الأرض ليست مسطحة، ولكنها ليست مستديرة تماماً أيضاً
لم تكن الأرض مستديرة تماماً أبداً، فالانتفاخ الذي تمتلكه الأرض حول خط الاستواء والذي يجعلها أعرض بنسبة 0.3٪ في تلك المنطقة يعود إلى حقيقة أنها تدور حول محورها، حيث أن قطر الأرض الذي يمر من القطب الشمالي إلى القطب الجنوبي الجنوبي يبلغ 12,714كم، في حين أن قطرها عند خط الإستواء يصل إلى 12,756كم، وهذا الفرق – وهو 42.78 كم- يعادل 1/300 من حجم الأرض، لذلك فمن الصعب ملاحظته في الصور التي يتم التقاطها للأرض من الفضاء، ولهذا يبدو الكوكب وكأنه مستدير للعين البشرية، والجدير بالذكر أن الأبحاث الجديدة التي أجرتها مختبرات الدفع النفاث التابعة لناسا مؤخرًا، تشير إلى أن ذوبان الأنهر الجليدية يتسبب في زيادة هذا التوسع عند خاصرتها.
اليوم الأرضي آخذ بالازدياد
عندما تشكلت الأرض قبل 4.6 مليار سنة، كان يومها لا يستغرق أكثر من ست ساعات، ولكن قبل 650 سنة، أصبح عدد ساعات اليوم حوالي 21.9 ساعة، والآن أصبح يومنا الأرضي مكون من 24 ساعة في المتوسط، ولكن ما زالت ساعات اليوم تزداد بمعدل 1.7 ميلي ثانية كل قرن، وذلك لأن القمر يبطئ من دوران الأرض من خلال عمليات المد والجزر التي يمارسها عليها، فدوران الأرض يتسبب بسحب موقع الانتفاخ المحيطي الناتج عن المد والجزر بعيداً عن المحور الأرضي القمري، وهذا يؤدي بدور إلى خلق قوة تبطئ من دوران الأرض، وكنتيجة لذلك، يبدأ اليوم بالزيادة – ولكن ليس للدرجة التي يمكن معها أن تحدث فرقاً كبيراً في جدولنا اليومي المحموم.
لم تكن تحتوي الأرض دائماً على قارات متعددة
منذ ملايين السنين، دائماً ما كان هناك علاقة تجمع أحياناً بين القارات الأرضية، وتفصل بينها أحياناً أخرى، فقبل حولي 800 مليون سنة تقريباً، كانت الصفائح التكتونية العظيمة التي تتركز عليها القارات مجتمعة في قارة واحدة عملاقة تدعى رودينيا، والتي تقع اليوم أمريكا الشمالية في منتصفها، ولكن فيما بعد، انقسمت رودينيا إلى العديد من الأجزاء المنفصلة التي عادت واصطدمت سوياً في الفترة التي تتراوح قبل 250 إلى 500 مليون سنة، مشكلة بذلك جبال الأبلاش في أمريكا الشمالية، وجبال الأورال في روسيا وكازاخستان.
قبل 250 مليون سنة، حدث اصطدام آخر ليشكل قارة عملاقة جديدة سميت بانجيا، وكانت هذه القارة محاطة بمحيط واحد، ولكن بعد 50 مليون سنة أخرى من ذلك، تفتت بانجيا لتنقسم إلى كتلتين كبيرتين من اليابسة دعياا بغندوانا وأوراسيا، اللتان انقسمتا في نهاية المطاف إلى القارات التي نعرفها اليوم.
ما هو العصر الجليدي للأرض؟
منذ حوالي 600 إلى 800 مليون سنة، مرت الأرض بعدة تغييرات مناخية قاسية عرفت باسم العصور الجليدية، وخلالها أصبح المناخ باردًا لدرجة أن بعض العلماء يعتقدون بأن الأرض تجمدت كلياً عدة مرات، وذلك تبعاً لنظرية “كرة الثلج الأرضية”، التي تقول بأن الأرض قد مرت بفترات متناوبة من التجمد والذوبان، وهي الظاهرة التي حفزها انخفاض مستوى انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري مثل غاز الميثان وثاني أكسيد الكربون خلال الفترة التي كانت خلالها الأرض مغطاة بالجليد من القطب إلى القطب، ولأن معظم طاقة الشمس كانت تنعكس مرة أخرى إلى الفضاء بسبب الجليد، يعتقد بأن متوسط درجة الحرارة على كوكب الأرض في تلك الفترة كان حوالي – 50 درجة مئوية.
أكثر الأماكن جفافًا على الأرض
من المفارقات أن يقع أكثر الأماكن جفافًا في العالم -صحراء أتاكاما في شمال تشيلي- بجوار أكبر تجمع للمياه -المحيط الهادئ، فمتوسط هطول الأمطار في منطقة أريكا التي تقع هناك هو فقط 0.9 ملم (0.03 بوصة)، ويعتقد بأن مدينة كالاما في أتاكاما لم ترى المطر لحوالي 400 سنة قبل أن تحدث فيها عاصفة مفاجئة في عام 1972، وخلافاً لمعظم الصحاري، تعتبر أتاكاما باردة نسبياً، وهي قاحلة في معظم أجزائها، حتى أنها لا تستضيف تلك الكائنات الضوئية الصغيرة التي تعيش في الصخور أو تحت الحجارة.
