لابد أنك تعرف شخصاً أو اثنين في محيطك توفوا بالسكتة القلبية، ليتركك ذلك كل مرة في حالة من المفاجأة بعد سماع الخبر، ما يجعل أي أحد يشعر بألم في الصدر يملأ مستشفى الطوارئ مع أسرته بالضجيج والهلع، مشتتاً الأطباء عن المصابين الحقيقيين، لكن اختبار الدم الجديد هذا، ربما سيحمي ملايين الأرواح إذ يعد بالتنبؤ بخطورة حدوث السكتة القلبية بأسرع ما يمكن.
فقد قال مجموعة من الباحثين في المملكة المتحدة أنهم طوروا اختبار دم عالي الحساسية قادر على التنبؤ بخطورة حدوث النوبة القلبية، اعتماداً على مستويات بروتين في الدم يسمى “التروبونين”، مضيفين أن هذه الطريقة سهلة ومريحة لاستبعاد هذا التشخيص بشكل سريع عن ثلثي الأشخاص في مستشفيات الطوارئ، كما إنه سوف يقلل بشكل كبير تكاليف وإجراءات تعامل المستشفيات مع آلام الصدر الحادة.
وقد قال الباحث الرئيسي في هذه الدراسة، الدكتور آنوب شاه من جامعة أدنبرة، أنه لم يكن يوجد حتى الآن أي طرق سريعة لاستبعاد حدوث النوبة القلبية داخل مستشفيات الطوارئ، لكنهم قاموا بتحديد مستوى لبروتين التروبونين القلبي، الذي يعد أي مريض لديه مستويات أقل منه في خطر بالغ الضآلة لحدوث نوبة قلبية، سواء عند دخول المشفى أو خلال شهر من تاريخه، وقد قدرت هذه النسبة بـ5 نانوجرام لكل ديسيليتر.
في المملكة المتحدة وحدها، يصل ما يقرب من مليون شخص إلى مستشفى الطوارئ بأعراض ألم في الصدر، ويواجه الأطباء مشكلة اضطرارهم إلى اتباع التعليمات التي تقضي بمراقبة أي شخص يصل بهذه الأعراض بشكل مكثف خوفاً من النوبة القلبية، ما يجعل قسم الطوارئ مشغولاً لفترة طويلة، أو يرسل الطبيب المريض ليحجز سريراً في جناح في المستشفى.
معظم هؤلاء المرضى لا يصابون في نهاية المطاف بنوبة قلبية، هذا خبر سار بالطبع، لكن المشكلة أنهم يشغلون من المكان والوقت المخصص للمرضى الخطرين، ما يجعل هذا الاختبار القادر على كشف أدنى مستويات بروتين التروبونين في الدم، والأكثر حساسية من أي اختبار سبقه، قابلاً لاعتماد الأطباء عليه كي يرسلوا المريض إلى البيت بكل اطمئنان.
وقد قام الباحثون باختبار النظام الجديد على 6000 مريضاً في اسكتلندا والولايات المتحدة، ليكتشفوا أن ثلثي المرضى تقريباً الذين كانوا مؤهلين للعودة إلى البيت باكراً بأمان، كانت مستويات التروبونين في دمائهم لا تتعدى 5 نانوجرام لكل ديسيلتر.
وقد قال الدكتور شاه أن هؤلاء المرضى كانوا مناسبين للخروج الفوري والآمن من قسم الطوارئ في المستشفى، وأن هذه النتائج تستطيع تقليل الزيارات غير المهمة للمستشفى بشكل عظيم، كما تقلل الأعباء المادية عن مقدمي الرعاية الصحية.
أما الأشخاص الذين كانت لديهم مستويات التروبونين أعلى من هذا المستوى فقد وجدت الدراسة أن نسبة تعرضهم لخطر حدوث النوبة القلبية كان أعلى، وبالتالي، فهم يحتاجون للبقاء في المشفى لأجل مزيد من الاختبارات والمراقبة.
ومع أن نتائج الدراسة كانت واعدة، إلا إن الأطباء الآخرين أعلنوا عن تخوفهم من صرف المرضى بشكل فوري بناء على اختبار دم واحد، محتجين بأن هذا البحث ما يزال في حاجة للمزيد من التجارب قبل أن يتم تبنيه بشكل آمن.