قطعت علاجات سرطان الثدي شوطا كبيرا في العقود الأخيرة، ولكن فهم كيفية منع الأورام من التكوّن في المقام الأول كان تحديا كبيرا.
في دراسة جديدة تُعرض في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري في شيكاغو الشهر المقبل، أبلغ الباحثون عن أدلة مثيرة على أن اتباع نظام غذائي قليل الدسم، على غرار النوع الذي يوصي به الأطباء لصحة القلب، يرتبط أيضا بانخفاض خطر الوفاة بسبب سرطان الثدي.
حللت الدراسة بيانات من مبادرة صحة المرأة، وهي تجربة كبيرة برعاية المعاهد الوطنية للصحة التي تدرس الآثار الصحية للعلاج الهرموني والنظام الغذائي وبعض المكملات على صحة أكثر من 160،000 امرأة بعد انقطاع الطمث.
في هذه التجربة، ركز الباحثون بقيادة الدكتور روان تشليبوفسكي، وهو باحث في معهد LA Biomedical Research Institute في مركز هاربور- UCLA الطبي، على مجموعة تضم حوالي 49000 امرأة تم تعيينهن بشكل عشوائي لمتابعة نظام غذائي قليل الدسم، أو نِظامٌ غِذائِيٌّ مُضَبَّط لمدة 8.5 سنوات، وتهدف مجموعة الحمية قليلة الدسم إلى تقليل استهلاك الدهون إلى 20٪ من إجمالي السعرات الحرارية اليومية وزيادة استهلاك الفواكه والخضروات والحبوب، ولم تصب أي من النساء بسرطان الثدي في بداية الدراسة.
بعد انتهاء الدراسة، كانت معدلات سرطانات الثدي الجديدة على حالها تقريباً في المجموعتين، لكن النساء اللائي تم تشخيص إصابتهن بسرطان الثدي كان لديهن خطر أقل بنسبة 35٪ في الوفاة من أي سبب مقارنة بتلك الموجودة في مجموعة النِظامٌ الغِذائِيٌّ المُضَبَّط، وحتى بعد مرور 20 عامًا على انتهاء الدراسة، استمرت النساء اللائي تناولن نظام غذائي قليل الدسم في خفض خطر الوفيات بنسبة 15٪. وفي بيانات المتابعة الأطول، كان خطر الوفاة على وجه التحديد من سرطان الثدي أقل بنسبة 21 ٪ ، مقارنة بالنساء اللائي لم يغيرن نظامهن الغذائي.
تخطط Chlebowski للتعمق في البيانات لاكتشاف المزيد حول كيفية عمل النظام الغذائي لتقليل الوفيات الناجمة عن سرطان الثدي، ويأمل أن يتحدث أطباء السرطان عن النظام الغذائي مع مرضاهم الذين قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي.