هذه المقالة محررة من مقال قديم نشر على مجلة نقطة سابقاً بعنوان هل يعيش الإنسان بكلية واحدة؟
هل يمكن للانسان ان يعيش بكلية واحدة ولماذا ؟
يمكن أن ينتهي المطاف بأي شخص لأن يعيش ب كلية واحدة لأسباب مختلفة، وإليكم هنا بعض الحالات الشائعة التي قد تؤدي لذلك:
- استئصال الكلى جراحياً، وهذه الحالة هي من الحالات الشائعة وخاصة لدى المرضى الذين يعانون من سرطان الكلى.
- التبرع الطوعي للكلى (حيث يتم زرعها في مريض يعاني من الفشل الكلوي).
- الولادة بـ كلية واحدة، حيث لا تكون إحدى كليتي المريض قد تطورت بشكل طبيعي قبل الولادة، وعندها يولد المريض بـ كلية واحدة وقد لا يكون على دراية بالأمر، وعادة ما يتم اكتشاف الوضع عند الخضوع للتصوير لأسباب أخرى.
إذاً، هل يمكن للمرء أن يبقى على قيد الحياة بكلية واحدة؟
إن الإجابة على هذا السؤال ليست بسيطة، ولا يمكننا القول في هذا الصدد سوى أن “ذلك يعتمد على السبب”، كما أنه يعتمد بشكل واضح على ما إذا كان المريض يمتلك أسباباً أخرى قد تعرضه لأمراض الكلى (مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، وغيرها)، لذلك، فإن الشخص الذي ولد بكلية واحدة ولا يعاني من أي حالات مرضية لا يكون كالمريض الذي يعاني من ارتفاع ضغط الدم أو ذلك الذي يعاني من السمنة المفرطة أو مريض السكري الذي تمت إزالة كليته بسبب سرطان الكلى، وهؤلاء بدورهم قد لا يكونون كالأشخاص الأصحاء الذين تبرعوا بإحدى كلاهم.
هل تعتبر المراقبة المنتظمة للكلى أمراً ضرورياً لدى الأشخاص الذين يمتلكون كلية واحدة؟
يوصي معظم أخصائيو الكلى بالمراقبة المنتظمة لوظيفة الكلى في مثل هذه الحالات، ويتم ذلك من خلال البحث عن علامات لتلف الكلى في الدم والبول، ولكن هناك اختبار غالباً ما يغيب عن الكثيرين من الأطباء غير المختصين بالكلى عندما يتعلق الأمر بتقييم المريض الذي يعتمد على كلية واحدة وهو اختبار البروتين في البول.
في حين أن الأشخاص الذين يمتلكون كلية واحدة قد يحصلون على أرقام طبيعية تماماً في اختبارات الدم لوظائف الكلى، فقد يكون هناك تسرب للبروتين من الكلى إلى البول، وهذا يعتبر علامة على تضرر فلاتر الكلى، أو الكبيبة، والمرضى الذين يعانون من هذه الحالة قد يتعين إعطاؤهم بعض الأدوية التي تسمى بمثبطات ايس أو حاصرات أنجيوتنسين وهي أيضاً من الأدوية التي يتم وصفها في حالات ارتفاع ضغط الدم.
بالحديث عن ضغط الدم، فإن مراقبة ارتفاع ضغط الدم لدى المرضى يعتبر جزءً لا يتجزأ من مراقبة وظائف الكلى لدى الأشخاص الذين يمتلكون كلية واحدة، حيث أن للكلى دوراً كبيراً في تنظيم ضغط الدم، كما أنها غالباً ما تعتبر كـ”جهاز تنظيم” ضغط الدم في الجسم، وبالتالي، يمكن لارتفاع ضغط الدم أن يكون علامة غير مباشرة على أن هناك خطأ ما في الكلى.
تخضع النساء لجلسات غسيل الكلى بمعدل أقل
هل هناك ضرورة لاتباع أي علاجات محددة في حالة عدم وجود دليل موضوعي على تلف الكلى؟
عادة، لا، ولكن يبقى الحذر واجب، حيث لا بد من تجنب الأدوية أو العوامل التي قد تكون سامة للكلى، كما أن المريض لا يمتلك ما يخسره إذا ما اتبع النظام الغذائي الصحي الذي عادة ما ينصح به لمعظم المرضى الذين يعانون من أمراض الكلى المزمنة المبكرة، والذي عادة ما يكون نظاماً غذائياً منخفضاً بالدهون المشبعة والصوديوم، ويحتوي على نسبة عالية من الألياف والبروتين.