إن تناول الطعام الصحي و اتباع نظام غذائي متوازن هو جزء مهم للحفاظ على صحة جيدة، كما يمكن أن يساعد على شعور الشخص بشكل أفضل تجاه نفسه، ولكن هناك دائماً ذلك القلق الذي ينتابنا جميعاً حول الحصول على الكمية المناسبة من السعرات الحرارية لتحقيق التوازن المطلوب بين الطاقة التي نستهلكها والطاقة التي نستخدمها.
ولكن قد يكون بإمكاننا تناول ما نريد من الحلويات والمعجنات من دون أن نقلق بعد الآن حول مشاكل زيادة الوزن، حيث أشارت إحدى الدراسات الجديدة أنه قد يكون هناك طريقة جديدة ومثيرة يمكن للجميع اتباعها لإنقاص الوزن، فتبعاً لعلماء الذين أصدروا هذه الدراسة، فإن الأشخاص الذين يعانون من بعض السمنة في المنطقة المحيطة بالخصر، يجب أن يقوموا بوضع كيس من مكعبات الثلج لمدة 30 دقيقة على تلك المنطقة، حيث أن ذلك يقوم باستهداف الجزيئات الدهنية وحثها للتحول من خلايا دهنية بيضاء إلى خلايا بنية (بيج) لحرق السعرات الحرارية.
يمتلك الإنسان نوعين من الأنسجة الدهنية، فهناك أنسجة الدهون البيضاء، وهي الانسجة التي تتشكل حول منطقة البطن والوركين، كما أنه النوع الذي يدور مع الدم لتغذية العضلات، وهناك أيضاً أنسجة دهنية بنية، وهو النوع الذي يستخدمه الجسم لتوليد الحرارة، فكلما كانت درجة حرارة الجسم منخفضة أكثر، كلما زاد حرق الجسم لهذه الدهون، لذلك فالهدف من كيس الثلج هو جعل هذه الخلايا الدهنية البيضاء تبرد لتتحول إلى خلايا دهنية بنية من النوع الذي يمكن أن يحرق ليولد الحرارة.
إذاً فيمكننا أن نأكل ما نريد ومن ثم نقوم بفرك المنطقة التي تكون أكثر استعداداً لتراكم الدهون فيها، وبذلك نتخلص من مشكلة السمنة، ولكن هل هذا حقيقي بالفعل؟ يبدو أن ليس جميع الأخصائيين مقتنعين بأن هذا النوع من العلاجات يمكن أن يحقق الهدف المرجو منه.
تشير الدكتورة (سالي نورتون)، مؤسسة موقع vavista.com))، وهو موقع مخصص لمساعدة الناس على فقدان الوزن، بأن آخر الأبحاث تدل أن الدهون البنية جيدة، والدليل على ذلك أن الأطفال يولدون مع هذه الدهون، وهذه الدهون لا تزول على الرغم من توليدها للحرارة، ولكن مع تقدمنا في السن تختفي هذه الدهون البنية – علماً أنه يمكننا زيادة الدهون البنية من خلال ممارسة التمارين الرياضية والشعور بالبرد والارتعاش، ومن هنا نجد أن الدهون البنية تولد الطاقة والدهون البيضاء تخزن الطاقة، وإن النتائج التي جاءت بها الدراسة السابقة غير موثوقة، كونه لا يوجد عدد كاف من الدراسات يشير إلى أن الثلج سيساعد على تحويل الدهون البيضاء إلى بنية، والتي ستقوم بدورها بالتلاشي عند توليد الطاقة، وأغلب الظن فإن معظم الأشخاص سينتهي بهم الأمر وهم مصابون بالآلام جراء وضع هذه الأكياس على أجسامهم.
