صرّح رئيس قسم البحوث والتطوير في شركة (Dell)، أنه من المقرر أن تقوم الشركة بإطلاق تطبيق جديد يدعى قارئ المشاعر بحلول عام 2017، حيث يعمل قسم البحوث في شركة (Dell)، على برنامج سماعات تقوم بتحديد حالة نشاط الدماغ، ويمكنها تحديد الحالة العاطفية لمرتديها بدقة، ويمكن استعمالها مكتبياً أو منزلياً، إلّا أن بعض الخبراء يشككون في جدوى هذا المشروع، فبحسب الدكتور (بيرني هوجان)، وهو خبير في مجال التفاعل بين الإنسان والحاسوب من جامعة أوكسفورد، أن احتمال نجاح هذه التقنية صعب جداً، فمنذ عقود وشركة (Dell) تعلن أنها على بعد 5 سنوات من إطلاق هذه التكنولوجيا. على الجهة الأخرى هناك بعض الخبراء المتفائلين، فمثلاً (جاي مينون) الذي كان يعمل في المؤسسة الدولية للحاسبات الآلية (IBM) لأكثر من 20 عاما قبل أن ينضم لشركة (Dell)، يقول بأن الباحثين بشركة (Neurosky) كانوا يعملون على تصنيع سماعات تستطيع معرفة شعور مرتديها.
هل يشعر بالسعادة أو بالحزن أو بالملل والإحباط، وفي حال نجاحهم فسيمكننا معرفة حالة الشخص العاطفية ، ومن الممكن بعدها تصميم نظام حاسوبي حدسي يعمل على خفض نسبة الإزعاجات عندما يقوم الشخص بالتركيز على شيء معين، مثل تحويل المكالمات الهاتفية فوراً إلى البريد الصوتي، وعدم السماح بإزعاج المستخدم، أو اقتراح فترة استراحة بعد فترة طويلة من التركيز . أضاف (مينون) أيضاً أن هذا التطبيق يمكن أن يتم موائمته مع ألعاب الفيديو، فإذا ما كان شخص ما يلعب لعبة ما وأحسّ بالملل، فإن التطبيق يمكنه القيام برفع مستوى التحدي تلقائياً، وإذا ما استشعر التطبيق أن اللاعبين يشعرون بالاحباط، فسيقوم بتقديم توضيح عن كيفية المضي قدماً في اللعبة.
في الحقيقة، فإن (Dell) ليست الشركة الكبرى الوحيدة التي تفكر بخوض هذه التجربة، فقد أعلنت شركة (Microsoft) عن سلسلة من المشاريع البحثية لقراءة المشاعر، بما في ذلك برنامج (Moodscope) الذي يقوم باستنتاج الحالة النفسية للمستخدمين من خلال استخدام هواتفهم الذكية، وكذلك ((smart braالذي يراقب ضربات القلب ونشاط الجلد للكشف عن التوتر والانفعالات. تبعاً لـ (مينون)، فإن الإصدار الحالي من البرنامج الذي يجري اختباره، استطاع فقط تحديد مزاج مرتدي السماعات بنسبة صواب تصل لحوالي 50%، ويتوقع أن يتحسن أداء البرنامج مع الوقت، حيث تجري محاولات لرفع دقة البرنامج إلى 90٪ أو أكثر، وإذا لم يستطع البرنامج تحقيق هذه النسبة بالمعدات الحالية، عندها سيقوم المصنعون بإضافة المزيد من المعدات، مثل مقياس للنبض لمراقبة مستوى الأكسجين في الدم، أو جهاز مثل ECG يقوم برصد نبضات القلب، وقراءات أخرى تساعد على معرفة ما إذا كانت المدخلات المتعددة تساعد البرنامج في الحصول على القراءات الصحيحة.
الجدير بالذكر أن شركة ناشئة مقرها لندن قامت بدمج نظارات غوغل مع سماعات (Neurosky) بهدف السماح للمستخدمين بالتقاط الصور عن طريق موجاتهم الدماغية، ولكن بعض الخبراء يشيرون إلى أن التحكم بالتقاط الصور عن طريق الموجات الدماغية هو أمر بسيط، ولكن معرفة مزاج البشر عن طريق السماعات هو أمر أكثر صعوبة. أخيراً، حتى لو أثبت هذا الجهاز فعاليته، فإنه من المتوقع أن يعرض الكثير من المستخدمين عن استعماله، كون هذا الجهاز يقوم بكشف المشاعر الداخلية وعرضها للجميع، وهو أمر غير مقبول بالنسبة لأغلب الأشخاص.