العطس ما هو إلا استجابة طبيعية للأنف عند وجود بعض المهيجات التي تثيرها، وعادة ما يحدث للمصابين بنزلات البرد أو الحساسية، لكن الغريب أن هناك بعض الأشخاص يعطسون بشكل متتالٍ عند تعرضهم للضوء الساطع أو غيره من المحفزات، وتسمى هذه الظاهرة “منعكس العطس الضوئي” أو “ACHOO”.
أجرى العالم الفرنسي “سيدان” أول إجراء رسمي لكشف هذه الظاهرة عام 1991م، عندما سلط منظار فحص شبكية العين على عيون بعض المرضى. وبعد التحقق ودراسة 6 حالات ممن يعانون العطس الضوئي تبين أنهم يعطسون بشكل متتالٍ عند تعرضهم لأشعة الشمس الساطعة، أو فلاش التصوير الفوتوغرافي، وفي حالة واحدة عند التعرض للأشعة فوق البنفسجية.
وجد أن منعكس العطس الضوئي يؤثر على 11-35% من سكان الولايات المتحدة الأمريكية، وبالرغم من ذلك لم يدرس بشكل كافٍ، ووفقاً للدراسة المنشورة في مجلة البصريات الأمريكية عام 1995م تبين أن غالبية المتأثرين بتلك الظاهرة من الإناث البيض.
وتعد ظاهرة منعكس العطس الضوئي سمة سائدة موروثة جينياً، فإذا عانى أحد الوالدين من هذا المنعكس فنسبة وراثتك له ستكون 50%، ويبدأ العطس من مرتين وثلاث مرات فقط أو قد يصل إلى 40 عطسة متتالية.
يظهر هذا المنعكس بسبب تغير شدة الضوء لا بسبب الضوء نفسه، ولم يحدد الجين المسئول عن هذا المنعكس حتى الآن.
أسباب منعكس العطس الضوئي
- سبب وراثي: فقد لوحظ أن نسبة 27% ممن أجريت عليهم الدراسة عام 1995م ورثوا هذه الظاهرة عن أحد الأبوين.
- انحراف الحاجز الأنفي
اختلفت النظريات في السبب الحقيقي للعطس الضوئي، إحدى تلك النظريات تشير إلى أن التغير في شدة الضوء يؤدي إلى تحفيز العصب البصري، مما يخلق نفس إحساس وجود مادة مهيجة في الأنف، الذي بدوره يؤدي إلى العطس.
تفترض نظرية أخرى أن التعرض للضوء قد يسبب دموع العين، والتي تفرز لفترة وجيزة في الأنف، ما يؤدي لتهيج مؤقت في الأنف فيسبب العطس.
بالإضافة إلى ما سبق، هناك بعض الأشخاص ممن يعانون ظاهرة العطس الضوئي لديهم حساسية لأشياء أخرى، مثل:
- تلقي حقنة تخدير في العين أثناء جراحة العين ما يؤدي إلى العطس؛ ويرجع السبب في ذلك أن حقنة تخدير العين تحفز العصب الثلاثي المسئول عن الإحساس بالوجه والذي يرسل إشارات بدء العطس.
- بعد تناول الأطعمة الغنية بالتوابل أو الحارة أو حتى تناول وجبة كبيرة.
علاج منعكس العطس الضوئي ومخاطره
بالرغم من كون العطس الضوئي حالة معروفة للباحثين، إلا إنها ليس مرضاً ولا تضر بالصحة وليست هناك إجراءات جراحية لوقفها.
يمكن تجنب العطس بحماية العين من التعرض لأشعة الشمس أو الضوء الساطع من خلال ارتداء نظارة شمسية أو قبعة. أما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون حساسية موسمية فيمكنهم تناول مضادات الهيستامين التي لا تستلزم وصفة طبية لتقليل رد الفعل لديهم.
يمكن أن تكون تلك الظاهرة خطيرة في حال قيادة السيارة، إذ يؤدي العطس المتتالي إلى عدم القدرة على التحكم في السيارة؛ نتيجة غلق العينين اللا إرادي بسبب العطس المتتالي وقد تقع حوادث مرورية، وقد تكون خطراً أيضاً على قائدي الطائرات.
في حال التخدير بحقنة داخل العين أثناء جراحات العين، إذا عانى الشخص العطس المتتالي فقد يحدث تلف دائم أو مؤقت للعين إذا لم تزال الإبرة في الوقت المناسب.
وفي النهاية، سواء أكنت تعاني ظاهرة منعكس العطس الضوئي أم لا، ننصحك في حال التعرض لأشعة الشمس أو الضوء الساطع ارتداء نظارة شمسية أو قبعة؛ للحفاظ على عينيك بعيداً عن الضوء المباشر.
المصادر: