بينت البحوث أن الأسنان يمكنها أن تخبر الكثير عن صحة أصحابها العامة، لذلك فمن المهم أن تكون محيطاً بما يكفي من العلم عندما يتعلق الأمر بالرعاية الفموية، وإليك هنا بعض الخرافات الشائعة عن الأسنان والتي يمكن أن تضر صحتك.
أولا: السكر هو المسبب الرئيسي لتسوس الأسنان
جميعنا كبر وهو يسمع كبارة: “لا تأكل الكثير من السكر وإلّا ستتعفن أسنانك”، ولكن في حين السكر يمكن أن يؤدي إلى تشكيل تجاويف في الأسنان – فضلاً عن مجموعة متنوعة من الأمراض الصحية الأخرى – إلّا أنه ليس المذنب الحقيقي عندما يتعلق الأمر بتسوس الأسنان.
في حين أن السكر يعمل كالوقود المجهز للإحتراق، إلّا أنه ليس سبب تسوس الأسنان، بل في الواقع، فإن الأحماض الناتجة عن البكتيريا المختبئة في الجوانب المظلمة من الفم هي المذنبة الأساسية، وما نتحدث عنه هنا هي البكتيريا الجيدة والبكتيريا السيئة، والبكتيريا السيئة هي في الواقع شكل غير صحي من البكتيريا الطبيعية في الفم.
تتشكل “البكتيريا السيئة” عند هضم الكربوهيدرات، والسكريات المكررة هي إحدى الأمثلة على ذلك، ولكن يمكن للكربوهيدرات أن توجد أيضاً في أطعمة صحية مثل الخضراوات والفواكه والحبوب، وعندما يختلط الحمض الذي تنتجه “البكتيريا السيئة” في الفم مع اللعاب، فإن هذا يؤدي إلى تشكل البلاك.
تبييض الأسنان يضر بالمينا
إن المكون الأساسي في أغلب منتجات التبييض التي تباع دون وصفة طبية هو بيروكسيد الهيدروجين أو بيروكسيد الكارباميد، والذي يعمل كعامل مؤكسد لإزالة البقع من على سطح المينا، وعادة ما تحتوي المنتجات والمعاجين المخصصة للاستخدام المنزلي على حوالي 3 إلى 10% من هذه المكونات النشطة وتعتبر عموماً آمنة، ولكن ككل شيء، فإن الإعتدال في استخدامها أمر ضروري.
بشكل عام، فإن تبييض الأسنان الأكثر أماناً هو الذي يتم تحت إشراف طبيب أسنان أو أخصائي في صحة الأسنان ضمن عيادة طبية، فلا بد من الاعتراف بأن هناك الكثير من المنتجات التي يمكن أن تلحق الضرر بالمينا، فإذا كان المنتج حامضياً جداً، أو قوياً جداً، فإن الإفراط أو إساءة استخدامه يمكن أن تسبب هشاشة المينا وتجعلها تصبح أكثر مسامية، وهذه هي الأنواع التي تحتاج حقاً لمزيد من التنظيم لأنها يمكن أن تكون ضارة، ولكن تبييض الأسنان في حد ذاته هو علاج آمن.
واحدة من الآثار الجانبية الأكثر شيوعاً لتبييض الأسنان، سواء أتم ذلك في عيادة طبيب الأسنان أو في المنزل، هي حساسية الأسنان، وقد أظهرت الأبحاث التي تم إجراؤها من قبل كلية طب الأسنان في جامعة ولاية أوهايو أن فقدان بعض المينا ممكن عند استخدام مواد التبييض، ولكن في بعض الأحيان، وجد بأن المينا تعيد ترميم نفسها مع مرور الوقت.
حشوات الفضة لا تحتاج إلى استبدال
واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل بين أطباء الأسنان في هذه الأيام هي ما إذا كانت حشوة الفضة القديمة التي توجد في أفواه الكثير من الأشخاص آمنة أم لا.
