كثيرًا ما نرى أناسًا يبكون كُلما قرروا الذهاب إلى محطة البنزين.. فالأسعار لا ترحم أبدًا، وفي بلادنا على سبيل المثال يصل سعر البنزين إلى 6 شواقل مقابل لتر واحد فقط وهذا غالي جدا ولا يُطاق.. ويستحق أن يبكي السائقون لأجله وبالفعل فيبدأون بالتفلسف وإجراء حسابات والبحث عن طرق للتوفير ومع أن هذا طيب، إلا أن السؤال الذي يطرح دائما وهو “وين راحوا البنزينات؟” لا يُجاب عليه إلا بأن إستهلاك الوقود يكون كيفما نمشي!! فالقضية أخطر بكثير، والجواب -حسب رأيي – لأن علم الديناميكا الحرارية لم يصل حتى يومنا هذا إلى نجاعة efficiency أكبر من 20 إلى 30 بالمئة!! رُبما تتساءلون: ماذا يعني هذا الكلام؟؟
لماذا الوقود؟
عندما نشتري البنزين أو الديزل فإننا لا نشتريه لأنه يحوي على كلمة سحرية تقول للمحرك، تحرك فيتحرك.. لا ابدًا فالمسألة متعلقة بعلم الديناميكا الحرارية (الثيرموديناميكا) وهو العلم الذي يقف وراء إكتشاف محركات الإحتراق الداخلي التي تُسعمل في معظم السيارات، والذي يعود تاريخه إلى اواخر القرن التاسع عشر، نعم فعندما كان الناس في بلادنا لا يدرون عن وجود السيارة فقد كان اوتو وبينز يرتعون فيها ويتقدمون بجداره ورغم التقدم الملحوظ في هندسة السيارات إلا أنه مُجرد تقدم شكلي والسبب أن مُعظم السيارات تعمل على مبادئ محركات الإحتراق الداخلي وهي التي تستخدم الوقود للإحتراق وعند إحتراقه يتحرك عامود المرافق (الكرنك) وبهذا تتحرك الطاقة الحرارية إلى حركية وبالتالي تتحرك السيارة!
30 بالمئة فقط
هذا جميل.. ولكن الوجه القبيح الذي لا يُدركه كثيرون أن معظم الحرارة التي تتولد وقت ذلك الإحتراق لا يُستغل منها إلا 30 % في أحسن الأحول (محرك الديزل عادة) و24 % في الحالات العادية.. وعندما يكون هناك أعطال ربما تكون الحرارة المُستغلة أقل من هذا بقليل.
أين تذهب الحرارة إذن؟
7 % من الحرارة تنتقل إلى الهواء المحيط وأجزاء المحرك الأخرى وتساهم في صُنع الإحتكاك!
33 % من الحرارة تنتقل إلى نظام التبريد في المحرك.
36 % من الحرارة تنتقل وتخرج مع الإنبعاثات الضارة والتي تُساهم في تدمير الكوكب!!
والباقي.. للحركة!!
أخيرًا
نجاعة محرك البنزين 20 % تقريبا فقط!! هذا يعني أنه إذا كُنا نشتري لتر البنزين بـ 6 شيقل فإننا نستغل منها 1 ونصف شاقل،، وحتى هذا ليس دقيقًا فإن جزء كبيرًا من هذا المبلغ (1.5) يذهب ضرائب.. إذن فإن الـ 40 % من الطاقة التي يستهلكها المحرك تذهب إلى “تدمير” الكوكب الذي نعيشه.. بكلام اوضح: إحتباس حراري.. كارثة بيئية ومن هنا، يجب على الجميع أن يُدركوا هذه الحقيقة عن محركات الإحتراق الداخلي التي تُستعمل في معظم السيارات اليوم، ويجب أن يُساهموا في دعم الجهات والمواهب التي تبحث دائما عن وقود بديل.. وطاقات أكثر صداقة مع البيئة، ببساطة:
لأن الأمر يتعلق بجيوبهم.. بنقودهم!!