عندما يميل الربو إلى التطور.
عندما قام الفريق بدراسة عينات الدم من الأطفال، وجدوا أن أولئك الذين في المنازل التي تحتوي على مزيد من البكتيريا الشبيهة بتلك الموجودة في المزرعة لا ينتجون استجابات مناعية للبكتيريا، لذلك يتحملونها بشكل أفضل.
وقال Kirjavainen أن هناك علاقة صغيرة بين وجود حيوانات أليفة وجراثيم من نوع المزرعة في المنزل، والتي قد تكون بسبب الحيوانات التي تحضر جزيئات التربة، ولم يجد الفريق أي تأثير عندما أخذ في الاعتبار نوع الجنس أو الحساسية الوالدية أو تعليم الأم أو التدخين أثناء الحمل أو عدد أشقاء الطفل.
والخطوة التالية هي تحديد كيفية جعل الميكروبات مفيدة وتطوير علاج يمكن أن يحفز هذه الآثار على الجهاز المناعي عند الأطفال.