الأسبيرين Aspirin، تلك الحبّة البيضاء السحريّة التي حسّنت حياة البشر وخففت آلامهم، معظمنا استخدمها في مرحلةٍ ما من حياته وانتفع بها، ولكنّ قلّةً من الناس يعرفون من أين استُنبط هذا العقار واسع الانتشار، وما سرّ فعّاليته العجيبة في تخفيف الآلام وعلاج حالات الالتهاب.
رغم أن حبوب الأسبيرين البيضاء بحدّ ذاتها تعتبر اختراعًا حديثًا نسبيًّا، إلا أن نبات الصفصاف Willow الذي استُنبط منه الأسبيرين، معروفٌ من أكثر من 6000 عام! فقد استعمله الفينيقيّون والسومريّون وكذلك المصريّون القدماء كمسكّنٍ للألم ومخفّفٍ لآثار الحمّى، وقد نجح العلماء في أواخر القرن ال19، في استخراج وتنقية المكوّن النشط في الصفصاف، وهو الساليسين Salicin.
ورغم فعّاليته العالية في تخفيف الألم وعلاج حالات الالتهاب، بقي استعمال حمض الصفصافSalicylic Acid محدودًا نسبيًّا في ذلك الوقت، بسبب بعض تأثيراته الجانبيّة التي كان أهمّها تأثيره الحاد على بطانة المعدة وعلى مرضى الروماتيزم، حتّى نجح بعض العلماء الألمان مطلع القرن الماضي في تصنيع نسخةٍ أقلّ حمضيّةً من حمض الصفصاف، دعيت بالأسبيرين، أو Acetylsalicylic Acid، وهو ذاته الأسبيرين الذي نعرفه اليوم.
سرّ فعّالية الأسبيرين العجيبة في تخفيف الألم تكمن في طريقة عمله، حيث يعمل على الإمساك بالجزيئات التي تنقل إحساس الألم إلى الدماغ لتنبيهه إلى الإصابة، ونتيجة لذلك، يسجّل الدماغ قدرًا أقلّ من الألم، كما يكون هناك استجابةً أقلّ لحالات الالتهاب.
ولكنّ ما علينا الانتباه له أنه لا يمكننا استعمال الأسبيرين بشكلٍ دائم، لأن الألم بحدّ ذاته ضروريٌّ للإنسان، فهو بمثابة تحذيرٍ من الخطر، ولكن بمجرّد علمنا بالإصابة وإدراكنا لخطورتها، لا يعود من الضروري أن نتحمّل الألم لفتراتٍ طويلة، وهنا يأتي دور الأسبيرين، الذي يمكن استعماله أيضًا في بعض حالات الألم المزمنة التي لا يمكن تجنّبها، والتي لا تكون عادةً نتيجة إصابةٍ خطيرة، كتشنّجات الحيض وحالات الصداع.
ولمزيدٍ من التفاصيل حول ماهيّة الأسبيرين وطريقة عمله، أدعوكم لمتابعة مقطع الفيديو المرفق على Youtube والذي قام بإعداده فريق العمل في How Stuff Works.
[youtube v=”cptI2ec1I44″]