خلال السنوات القليلة القادمة سيكون هناك العديد من التغييرات فيما يتعلق بالعملات، والعمليات الاقتصادية، الحوالات النقدية الورقية والمعدنية وبطاقات الائتمان البلاستيكية. ستحمل هذه السنوات زوالًا لها وصولًا لأنظمة رقمية جديدة مثل نشوء البتات (Bits) والعقود الرقمية (Digital Contracts) و تطبيقات تخليل البيانات (Biometrics).
حيث تعتبر العملات الورقية وقطع النقود المعدنية هي أولى الأشكال الأساسية التي ظهرت واستخدمت للتعبير عن المال منذ بداية القرن الثامن عشر. مع مرور الوقت وبشكل تدريجي أصبحت العملات الرقمية هي الشكل الجديد لها نتيجةً للتحول الرقمي نحو النقود الرقمية. كان الهدف الرئيسي لظهور هذا التحول في الآونة الأخيرة هو تقليل الجانب التناظري (Analog Aspect) وجعل بطاقات الائتمان رقمية بشكل كلي لعدة أسباب سنتطرق لمعرفتها خلال هذه المقالة.. مخاطر وفوائد استخدام العملات الرقمية.
الهاتف الذكي والتحول الرقمي
ساعد الهاتف الذكي على التحول الرقمي حيث عمل الهاتف الذكي على خلق استراتجيات جديدة في المعاملات الرسمية بين الناس في جميع أنحاء العالم. كما وساهم بشكل كبير في عملية التحول الرقمية بشكل كامل.
خصوصًا في الدول النامية، والتي لا تزال تستخدم القطع النقدية والورقية في معاملات العملاء المالية ويُقدر ذلك بحوالي 85% من معاملات العملاء في تلك الدول سنويًا. فقد أحدث هذا التحول الرقمي نحو العملات الرقمية قفزة سريعة فيها.. كما وبدأت الدول بالسعي لتبني العملات الرقمية في دول كثيرة مثل الهند وقارات مختلفة مثل أفريقيا وأوروبا الشرقية.
إلى جانب ذلك، عملت خدمة M-Pesa على تحقيق التحول الرقمي خصوصًا وأنها تعمل على تقديم الخدمات المصرفية – عمليات تحويل للأموال والدفع مقابل خدمات مختلفة – لملايين الأشخاص من دون شرط وجود حساب بنكي.
التكنولوجيا الحديثة
عملت التكنولوجيا الحديثة على قيادة التحول الرقمي من خلال تقنيات مختلفة مثل المحفظات الرقمية (Digital wallets) و تقنية التواصل قريب المدى (Near-field communications (NFC و العملة المعماة (المشفرة) (crypto-currencies) ، الند للند (peer-to-peer).
حيث عملت تقنية التواصل قريب المدى على زيادة شحنات الهواتف (phone shipments) من 93.2 مليون في عام 2011 إلى 544.7 مليون في عام 2015. كما أنه ازدادت عمليات شراء الهواتف النقالة في جميع أنحاء العالم من 240 مليار دولار في عام 2011 إلى 670 مليار دولار في عام 2015.
تعتبرتقنية الاتصال قريب المدى هي تقنية اتصال لاسلكية تعمل بتردد 13.56 ميغاهرتز وتستطيع نقل البيانات بسرعة قصوى لا تتجاوز 474 كيلوبت بالثانية وتختلف في كونها قادرة على تبادل البيانات في نطاق ضيق للغاية لا يتجاوز 4 سنتيمترات بين طرفي تبادل المعلومات (الهاتف وجهاز التلقي أو هاتف آخر) وهو ما جعل استخدامها في المعاملات المالية ممكنا نظرا لكونها آمنة لدرجة بعيدة ولا يمكن التعاطي معها لاسلكيا عن بعد.
أما العملة المعماة أو المشفرة (Cryptocurrency) عبارة عن عملة رقمية تستخدم في علم التشفير بغرض أمني لحماية التعاملات الافتراضية والتحكم بإنشاء وحدات جديدة و لذلك صعب أن تزيف تلك العملة , وتعتبر وسيط للتبادل الأفتراضي (ألكترونيا)
تقنية الند للند أو القرين للقرين أو النظير للنظير (Peer-to-Peer) هي عملية تبادل الملفات والبيانات بين جهازين شخصيين على شبكة الانترنت. يستخدم هذا البروتوكول بكثرة في برامج مشاركة الملفات وتقاسمها.
بعض الدول في العالم أصبحت بلا أوراق نقدية!
يشير مسح للبنك المركزي (Central Bank survey) أن أقل من 15٪ من السويديين يحصلون على معظم المدفوعات نقدًا ، وأن الاقتصاد النقدي فقط يمثل 2٪ من الناتج المحلي الإجمالي (GDP) في السويد ، مقارنة بـ 10٪ في عام 1990.
كما وتقترب الدنمارك بسرعة لأن تكون دولة تتعامل بالعملات الرقمية كبديل عن العملات النقدية. يرجع ذلك الفضل لتطبيق يدعى MobilePay تم تحميل هذا التطبيق على أكثر من 90% من الهواتف الذكية. وقد استخدم التطبيق أكثر من 3 ملايين مواطن دينماركي لاجراء أكثر من 90 مليون عملية شرائية من خلاله.
في العام الماضي أعلنت الشركة التابعة للتطبيق MobilePay شراكتها مع الشركة الرسمية للمشردين في الدنمارك والذي بدوره سمح لعمليات التبرع عن طريق الهاتف الذكي.
وكما وأعلن رئيس الوزراء الهندي ، ناريندرا مودي (Narendra Modi) ، أنه تم تجريد جميع أوراق النقدية التي تبلغ 500 و 1000 روبية من وضعهم كعملة قانونية. عمل ذلك على ظهور أول قرية رقمية غير نقدية في الهند ، أكودارا – والتي تقع على بعد 60 ميلا من مدينة أحمد أباد الشمالية.
ماذا سيحدث في حال اختفت العملة الورقية، النقود المعدنية والبطاقات البلاستيكية؟
يمكن تخيل مستقبل تصبح فيه كل الأجهزة- المتصلة بالانترنت- موقعًا مخصصًا للقيام بالعمليات التجارية مثل( Amazon Echo Dash buttons). سيعمل ذلك على القضاء على غسيل الأموال والتهرب الضريبي و لكن بالتأكيد ستزداد الجرائم والسرقات الالكترونية. كما أنه أي خلل في النظام قد يعمل على تدمير كل البنية الداخلية المالية للموقع بالكامل. يمكن كذلك أن تؤدي خاصية اخفاء الهوية التي تقدمها تقنيات مختلفة مثل ال cryptocurrencies ( مثل البيتكوين) إلى استخدامها بطريقة غير آمنة مثلًا في تمويل الارهاب وأمور غير أخلاقية.
نحن نتجه اليوم نحو مستقبل يمكننا فيه إدارة الاقتصاد العالمي باستخدام عملة افتراضية عالمية يديرها بنك مركزي عالمي مدعوم من قبل المتداولين لهذه العملة و الذين يعتبرون من خلال وجودهم محركًا أساسيًا للعمليات الإقتصادية. فهل ستكون أنت منهم؟؟