نحن نعلم جميعاً بأن تناول الكثير من الخضروات هو شيء جيد، فوفقاً لوزارة الزراعة الأميركية، الوجبات الغذائية الغنية بالأطعمة التي تحتوي على الألياف، مثل العديد من الخضروات والفواكه، قد تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب، والسمنة، ومرض السكري نوع 2، وفي الواقع، فإن معظمنا يمكنه أن يخفض من نسبة البروتينات والدهون في وجباته الغذائية، ويتناول طعام يحتوي على نسب أكثر من الخضار والفواكه مما يقوم به حالياً.
على الرغم من أنه قد يبدو من الصعب تقليص كمية تناولنا لعنصر رئيسي من البروتينات في وجباتنا الغذائية كاللحوم، فقد اتضح بأن هناك بالفعل عدد لا يستهان به من الأسباب التي تحثنا لنقلص كمية اللحوم التي نستهلكها ونزيد كمية الخضار والفواكه، وهنا بعض منها:
- على المستوى المالي
تعتبر اللحوم مكلفة للغاية بشكل عام، ففي الواقع، يبلغ متوسط سعر الرطل الواحد للحم المفروم – الذي يعتبر من أرخص أشكال من لحم البقر – 4 دولار تقريباً، بينما لا يتجاوز سعر الرطل من الحبوب أو العدس الدولار الواحد فقط، وعلى الرغم من أنه هذا الفرق قد لا يحدث تحولاً مادياً كبيراً على المستوى الفردي، ولكن بالنسبة لأولئك الذين يطهون الطعام، فإن هذه الدولارات الاضافية ستشكل فرقاً في نهاية المطاف.
- على المستوى الصحي
صحيح أن اللحوم الخالية من الدهن، مثل الدجاج أو السمك، هي مصدر جيد للبروتين لأجسادنا، إلا أن الدراسات أظهرت بأن اللحوم الحمراء يمكن أن تضر بأجسامنا، حيث أظهرت دراسة أجراها المعهد القومي للسرطان بأنه من بين 500,000 شخص، كان الأشخاص الذين يتناولون كمية كبيرة من اللحوم الحمراء يومياً معرضين للوفاة لأسباب متعلقة بالصحة أكثر بـ30% من أولئك الذين تناولوا كمية أقل من اللحوم الحمراء.
يبرر القائلون بضرورة الحفاظ على اللحوم في أطباقنا وجوب استهلاك اللحوم تبعاً لضمان استهلاكنا ما يكفي من البروتين في وجباتنا الغذائية، ولكن ما هو مقدار البروتين الذي نحتاجه حقاً في غذائنا يومياً؟ كما اتضح، فإن متوسط حاجة الكبار من البروتين هو فقط 50-175 غراماً يومياً، وذلك على أساس نظام غذئي يتضمن 2000 سعرة حرارية في اليوم، وهذه الحصة من كمية الغذاء اليومي يمكن بالتأكيد أن تعوض بالأطعمة الغنية بالبروتين من غير اللحوم، مثل البقوليات التي تحتوي على نسبة عالية من الألياف والكربوهيدرات المعقدة، ونسب منخفضة جداً في الدهون.
- على مستوى البيئة
طرح موضوع فضلات الطعام التي تتغذى عليها الحيوانات نقاشاً ضخماً في قطاع الزراعة والغذاء، وذلك بالإضافة إلى انبعاثات الكربون الهائل المطلوبة لنقل ومعالجة اللحوم، وكذلك تحزيمها لشحنها إلى الأسواق، وبالإضافة إلى ذلك، فإن إنتاج اللحوم يستهلك كميات لا تصدق من المياه، فكل رطل من لحم البقر يحتاج إلى1800 غالون من الماء لإنتاجه.
لذلك، حاولوا التقليل من تناول اللحوم من أحد وجبات طعامكم اليومية، وإضافة جزء إضافي من الفاكهة أو الخضار إليها، وستشكركم محفظتكم وأجسامكم والعالم على ذلك.