عندما نسمع عن مرض الشلل الرعاش الباركنسون، قد تتبادر إلى أذهاننا العديد من صور المشاهير مثل (مايكل جي فوكس) و(محمد علي كلاي)، ولكن هذا المرض، مثل أي مرض آخر، ه يمكن أن يصيب أي شخص.
الباركنسون أو الشلل الرعاشي هو اضطراب تنكسي للجهاز العصبي المركزي، وقد أشير بأن المرض أصاب منذ عام 2013، أكثر من 53 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، وأدى لحدوث 103,000 حالة وفاة.
يعرف الباركنسون بأنه يسبب الإرتعاش وبطء الحركة، إلى جانب تسببه بصعوبة في المشي، وقد يواجه بعض الأشخاص أيضاً مشاكل في النوم، ومشاكل بالحواس والمشاعر.
ليس هناك حتى الآن دواء لمرض باركنسون، ولكنه يمكن أن يكون قابلاً للتعامل معه، لذلك فمن الأهمية بمكان أن يتم تشخيصه في وقت مبكر، لأنه، ومثل معظم الأمراض الأخرى، يكون العلاج أكثر نجاحاً عندما يتم الكشف عنه في وقت مبكر.
بفضل مشاهير مثل (مايكل جي فوكس)، فقد أصبح هناك وعي وبحوث متزايدة حول الشلل الرعاشي، وأصبح المتخصصون في جميع أنحاء العالم يبحثون عن أدوية وعلاجات محسنة – حتى أن بعضاً من هذه الأدوية خرج عن المفهوم التقليدي للدواء تماماً.
لا يتم قهر الأمراض بين عشية وضحاها، وإنما من خلال تكوين فهم متزايد لطبيعتها، وكيفية حدوثها، والأضرار التي تسببها، ومع الحصول على المزيد من المعرفة تأتي المزيد من الفرص لإيجاد علاجات، وهذا هو السبب الذي يحتم عليك معرفة العلامات الخفية لمرض باركنسون، فقد يكون هذا سبباً في إنقاذ حياتك أو حياة أحد أحبائك.
ما هو مرض باركنسون؟
مرض باركنسون، أو الـ(PD)، هو اضطراب تنكسي يصيب الجهاز العصبي المركزي، وليس هناك حالياً أي دواء له.
تظهر أعراض هذا المرض ببطء وعلى مدى فترة طويلة من الزمن، وهو عادة ما يحدث بعد سن الـ60 ويكون الرجال أكثر عرضة للتأثر به من النساء.
لا يمتلك العلماء حتى الآن أي فكرة حول مسبب الشلل الرعاشي بالضبط، وذلك على الرغم من أنه لا يبدو وكأنه مرض وراثي، كما أن التعرض لبعض أنواع المبيدات والإصابات الرأسية السابقة يمكن أن تزيد من مخاطر إصابة الشخص بهذا المرض.
الأعراض:
-
الارتعاش والاهتزاز:
عادة ما يبدأ الارتعاش بالظهور في إحدى اليدين أو كلتاهما، ولكن يبدأ بالانتشار إلى مناطق أخرى من الجسم مع مرور الوقت.
في كثير من الأحيان، تحدث الارتعاشات عندما يكون الجسم في حالة راحة، وليس في الحركة أو العمل، أي حينما تكون اليدان في حالة الإسترخاء، إلّا أن هذه الاهتزاز قد يتوقف بمجرد مد اليد للوصل إلى شيء ما.
مع مرور الوقت، تصبح الاهتزازات أكثر قوة، وتؤثر على قدرة الشخص على أداء المهام التي تتطب الثبات مثل الكتابة.
-
بطء الحركة
وهو يعني أن الجسم يبدأ بالتحرك ببطء أكثر من المعتاد، وهذا البطء لا يكون طوعياً، كما يظهر هذا البطء بشكل أكثر وضوحاً في بداية الحركة، مثل عند محاولة الشخص الوصول إلى شيء ما أو النهوض من وضعية الجلوس.
