جاء فصل الشتاء مرفقا معه كرات الثلج الخفيفة , تتناثر حولَ الأرجاء , ترسم لنا لوحة ناصعة البيضاء , تخفي وراءها الكثير من الأسئلة ..
لكلِ مقامٍ مقال , ومقالُ اليوم عن شيء لطالما أحببناه , وأمتعنا أبصارنا به , يتساقط على قلوبنا وبحزمته سعادة بالغة .. “الثلج”!
بلا شك , الثلج بالنسبة للكثير من سكان الأرض بمثابة المنظر الرائع المهيب , آخرون قد يدفعوا أملاكهم لكي يقطعوا الكثير من المسافات لرؤية كرات الثلج الفاتنة وهي تتساقط ..
نمارسَ اللعب بشغف , نصنع رجالَ الثلج بسعادة بالغة , ثم نلتقط الصور معها لنبقيها ذكرى جميلة لا تُنسى!
إذا ما هوَ الثلج؟! كيفَ يأتينا على هيئته؟
تتشكل بلورات الثلج Snow Crystals في السحب عندما تكون درجة الحرارة أقل من نقطة التجمد, مُكونة من قطرات ماء متجمدة على جُسيمات جليدية Ice Particles ..
بينما تتساقط تلكَ البلورة الثلجية من السحابة , ترتطم وتتصادم مع أخريات فتكون كرة “نُدفة” ثلجية قُطنية ..
هذه العملية من التصادم تنتج عمليتين من الذوبان وإعادة تشكيل مرة أخرى , فيتشكل جسم معقد ومذهل في تصميمه!
بطبيعة الحال يجب أن يكون الهواء حامل تلكَ الكرات الثلجية درجة حرارته أقل من نقطة التجمد , كي تبقى في حالها بعيدا عن التجمد ..
هل حقا هناك أشكال وتصاميم معينة لكرات الثلج؟! أم أنها عشوائية كما تبدو لنا؟
من المدهش حقا, أن تعلم بأنَ كرات الثلج تشابه بصمات الإنسان , فلن تجد بصمتين تتوافقان مع بعضهما , وكذا الحال مع الكرات الثلجية , فلا يوجد كرتان ثلجيتان تتطابقان مُطلقا!
تكوين وتشكيل الكرات الثلجية يعتمد على درجة حرارة السحب ونسبة الرطوبة فيها , وبشكل مدهش , يمكن تصنيف شكل الكرات الثلجية إلى 6 تصاميم أساسية:
مسطح, عامودي, نَجمي, شَجري “متشابك” (شريطي , على شكل إبرة , عامودي ذو قبعة)! ..
عندما تكون الأجواء باردة جدا , فإنَ الكرات الثلجية تبدو بسيطة في تصميمها .. لكن عندما تقترب درجة الحرارة إلى نقطة التجمد “درجة الصفر المئوي” فإنَ الكرات الثلجية تبدو أكثرَ تعقيدا وأكبرَ حجما! كتصاميم النجمة ..
أكبر كرة ثلجية عُرفت في العالم يعود اكتشافها إلى سنة 1887 في ولاية مونتانا, أمريكا .. سُجلت بعرض 38 سنتيمتر وسماكة بقدر 20 سنتيمتر!
وبالمناسبة , تلكَ الصورة المُرفقة بالمقال أعلاه , صورة التقطت عبرَ آلة تصوير لكرة ثلجية مرئية “تُرى بالعين المجردة” ساقطة على سطح داكن اللون!