نشرت مجلة (أي سي اس نانو)ACS Nano. العلمية, مقالة تتحدث فيها أنه يجري حالياً التحقق من فعالية الاختراع التكنولوجي الجديد (سبيسر) Spaser الذي بفضله ستصبح الهواتف النقالة أصغر حجماً و أكثر فعالية و مرونة بحيث يمكن أن يتم طبعها على الملابس.
قامت مجموعة من الباحثين من جامعة موناش في إدارة الأنظمة الكهربائية وهندسة الحاسوب (ECSE) بتصنيع (السبيسر) Spaser – البلازمون( ) السطحي الموسع بواسطة الانبعاث الإشعاعي المحفز – الأول في العالم, الذي يكون مصنوع بالكامل من الكربون.
(السبيسر) في الواقع هو ليزر نانومتري أو ما يسمى (بالنانوليزر), يقوم بإصدار أشعة ضوئية ناتجة عن اهتزاز الالكترونات الحرة, عوضاً عن الموجات الكهرومغناطيسية الذي يطلقها الليزر التقليدي.
وبشكل عام، فإن الأجهزة التي سيتم استعمال تقنية (السبيسر) فيها، يمكن أن تكون بديلاً عن الأجهزة القائمة التي تعمل بنظام الترانزيستور مثل المعالجات الدقيقة و الذاكرة وشاشات العرض, وذلك للتخلص من محدودية سعة النطاق الترددي.
يشرح طالب الدكتوراه و رئيس الباحثين (تشاكا روبازين) بأن نموذج (سبيسر) المصمم باستخدام الكربون مختلف عمّا سبقه ويقدم مزايا عديدة، حيث أن جميع تصاميم (السبيسر) التي طرحت سابقاً كانت مصنوعة من جسيمات نانوية من الذهب أو الفضة، ولكن الجهاز الحالي يتألف من الجرافين (الجرافين مادة كربونية) و أنبوب نانوي كربوني، وهذا ما يعطي الجهاز متانة ومرونة، ويجعله مقاوماً لدرجات الحرارة العالية ،فضلاً عن كونه صديقاً للبيئة، وبسبب هذه الخصائص التي يمتلكها الجهاز، فإنه يصبح بالإمكان تصنيع جهاز خليوي (موبايل) رقيق للغاية بحيث يمكن طباعته على القمصان.
لقد اختار الباحثون تطوير (السبيسر) باستخدام الجرافين والأنابيب النانوية الكربونية, لأنهما أقوى بمئة مرة من الفولاذ، ويعتبران موصل حراري وكهربائي أفضل من النحاس, فضلاً عن تحملهما لدرجات عالية من الحرارة، و لقد أظهرت أبحاثهم أيضاً بأن المواد المصنوع منها (السبيسر) قادرة على التفاعل وتوصيل الطاقة فيما بينها باستخدام الضوء، وهذه التفاعلات الضوئية سريعة جداً وموفرة للطاقة، لذلك فهي مثالية للاستخدام في كثير من المجالات المعقدة مثل شرائح الكومبيوتر.
ويتابع (تشاكا) شارحاً، بأن الجرافين والأنابيب النانوية الكربونية ممكنة الاستخدام في الأجهزة التي تحتاج إلى القوة, والخفة في الوزن, والأداء, والاستقرار في درجات الحرارة العالية, وهذا يرجع إلى خواص الجرافين والكربون الميكانيكية و الضوئية و الكهربائية المذهلة. كما وقد أظهرت الاختبارات أنه من الممكن استخدامهما كهوائيات نانوية أو موصلات كهربائية أو موجه للموجات. ويضيف, أن (السبيسر) يعمل على توليد حقل كهربائي ذو كثافة عالية, يتم تركيزه في مساحة صغيرة جداً, و هذه التقنية تعد أقوى بكثير من تلك الناتجة عن إضاءة المعادن المتناهية بالصغر (النانوية) عن طريق الليزر كما في التقنية المستخدمة لعلاجات السرطان.
و تجدر الإشارة إلى أن الباحثون قد وصلوا بالفعل إلى إيجاد طريقة لتوجيه الجسيمات النانوية نحو الخلايا السرطانية, حيث يمكن توجيه الجرافين والأنابيب النانوية الكربونية باستخدام هذه التقنية و تسليط الحقل عالي الكثافة, المولد من تقنية السبيسر, لتدمير الخلايا السرطانية, دون الإضرار بالخلايا السليمة في الجسم.
المقالة الأصلية
شارك المقالة