وفقاً لمراجعة بحثية جديدة، فإن زيادة الوزن أو السمنة تحمل معها مخاطر الإصابة بالسرطان بشكل أكثر بكثير مما كان يعتقد سابقاً، ففي الدراسة التي قام بها الباحثون – وهم مجموعة عمل تم تكليفها من قبل الوكالة الدولية لبحوث السرطان- بمراجعة أكثر من 1000 دراسة، تبين بأن البدانة تزيد من خطر الإصابة بـ13 نوعاً من السرطان، أي أن هناك 8 أنواع جديدة إضافية زادت على القائمة التي كانت معتمدة في السابق، بل في الواقع، ووفقاً لنتائج المجموعة التي نشرت في مجلة (New England Journal of Medicine) في آب/ أغسطس الماضي، فقد تكون حوالي 9% من جميع حالات السرطان مرتبطة بشكل مباشرة بالسمنة.
الخبر السار في هذه الصورة القاتمة نوعاً ما، هو أن زيادة الوزن يمكن الوقاية منها إلى حد كبير، فبحسب الدكتور (جراهام كولديتز)، رئيس المجموعة التي تم تكليفها من قبل الوكالة الدولية لبحوث السرطان، ونائب مدير معهد الصحة العامة في جامعة واشنطن في سانت لويس: “إن لم تكتسب المزيد من الوزن، فلن ينتهي بك الأمر ليتم تصنيفك ضمن الفئة المعرضة للخطر”.
بطبيعة الحال، قد يكون الأوان قد فات أحياناً لاتباع هذه التكتيكات، ولكن في هذه الحالة، هل يمكن لفقدان الوزن أن يقلل من المخاطر؟ الجواب هو ربما – فبالتأكيد لن يؤذيك إن خسرت بعض الوزن الزائد لأسباب كثيرة- ولكن صدقوا أو لا تصدقوا، فليس هناك الكثير من البيانات المتاحة على المدى الطويل والتي تظهر هذه الفوائد، فتبعاً لـ(كولديتز)، فإن التتبع الناجح للأشخاص الذين فقدوا الوزن وأظهروا انخفاضاً في تشخيص السرطان لم يتم القيام به إلى حد كبير، وذلك لأن الكثير من الأشخاص الذين يفقدون الوزن يكسبونه مرة ثانية.
كانت الوكالة الدولية قد استنتجت سابقاً بأن الوزن يلعب دوراً في الإصابة بسرطان القولون والمريء والكلى والثدي والرحم، وإليكم هنا الإضافات الثماني الحديثة التي دخلت مؤخراً إلى القائمة والسبب الذي يجعل وزن الجسم أمراً مهماً في كل حالة منها.
سرطان المعدة
يمكن أن تؤدي زيادة الدهون في الجسم إلى حدوث التهابات مزمنة، وخاصة في الجهاز الهضمي، وكما يشير (كولديتز)، فإن العلاقة بين سرطان المعدة والسمنة لم تكن مثيرة جداً للدهشة، وذلك نظراً للعلاقة القائمة مع سرطان المريء، حيث يعتبران جزء من ذات النظام، ولذلك فإن الالتهابات المزمنة التي يمكن أن تسببها السمنة قد تؤدي إلى المزيد من تهيج الأحماض في المعدة مما قد يؤدي بدوره إلى الإصابة بالسرطان.
سرطان الكبد
يمكن أن تسبب السمنة تغييرات في الكبد تبدو تأثيراتها مماثلةً للإدمان على الكحول، وينتهي المطاف بهذه التغييرات لتتحول إلى آليات مشابهة الى حد ما لتليف الكبد الذي يؤدي إلى السرطان، لذلك فليس شرب الكحول بحد ذاته هو ما يؤدي لإحداث الضرر، بل التغييرات في النسج الدهنية التي توجد في الكبد نفسه، وهذا ما يدعى بمرض الكبد الدهني غير الكحولي.
سرطان المرارة
تزيد السمنة من خطر تعرض الشخص لتشكل الحصى في المرارة، وهي عبارة عن ودائع صغيرة من الكوليسترول يمكن أن تتسبب التهابات في المرارة، ووجود تلك الحصى في المرارة هو ما يزيد من خطر تعرض الشخص لسرطان المرارة.
سرطان البنكرياس
نحن نعلم أن البدانة يمكن أن تحدث خللاً في إنتاج الأنسولين، وهذا التعطل في العمليات المعتادة للتمثيل الغذائي في البنكرياس قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالسرطان.
سرطان المبيض
تعمل الخلايا الدهنية على إنتاج الاستروجين، ويبدو بأن الزيادة في إنتاج الاستروجين – على الأقل لدى النساء اللواتي تجاوزن مرحلة انقطاع الطمث- هي المسؤولة عن زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي والرحم عند النساء البدينات، كما يبدو بأن سرطان المبيض يحدث نتيجة لذلك أيضاً، حيث أن الزيادة في مستويات الهرمون وكذلك الالتهاب المزمن الناتج عن السمنة هي الجاني الحقيقي وراء سرطان المبيض.
الورم السحائي
تكون العديد من هذه الأورام التي تنمو من السحايا والأنسجة الرقيقة التي تغطي الدماغ والنخاع الشوكي غير سرطانية في الواقع، وذلك وفقاً للجمعية الأميركية لاستئصال الأورام من الدماغ، ولا أحد يعرف الكثير عما يسببها وما الذي يجعل بعضها سرطانياً دون الآخر، ولكن يعتقد الباحثون بأن الهرمونات الاضافية التي تنتجها الخلايا الدهنية قد تلعب دوراً في ذلك.
سرطان الغدة الدرقية
من المرجح أن الزيادة في انتاج الهرمونات هو السبب في حدوث هذه الحالة أيضاً، وذلك وفقاً لدراسة تم نشرها في عام 2012 في مجلة البحوث الطبية الدولية، ولكن مع زيادة الوزن، يزداد حجم الغدة الدرقية نفسها، وكلما كانت الغدة الدرقية أكبر، زادت الفرص المتاحة لتحول خلاياها إلى خلايا سرطانية.
المايلوما المتعددة
تشير البحوث إلى الصلة بين هذه الحالة والالتهاب المزمن، وبما أن السمنة قد تحفز عملية الالتهاب، فإن هذا سيؤدي إلى زيادة مستوى دوران خلايا نخاع العظام، وزيادة مستوى دوران الخلايا يعني المزيد من فرص تطوير طفرات في هذا النوع من سرطان الدم.