في عام 1959 م القى عالم الفيزياء النظرية الشهير ريتشارد فاينمان محاضرة بعنوان ” هناك متسع كبير في القاع ” و قال فيها بأن العالم الصغير عالم مدهش , تسائل هل من الممكن للإنسان التحكم بالذرات و الجزيئات و تغيير اماكن الذرات للحصول على مواد جديدة لها خصائص فيزيائية وكيميائية فريدة و اننا بهذا النوع من التقنية من الممكن ان نحصل على العديد من التطبيقات؟ , توقع العالم فاينمان بأن هذا من الممكن ان يحصل بعد وقت طويل جداً ولكنه قد حصل بعد القائه للمحاضرة بثلاث عقود من الزمن في عام 1989 استطاع العالم ايجلر من شركة ( I.B.M ) التحكم بالذرات بواسطة المجهر النفقي الماسح بواسطة 35 ذرة من الزينون على سطح النيكل .
إن تقنية النانو هي عالم صغير ولكن مستقبله مشرق و فيه متسع كبير للبحث فيه و في تطبيقاته و دراسة خصائصه , فمجرد ان تتغير احجام المواد حتى تتغير خصائصها كلياً , تعتبر تقنية النانو ثورة علمية بدأت تنافس عليها حتى الدول النامية و يقال بأن من يريد ان يسيطر على المستقبل عليه ان يسيطر على تقنية النانو , تُنفق الدول العظمى مثل الولايات المتحدة و كذلك الصين و ألمانيا و اليابان مبالغ ضخمة لدعم الأبحاث المتخصصة في تقنية النانو فلماذا هذا الأهتمام الكبير بهذه التقنية ؟ّ!
إن تقنية النانو ستدخل في كل شيء يدور بحياة الإنسان الطب , الصناعة , الهندسة , الكيمياء , الفيزياء , الطاقة المتجددة , الصناعات الحربية , الصيدلة , الحاسبات , الاجهزة المحمولة و مجال المياه و غيرها , لذلك تتنافس الدول على هذه التقنية لما ستقدمه من منفعة فهي تعتبر اقتصادياً غير مكلفة و بنفس الوقت عوائدها الاقتصادية عالية .
بدأ عصر تقنية النانو فعلياً في عام 1991 م عندما اكتشف العالم الياباني سوميو ليجيما أنابيب الكربون النانوية عندما كان يدرس الرماد الناتج من عملية التفريغ الكهربي بين قطبي الكربون بأستخدام مايكروسكوب عالي الكفاءة حيث اكتشف بأن ذرات الكربون تأخذ ترتيباً يشبه الأنابيب في داخل بعضها البعض و عند دراسة خصائصها اكتشف بأنها أقوى بمقدار مئة مرة من الفولاذ و أخف منه بمقدار ستة مرات !
تقنية النانو في الطب :
إن العلماء يتوقعون بأن الطب سيتغير جذرياً مع تقنية النانو و خصوصاً في معالجة الامراض المستعصية فيتنبأ البعض بأنه من الممكن بالمستقبل صناعة روبورتات من النانو تدخل جسم الانسان و يتم توجيهها لتهاجم الفيروسات و تقضي عليها و من التطبيقات الطبية ايضاً محاربة السرطان ,حيث قدم مجموعة من العلماء المصريين نانو الذهب كعلاج لمرض السرطان ويعتبر بديل جيد للعلاج الكيماوي فهو يقوم فقط بمهاجمة الخلايا المسرطنة , بينما العلاج الكيماوي يقوم بمهاجمة الخلية المسرطنة و الغير مسرطنة و بالتالي يعتبر النانو علاج انتقائي لمرض السرطان .
تقنية النانو في الكيمياء :
يمكن استخدام تقنية النانو في فصل المركبات الكيميائية فهي بدورها تعطي كفاءة عالية في فصل المركبات الكيميائية في الخليط و من تطبيقات النانو في الكيمياء ايضاً الحفز الكيميائي حيث ان المواد النانوية الحفازة تمتلك مساحة سطح اكبر مما يجعلها حفاز متميز عن الحفاز ذو الحجم الطبيعي و يزيد من معدل سرعة التفاعل الكيميائي .
تقنية النانو في الحاسبات :
يتوقع العلماء بأن هذه التقنية ستقدم لنا حاسبات من نوع مختلف فمن الممكن ان تحمل حاسبك الشخصي في جيبك و يكون لا يتعدى حجمه واحد سنتمتر مكعب ليس هذا فقط بل و يمتلك ذاكرة ذات مساحة عالية قد تكون كافية لتخزين المعرفة البشرية بأكملها و تقدر سعة تخزينها بـ 1000 ميغابايت .