منذ عدة أعوام قد حصرتها أصابع اليد الواحدة، قام مجموعة من العلماء الباحثين المحترمين المشهود لهم بالكفاءة وحسن السير والسلوك من جامعة ستانفورد الأمريكية بتشييد قائمة ضمت بين طياتها تصنيف لآلاف مؤلفة من العلماء الباحثين المميزين على مستوى العالم فى تخصصات مختلفة. وأطلق هؤلاء الباحثين على العمل الممتاز الذى نال استحسان الكثيرين مسمى ” أفضل 2% من العلماء حول العالم طبقا لقائمة ستانفورد الأمريكية”. وتم نشر هذه القائمة فى مجلة ” PLoS Biology ” بعد الاستعانة بكل البيانات والمعلومات العلمية الخاصة بالعلماء المختارين والواردة من دار النشر العالمية ” السفير”. وكطبيعة الأشياء الحديثة والجديدة بل والمتجددة قد وقعت هذه القائمة بين مطرقة المشككين والمعارضين والمنتقدين والفشلة والحاقدين، وبين سندان العقلاء من معظم الأمم والدول والهيئات الذين أثنوا وبقوة على هذا القائمة واعتبروها تصنيفا جديدا يجب أن يحتذى به. وبالفعل كان تكريم العلماء المختارين بهذه القائمة من جهاتهم العلمية التى ينتمون لها، وذلك من خلال تدوين أسمائهم فى لوحات شرف هذه الهيئات مع منحهم مكافأت مالية مع العمل أيضا على ابراز أعمالهم بالطريقة التى تليق بهم أدبيا واعلاميا، ومع السعى أيضا على تذليل كل العقبات من أمامهم للعمل على زيادة تأثيرهم فى مجالاتهم المختلفة. ولكن وبكل أسف كان هناك بعض البعض من الجهات العلمية التى لم تكرم ولم تعير الأمر اهتماما لعدم اقتناع قادتها بهذا التصنيف فى مخالفة منهم لواقع ولحقيقة واضحة وضوح الشمس.
وعلى الجانب الأخر وجد الكثيرين استمرار اصدار هذه القائمة ” أفضل 2% من العلماء حول العالم طبقا لقائمة ستانفورد الأمريكية” حتى وصلنا الى النسخة الرابعة أو الخامسة منها دون أن تعير أى اهتمام لهؤلاء المعارضين المتشدقين. ومع استمرار كيان هذه القائمة، يستمر التأكيد على أن تشدق المتشدقين لن يكون أكثر من أزيز ذباب وجب التخلص منه فى أسرع وقت. ولأن هذه القائمة وهذه التصنيف قد حفر لنفسه مكانا مؤثرا بين التصنيفات العلمية المختلفة، كان الاهتمام الكبير بهذه القائمة من هيئة فولبرايت للتبادل الأكاديمي الدولي للحكومة الأمريكية- للطلبة والعلماء والباحثين والمعلمين والفنانين والمهنيين الأميركيين والدوليين. حيث قامت هيئة فولبرايت (مصر) للدراسة والأبحاث والتدريب بالولايات المتحدة الأمريكية هذا العام 2023م بتوجيه دعوات مختلفة الى الكثير من رؤساء المراكز والمعاهد البحثية وغيرها من الهيئات المماثلة، تهنئهم فيها على نجاح هيئاتهم فى مجال البحث العلمى وعلى تصنيف بعض من الباحثين فى هيئاتهم ضمن أفضل 2% من الباحثين المصريين على مستوى العالم طبقا لجامعة ستانفورد الأمريكية. وفى نهاية هذه الدعوة الكريمة قد دعت الهيئة هؤلاء القادة ومعهم عدد عشرة من السادة الباحثين الأكثر تميزا فى الثلاث سنوات الماضية من التصنيف، وذلك لحضور ” اللقاء العلمى المتميز” للتواصل مع هؤلاء العلماء المميزين ومناقشة الانتاج العلمى والابداع وفرص الشركات مع نظرائهم فى خارج القطر المصرى. ولكن هل ستجدى هذه الدعوة مع غير المقتنعين بها ومن عل شاكلتهم؟. ولكن أمام هذا التجاهل المقصود لهذا التصنيف ، فلن يكون عمر هذا التشدق طويلا لأن التاريخ سوف يلقى به فى أقرب سلة مهملات وفى أقرب فرصة قادمة بل وسيكون عمر هذه القائمة أطول من حياة هؤلاء المتشدقين والمعارضين. ولن تتوقف حافلة التنظيف على سحق هؤلاء المتشدقين بل ستسحق معهم كل امعة تابعة لهم ولن يسمح لهم التاريخ أن يستبدلوا جلودهم السيئة بجلود أخرى تمكنهم من حصاد ثمار الخير مع كل مجتهد صادق قد اتخذ من العمل والانتاج طريقا للنجاح. وأخيرا وليس أخرا، نطلقها وبصوت قوى وعال، هذه التهنئة القلبية لكل من ادرج أسمه أو سيدرج أسمه كعالم محترم فى منظومة أفضل 2% من العلماء حول العالم طبقا لقائمة ستانفورد الأمريكية.