يعد سوء التغذية السبب الرئيسي لمعظم المشكلات الصحية حول العالم، ويعتقد العلماء أن محافظة المرضى على تناول طعام غذائي صحي ومتوازن، قد يغير مسار المرض، خاصة فيما يتعلق بالأمراض المزمنة.
ويشير العلماء أن وصف منتجات معينة لأولئك الذين يعانون من حساسية لبعض أنواع الطعام -كمرضى السكري أو السمنة أو ارتفاع ضغط الدم- قد يسبب تغير مسار المرض لديهم.
وتشير الدراسات إلى أن تناول مرضى السرطان وفيروس نقص المناعة المكتسبة والسكري وجبات غذائية تتوافق مع احتياجاتهم اليومية، يؤدي إلى انخفاض حالات الدخول إلى المستشفيات بمعدل النصف تقريباً، بالإضافة إلى تقليل تكاليف الرعاية الصحية بنسبة 16%.
وتقدر منظمة الصحة العالمية أن نحو ملياري شخص يعانون سوء التغذية، وأن 928 مليوناً -12% من سكان العالم- يعانون انعدام الأمن الغذائي عام 2020م، وهذا الرقم أعلى بمعدل 148 مليون عن العام السابق 2019م.
هل استخدمت النباتات كعلاج في العصور القديمة؟
تعد بردية “أيبرس” الفرعونية من أقدم النصوص الطبية في العالم (1500 قبل الميلاد)، وقد وجد النص مكتوباً في مقبرة مصرية، وتتكون البردية من 110 صفحة من وصفات ومعلومات عن نباتات لعلاج مئات الحالات المرضية (811 وصفة طبية) بداية من الأمراض العقلية وحتى لدغات التماسيح.
تلتها مجموعة أخرى من الوصفات وتسمى مجموعة أبقراط، والذي يوصف بأنه أبو الطب الغربي الحديث. وشملت العلاج بالعسل والكرز الشتوي والريحان والصمغ العربي وغيرها من النباتات لعلاج أمراض متعددة.
أما الطب الصيني، فقد وصفت بعض النباتات فيه لطول العمر، ولا يزال حتى الآن يستخدم البدو والمجتمعات القبلية النباتات كعلاج.
والآن، يعتمد القائمون على النظام الصحي على الأدوية ذات التركيب الكيميائي لعلاج الأمراض. وتستخدم النباتات بنسبة قليلة جداً لعلاج الأمراض والوقاية منها. ومع مرور الوقت صار هناك إجماع على أن اتباع نظام غذائي صحي قد يكون له دور هام في علاج الأمراض والوقاية منها.
وهناك العديد من النباتات الصالحة للأكل التي تحتوي على مواد كيميائية فعالة في علاج أمراض معينة. لذا، فبدلاً من إنتاج دواء من المواد الكيميائية المستخلصة من النباتات، يمكن استخلاص المواد النباتية الفعالة واستخدامها في إنتاج الدواء مباشرة توفيراً للوقت والجهد والمال.
أمثلة على تلك النباتات: النعناع والتفاح والينسون والفلفل الحار.
إن نظام الجسم معقد، فعندما يفتقر الطعام الذي نتناوله إلى العناصر الغذائية المطلوبة للجسم أو يحتوي على مكونات صناعية غير مرغوبة أو توجد عناصر غذائية كثيرة زائدة عن حاجة الجسم، فإذا كان هناك خلل بسيط لا يؤثر على وظيفة الجسم فإن الجسم يؤدي دوره ويحل المشكلة، لكن إذا كان الخلل كبيرًا فإنه يؤدي إلى عواقب صحية وخيمة.
وعلى الجانب الآخر، إذا زود الجسم بالعناصر الغذائية التي يحتاجها، فإنه يقوم بوظيفته المطلوبة. لذا فإن تناول طعام صحي غني بالعناصر الغذائية يحمي جسمك ويقيه من الأمراض المزمنة.
بعض العناصر الغذائية الموجودة بالطعام
-
الفيتامينات
منها ما هو قابل للذوبان في الماء مثل: فيتامين سي، والنياسين، والريبوفلافين، والثيامين وحمض الفوليك والبيوتين. ومنها ما هو غير قابل للذوبان في الماء ويذوب في الدهون مثل: فيتامين أ، د، هـ، ك.
-
المعادن
مركبات أساسية غير عضوية موجودة في الطعام وتحسن من عملية التمثيل الغذائي، والمعادن الرئيسية مثل: الكالسيوم والفسفور والبوتاسيوم والصوديوم. أما المعادن النادرة مثل: الحديد واليود والمنجنيز والكروم والزنك والنحاس والفلوريد.
-
المركبات الكيميائية النباتية
وهي مركبات كيميائية موجودة داخل النبات وتمنحه اللون المميز له ولها فوائد صحية جمة، مثل:
- الليكوبين (صبغة حمراء): توجد بالبطيخ والطماطم…
- الكاروتين (صبغة برتقالية أو صفراء): توجد بالبطاطا الحلوة والجزر والمانجا.
- لوتين (صبغة خضراء): وتوجد بالسبانخ والبروكلي والجرجير.
- أنثوسيانين (صبغة أرجوانية أو زرقاء):توجد بالملفوف البنفسجي والبصل الأحمر.
-
الألياف
وهي عبارة عن نوع من الكربوهيدرات. وتوجد بالعديد من الأطعمة ولها فوائد صحية عظيمة منها: تنظيم حركة الأمعاء واستقرار نسبة السكر في الدم.
-
الماء
السائل الذي تحدث فيه جميع العمليات الحيوية بالجسم، ويتكون جسم الإنسان من 60% ماء.
-
البروتينات
سلاسل من الأحماض الأمينية التي تعادل حموضة الدم وتعمل كهرمونات وتخلق الإنزيمات والأجسام المضادة.
وبالرغم من ذلك، فهناك بعض الأطعمة التي تزيد من خطر الإصابة بالأمراض، مثل: الأطعمة المقلية والوجبات السريعة، بالإضافة إلى الطعام المملح واللحوم المصنعة وكذلك الحبوب غير الكاملة والأطعمة السكرية.
المصدر:
https://www.bbc.com/future/bespoke/follow-the-food/how-your-diet-can-treat-diseases/
https://totaste.com/food-as-medicine-how-diet-can-prevent-and-manage-disease/