ولكن ماذا عن بقية أساليب التنحيف؟ إليكم هنا بعض الطرق المتبعة للتنحيف، مرفقة بنظرة لمعرفة أي من تلك الطرق يجدي نفعاً وأي منها لا ينفع:
حبوب التنحيف:
هذه الحبوب لا تجدي نفعاً، فبحسب الدكتورة (نورتون) فإن النوع الوحيد من الحبوب التي يسمح باستخدامها حقاً تسمى (أورليستات)، والتي تعمل على منع الجسم من امتصاص الدهون، ولكن إذا ما تناولت الكثير من الدهون أثناء تعاطيك لهذا النوع من الحبوب فإنك ستصاب باسهال شديد، لذا ما يحصل حقاً هو أن الأشخاص عندما يريدون تناول أطعمة تحتوي على كميات عالية من الدهون يوقفون تناول هذه الحبوب لأنها تسبب لهم الازعاج، وبذلك يستمر تراكم الشحوم والدهون في الجسم مما يجعل الوزن يزداد مرة أخرى.
مضغ العلكة بدلاً من تناول الطعام:
تشير الدكتورة (نورتون) إلى أن هناك أدلة تفيد بأن هذه الطريقة لا تنفع أيضاً، بل هناك أيضاً أدلة تفيد بأن المحليات الاصطناعية التي توجد في العلكة تعمل على زيادة الوزن، فما تقوم به هذه المحليات هو اعطاء الطعمة الحلوة ولكن بدون توفير السكر الحقيقي للجسم، مما يدفع الشخص للبحث عن مصدر آخر للسكر.
تناول المشروبات الخالية من السعرات الحرارية:
هناك بعض الدراسات التي تظهر أن الأشخاص الذين تناولوا المشروبات الخالية من السعات الحرارية شهدوا تحسناً في انخفاض أوزانهم، ولكن في المقابل هناك بعض الدراسات التي تقول العكس، ولكن في النهاية لم يتم إثبات أي من الحالتين، ولذلك فما يجب فعله حقاً هو الابتعاد عن الأطعمة المليئة بالسكريات، والابتعاد عن الأطعمة المليئة بالدهون المشبعة.
تناول ذات الطعام في كل يوم:
آخر ما توصلت إليه الأذهان في موضوع تخفيض الوزن، هو جعل الشخص يتناول ذات الطعام في كل يوم حتى يصل إلى مرحلة الملل من تناول المأكولات ذاتها كل ذلك بهدف تخفيف الوزن، وهذه الفكرة ليست صحيحة لأنها تتعارض مع سلوكيات الطعام العادي، فالجسم يحتوي على آلية تدفعك للبحث عن نوع آخر من الأغذية في حال كنت تتناول الطعام ذاته كل يوم.
النوم بعيداً عن المؤثرات:
يبدو أن هذه التقنية قد أثبتت نجاحها، حيث أن النوم في الظلام وبعيداً عن الشاشات والملهيات، قد يساعد الساعة البيولوجية الداخلية لتعود إلى مسارها الصحيح، وهذا يمكن أن يحد من زيادة الوزن، فالضوء الاصطناعي يؤثر على إفراز هرمون (الميلاتونين) لدينا – وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم الإيقاع الحيوي في الجسم- وهذا يمكن أن يؤثر على زيادة الوزن.
تناول اللوز والبذور:
تعتبر هذه الأطعمة من المواد الصحية الجيدة للجسم، فتناول اللوز و البذور الغنية بالأوميغا 3 يجدي نفعاً عند اتباع الحميات الغذائية، ولكن بالطبع ليس بكميات كبيرة، فهي عالية جداً بالسعرات الحرارية، ولكن هناك بعض الخيارات الصحية التي قد توفر ذات المنافع التي يعطيها اللوز والبذور من دون التعرض لكل تلك السعرات الحرارية، والبديل هو تناول الأسماك الطازجة لثلاث مرات في الأسبوع على الأقل للحصول على مستويات جيدة من أوميغا 3 مثلاً.
في النهاية ما يجب فعله حقاً لمحاربة الإدمان على السكر وبالتالي إنقاص الوزن والحصول على صحة جيدة، هو نيل قسط كاف من النوم وتناول كمية جيدة من المغذيات الطبيعية، فالجميع يقوم عادة باتباع نظام غذائي قاس جداً في البداية وينتهون بخرقه بعد بضعة أسابيع واكتساب الوزن الذي خسروه في بداية الحمية، لذلك من الأفضل أن نبدأ بإدخال عادات جديدة الواحدة تلوى الأخرى بدلاً من إحداث تغير جذري مرة واحدة.