هناك الكثير من المرضى الذين لا يتم إبلاغهم حتى بأن الحشوات الفضية اللون تتألف في الواقع من 52% من الزئبق، كما أن هناك أيضاً بحوث أثبتت بأن الزئبق يتسرب مع مرور الوقت من هذه الحشوات الفضية، وأن هذا التسرب يزاد مع كثرة استهلاك الشخص للمشروبات الساخنة ومضغ الأشياء، وكما نعلم جميعاً، فإن جود أي كمية من الزئبق في الجسم ليس بالشيء الجيد، لذلك يجب استبدال هذه الحشوات.
يعتبر الزئبق من السموم العصبية القوية، وتم ربط تواجد مستويات معينة منه في الجسم مع الإصابة بأمراض المناعة الذاتية، والحالات العصبية والأمراض المزمنة وحتى الاضطرابات النفسية، وإحدى الأشياء التي تثير القلق بين أطباء الأسنان هو أن يكون الأشخاص الذين يمتلكون الحشوات الفموية المصنوعة من الفضة والذي يمضغون العلكة ويشربون المشروبات الساخنة أو الغازية يتعرضون إلى مستوى خطير من أبخرة الزئبق.
غسول الفم الذي يحتوي على الكحول جيد للاستخدام
تم ربط استخدام غسول الفم الذي يحتوي على الكحول مع الإصابة بسرطان الفم منذ سبعينيات القرن الماضي، ولكن البحوث التي أجريت مؤخراً شككت في هذا الرابط، مشيرة إلى ان العديد من المشاركين الذين شاركوا في الدراسة كانوا في الأصل من الأشخاص المدخنين الذين يشربون الكحول، وهذا يجعل من الصعب الخروج برابط نهائي بين السبب والنتيجة، لكن العديد من الخبراء في طب الأسنان يحذرون من الاستخدام المتكرر لهذا لنوع من الغسول الفموي، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى مشاكل أخرى في الأسنان، فالكحول يجفف ويغير من طبيعة البيئة الطبيعية لما يسمى بالميكروبيوم الفموية.
أضراس العقل لا تفيد بأي شيء
أضراس العقل هي نتاج للتطور البشري، وقد حصلت على اسمها من الفترة التي تظهر خلالها في الفم – عادة ما تظهر أضراس العقل لدى الإنسان في الفترة التي يكون فيها عمره ما بين 17 إلى 25 عاماً-، ويعتقد أن الطعام القاسي الذي كان أجدادنا يأكلونه تسبب في جعل الفك ينمو ليصبح أكبر وأقوى، مما يسمح للمزيد من الأسنان بالنمو في أفواهنا، ولكن مع مرور الوقت، بدأ الفك لدينا يتقلص لإفساح المجال لأدمغتنا المتنامية، مما جعل أفواه الكثير من الأشخاص مكتظة بالأسنان التي تنحشر بطريقة مؤلمة عندما تبدأ أضراس العقل لديهم بالظهور.
تسمى أسنان العقل بالأجهزة الأثارية، تماماً مثل اللوزتين والزائدة الدودية، وعلى الرغم من أنه ليس من الواجب إزالة أسنان العقل لدى جميع الأشخاص، ولكن الخبراء لا يعتقدون بأن الطريقة التي تطورنا فيها جعلت من الصعب على أضراس العقل أن تجد مكاناً في الفك لتنمو فيه، وإذا ما نمت وكانت سيئة التموضع، فإنها يمكن أن تسبب مشاكل عديدة مثل ظهور الخراجات في الفك والالتهابات والألم.
إذا كانت أسنان العقل لديك لا تسبب لك أي مشاكل، فقد ترغب في التفكير في تركها في مكانها، فقد أظهرت دراسة من اليابان بأن اللب داخل الأضراس يحتوي على خلايا جذعية مماثلة لتلك التي توجد في نخاع العظام، وبحسب بعض الخبراء فإن هذه البنوك من الخلايا الجذعية يمكن أن تؤدي إلى ثورة علمية تسمح في إعادة تنمية الأسنان بشكل طبيعي في المستقبل.