من جهة أخرى، فقد تتحول الحركة التلقائية لدى الشخص إلى حركات إرادية، أي أنه سيتوجب عليه التفكير بها بشكل واعٍ كي يستطيع القيام بها.
-
التصلب
يؤدي الباركنسون للإصابة بتصلب في العضلات، مما يمكن أن يجعل الانتقال من مكان إلى آخر أكثر صعوبة، وعادة ما يكون هذا العارض أكثر وضوحاً على أحد جانبي الجسم فقط.
-
مشاكل في التوازن
كما هو الحال مع البطء والارتعاش، فإن هذا العارض يشير إلى أن الجهاز العصبي لا يتصل بشكل صحيح مع الجسم.
يعاني الأشخاص المصابون بالباركنسون من صعوبة في الحفاظ على توازنهم أثناء المشي والوقوف، ويمكن أن يتسبب هذا في تعثرهم أو سقوطهم على الأرض في كثير من الأحيان، كما أن الترنح إلى الخلف يعتبر أمراً شائعاً في هذه الحالة.
يمكن للوقوع عند الأشخاص المسنين أن يكون خطيراً للغاية، ويمكن أن يؤدي إلى مضاعفات أخرى.
-
فقدان القدرة على التحكم بتعابير الوجه
مع إصابة عضلات الجسم بالتصلب والبطء، فإن هذا يمكن أن يؤثر أيضاً على الوجه، مما يؤدي لإعطاء المريض مظهراً خالياً من التعابير، وذلك لأن الحركات التلقائية السريعة مثل الابتسام أو العبوس تصبح بطيئة للغاية.
-
جر الأقدام أو الترنح أثناء المشي
بما أن المرض يؤدي إلى تعطيل العضلات (وبالتالي الحركة)، فإنه ليس من المستغرب أن ترى المريض وهو يجر قدمه أو ساقاه على الجانب المصاب من جسمه قليلاً أثناء المشي، وهذا الجر يمكن أن يكون بسيطاً أو واضحاً، ولكنه سيجعل المشي أبطأ، وأقل ثباتاً وكفاءة.
-
التمتمة أثناء الكلام
لا يؤدي التصلب في عضلات الوجه لجعل الابتسام من المهام الصعبة على المريض فحسب، بل ويمكن أيضاً أن يجعل من نطق الكلمات بشكل واضح أمراً صعباً للغاية، لذلك فقد يكون من الصعب فهم ما يقوله مريض الباركنسون.
قد ييدو الكلام مكتوماً أو غير واضحاً لأن شفاه المريض تعاني من صعوبات في تشكيل أشكال الكلمات.
-
صعوبة في التفكير بوضوح
كما أشرنا سابقاً، فإن الباركنسون يؤثر على الجهاز العصبي، والذي يتضمن الدماغ بالطبع، وهذا يعني أن العديد من الأشخاص المصابين بالشلل الرعاشي سيعانون من مشاكل عقلية وعاطفية، أيضاً، بما في ذلك الاكتئاب، والقلق، الهلوسة، والذهان، وقد يجدون أيضاً صعوبة في التفكير أو التركيز.
-
مشاكل بالوظائف التلقائية
قد يصبح من الصعب على مريض الباركنسون تأدية الوظائف التلقائية مثل رمش العيون والبلع، كما قد يسيل لعاب الأشخاص الذين يعانون من الشلل الرعاشي أيضاً، لأنهم يفقدون السيطرة على عضلات فمهم.
أخيراً، تجدر الإشارة إلى أن تأثير باركنسون يمكن أن يظهر أيضاً على مختلف الوسائل العصبية والعاطفية الأخرى، ولا يوجد مقياس محدد لأعراض هذا المرض لدى الجميع، فإذا كنت قد لاحظت أي من هذه الأعراض في نفسك أو لدى أحد أفراد أسرتك، فتحدث إلى الطبيب فوراً لمراجعة خيارات العلاج، فعلى الرغم من أن الباركنسون قد يبدو مخيفاً، ولكن البحوث الحديثة تسعى لجعله شيئاً من الماضي.