الجاذبية الأرضية تختلف من مكان لآخر
لو كانت الأرض مستديرة تماماً، لكان مجال جاذبيتها هو نفسه في كل مكان، ولكن في الواقع، فإن سطح كوكبنا متعرج ومليء بالمياه، كما أن الانجرافات الجليدية وحركة الصفائح التكتونية تحت قشرة الأرض تغيّر من قوة الجاذبية، وتعرف هذه الاختلافات باسم شذوذ الجاذبية، فمثلاً، تسبب الجبال، مثل جبال الهيمالايا، شذوذ إيجابياً في الجاذبية، فالجاذبية أقوى هناك مما هي عليه في المناطق العادية المنبسطة من الكوكب، وعلى العكس من ذلك، فإن وجود الخنادق المحيطية، أو الانخفاضات الأرضية التي نجمت عن الانهيارات الجليدية منذ آلاف السنين، تؤدي إلى شذوذ سلبي في الجاذبية.
في الماضي كان مستوى البحر مختلفاً للغاية
بدأ آخر تقدم لتشكل الجليد على كوكب الأرض منذ حوالي 70,000 سنة، وانتهى قبل 11,500 سنة، وبلغ أقصى مداه قبل 18,000 سنة، وخلال هذا الوقت، قامت الأنهار الجليدية وصفائح الجليد بنحت أحواض البحيرات الكبرى وسدت مجاري الأنهار محولة بذلك مسار نهر المسيسيبي وغيره من الأنهار في الولايات المتحدة، وبسبب تحول الكثير من المياه إلى جليد، انخفضت مستويات البحر بنسبة تصل إلى 120 مترًا (390 قدمًا)، وأدت إلى انحسار المياه عن أجزاء مما هو الآن قاع المحيط وتحوله إلى يابسة، ولكن في وقت من الأوقات، ارتفعت مستويات سطح البحر أيضاً بنسبة تصل إلى 70 مترًا (230 قدمًا)، وخلال الفترة الجليدية الأخيرة، كان البحر أعلى بنسبة 5-7 أمتار (16 إلى 23 أقدام) مما هو عليه اليوم.
شمسنا تمتلك شهية “للابتلاع” كبيرة للغاية
كل الشموس، مثل شمسنا، تشيخ وتموت في نهاية المطاف، فمع استهلاك الشمس لكامل امداداتها من الهيدروجين، ستنهار بفعل الجاذبية، وفي نهاية المطاف ستتضخم لتصبح نجمًا عملاقًا أحمر أكبر بـ100 مرة وأكثر لمعاناً بـ 2,000 مرة مما هي عليه الآن وتبتلع الأرض خلال هذه العملية، ولكن لا تقلقوا، فإنه لن يحدث قبل حوالي خمسة ملايين سنة.
أحد الحلول لتفادي ذلك هو ترك هذا الكوكب قبل أن يحدث هذا، ولكن ذلك يتطلب وجود تكنولوجيا عالية جداً ووجهة صالحة للحياة، أما الحل الآخر فهو أنه على مدى ملايين السنين القليلة المقبلة، سيؤدي مرور نجم إلى إحداث خلل في مدار الأرض مما سيؤدي إلى إبعادها عن الشمس، ولكن احتمال حدوث هذا تبعاً للعلماء هو واحد من 100,000، ولكن للأسف، فإن البقاء بدون شمس مضيفة يؤدي إلى تجمد الحياة على الأرض وموت كل شيء في النهاية.
القمر ليس المرافق الوحيد للأرض
هناك جسمين آخرين يدوران قرب الأرض يشار إليهما أحياناً باسم أقمار، وذلك على الرغم من أنهما ليسا جديران تماماً باللقب، ففي عام 1986، تم اكتشاف كويكب كرويثن 3753، وهو كويكب يدور حول الشمس في الحقيقة، ولكن لكونه يستغرق ذات المقدار من الوقت الذي تستغرقه الأرض للدوران حول الشمس، يظهر وكأنه تابع لكوكبنا، فمداره يبدو – عندما يُنظر إليه من الأرض- على شكل حبة الفول، أما الكويكب الثاني الذي يدعى (2002 AA) فهو يدور حول الشمس مرة واحدة في العام أيضاً، ومساره الغريب الذي يبدو على شكل حدوة حصان يجعله يقترب كثيراً إلى الأرض (على بعد حوالي 5.9 مليون كيلومتر أو 3.7 مليون ميل) كل 95 سنة.
لا تزال أكثر من 90% من المحيطات غير مكتشفة
قد يكون العديد منا يعرف الكثير عن الكواكب الأخرى في نظامنا الشمسي، ولكن الحقيقة هي أننا لم نبدأ سوى مؤخراً في استكشاف المحيطات الشاسعة في كوكبنا، وفي الواقع، لا يزال أكثر من 90% من البحار الواسعة الزرقاء العميقة غير مستكشفة، وعلى الرغم أنه حتى الآن، تم تحديد 212,906 نوع من الأحياء البحرية، فلا يزال هناك ربما أكثر من 25 مليون من الكائنات التي لا نعلم عنها أي شيء بعد.