نأكل ونشرب كيفما وحيثما كنا ومع زيادة الطلب على المأكولات السريعة والوجبات الغير صحية بالمرة، كان لابد من وجود فترة تهدأ فيها الأجسام وتجدد الخلايا من قدراتها من خلال الالتهام الذاتي مثلاً – سنناقش معنى الالتهام الذاتي- أو أشياء أخرى تفعلها أجسادنا في فترات الصيام لتستعيد قدراتها على النشاط. في الواقع، الأمر أشبه بالصيانة الدورية التي تحتاجها السيارة بعد قطعها لمسافات طويلة فهي ضرورية. فكيف يؤثر الصيام علينا؟
نقدم لك: 10 أطعمة تخلصك من الدهون الحشوية وفقًا لأخصائيي التغذية
هناك مساران للطعام داخل الجسم إما أن يتم استهلاكه من قبل الخلايا لتنتج طاقة فيستطيع الجسم القيام بجميع الأنشطة والعمليات الحيوية، أو يتم تخزينه في على هيئة دهون وجليكوجن في الكبد والعضلات. في أثناء الصيام، يقل معدل الجلكوز في الدم فتعطي الدماغ إشارة للبنكرياس لإفراز هرمون الجلوكاجون الذي يقوم بتحويل الجليكوجين المخزن في الكبد إلى جلكوز. فيستعيد الجسم نشاطه وتسمى تلك العملية أو تحلل الجليكوجين Glycogenolysis. تلك هي أول العمليات التي يستجيب لها الجسم في حالة عدم إدخال الطعام له.
وفي حالة نفاذ مخازن الجليكوجن يلجأ الجسم للمخزون التالي وهو الدهون، ما يعطي فرصة للجسم لتغيير مسار الطاقة المعروف (نشويات >جلكوز>طاقة) إلى (دهون > كيتونات >طاقة) وتلك العملية تسمى Ketogenisis. وتلك العملية تحديداً هي المتبعة في نظام الكيتو أو LOW-CARB لخسارة الوزن.
الالتهام الذاتي والصيام
يحتوي جسم الإنسان على ملايين من الخلايا. وفي أثناء دورة حياة الخلية قد تقوم بإنتاج جزيئات قد تضر بالخلية ولا يستفيد منها الجسم. لكن لدى الخلية العديد من المسارات التي يمكنها من خلالهم التخلص من المواد الغير ضرورية من أهم تلك المسارات هي عملية الالتهام الذاتي. وفي دراسة نشرت عام 2018 وجدت بأن الصيام يحفز الخلية للقيام بتلك العملية بشكل ملحوظ.
الخلايا العصبية والدماغ
يحفز الصيام إنتاج بروتين مهم هو BDNF الذي يلعب دوراً في التعلم ومناطق الذاكرة بالدماغ. والحفاظ عليها من الضغط الشديد نتيجة بعض المؤثرات الخارجية. وفي دراسة تمت على الفأران لمراقبة نشاطهم أثناء ممارسة الجري؛ تم تقسيمهم إلى مجموعتين. مجموعة تمتنع عن الطعام لمدة يوم وتأكل في اليوم الآخر ومجموعة أخرى كانت تأكل بشكل يومي. والنتيجة كانت بأن المجموعة الأولى زاد معدل الأيض وقوة التحمل بشكل ملحوظ عن المجموعة الثانية. فضلاً عن ذلك، فالصيام يحفز نشاط الدماغ بشكل كامل والذاكرة وطبقاً لدراسة منشورة عام 2014 فالصيام يومين على الأقل يقلل من خطر الإصابة بأمراض عديدة كالزهايمر وبراكينسون والحماية من السكتة الدماغية.
الأمر أشبه بتأثير التمارين الرياضية على العضلات فالصيام يحفز من نشاط الدماغ بشكلٍ كبير.
اقرأ: دراسة حديثة تربط مرض الزهايمر باضطراب في الجهاز المناعي للدماغ
طريق جديد لعلاج السرطان
حتى الآن لا يوجد علاج فعال لجميع أنواع السرطان بنسبة 100% لكن مازال هناك بعض المحاولات لاكتشاف هذا المرض فالخلايا السرطانية تختلف طبيعة علاجها بناء على العديد من العوامل مثل الحجم والمكان والانتشار والنوع. لكن من المثير للدهشة أن يكون للصيام مفتاح في علاج السرطان، ففي دراسة نشرت عام 2012 وجدت بأن هناك مؤشرات بين علاج الخلايا السرطانية ودخول تلك الخلايا في دورات متعددة من الصيام. بالإضافة إلى زيادة فاعلية العلاج الكيميائي لتلك الخلايا عند تعرضها لحالة من الصيام عن الطعام.
الشعور بالجوع أثناء الصيام
في أوقات الصيام قد نشعر بالجوع في توقيتات محددة على مدار اليوم والسبب في ذلك هو هرمون يسمى جرالين – Ghrelin يزداد هذا الهرمون في الفترات التي أعتدت فيها على الطعام فيجعلك تشعر بالجوع وبعد مرور تلك الفترة يتراجع مستوى الهرمون وكأن شيئاً لم يكن.
مصادر:
1- Lee C, Raffaghello L, Brandhorst S, et al. Fasting cycles retard growth of tumors and sensitize a range of cancer cell types to chemotherapy. Sci Transl Med. 2012;4(124):124ra27. doi:10.1126/scitranslmed.3003293