في الوقت الذي يستعد فيه المسلمون في جميع أنحاء العالم للصوم خلال شهر رمضان المبارك يقف كبار السن (60 سنة وأكثر) في كثير من الأحيان في حيرة من أمرهم بشأن ما إذا كان عليهم الصيام أم لا، ولتوضيح هذا الأمر إليكم آراء بعض الخبراء في المجال الطبي لتوجيه المسلمين كبار السن للصيام في هذا الشهر.
هل يجب على كبار السن الصيام؟
بحسب الخبراء، فإن أولئك الذين يمتلكون صحة جيدة ولا يعانون من أي حالة صحية خطيرة يمكنهم أن يصوموا خلال هذا الشهر، ولكن مع ذلك، يُنصح كبار السن الذين يعانون من نقص في الوزن أو يعانون من أمراض مزمنة بتجنب الصوم، حيث أن المرضى كبار السن الذين يصومون وهم يعانون من الوهن والضعف يمكن أن يكونوا معرضين لخطر حدوث مضاعفات مثل نقص سكر الدم، أو فرط سكر الدم بالإضافة إلى تحلل الأيض.
يجب على كبار السن الذين لا يمتلكون صحة جيداً بشكل عام أن يناقشوا موضوع صيامهم مع طبيبهم قبل محاولتهم البدء به، وهذا الأمر يصبح أكثر أهمية بالنسبة لأولئك الذين يعانون من أمراض تتداخل مع نمط الحياة، مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض الغدة الدرقية، وذلك تبعاً للطبيب الاختصاصي الدكتور (جاويد شاه).
كما يضيف (جاويد) أن تقييم القدرات الوظيفية، والإدراكية، والصحة النفسية والأمراض المترافقة لدى أولئك الذين يعانون من مرض السكري، مهم جداً قبل أن يختاروا البدء بالصيام.
ما هي المشاكل التي يمكن أن يواجهوها؟
يعد الجفاف أحد أخطر المشاكل التي يمكن للمسنين مواجهتها أثناء الصيام، وذلك نتيجة عدم شعورهم بالعطش، وبالتالي عدم وجود مياه للشرب، والجدير بالذكر هنا أنه على كبار السن شرب الماء والسوائل بكثرة وعلى فترات متقاربة بعد الإفطار، كما يجب أن تكون وجبة إفطارهم متوازنة في محتواها من العناصر الغذائية المختلفة، ويفضل أن تكون منخفضة بالسعرات الحرارية وسهلة الهضم ومنخفضة الدهون، حيث أن الدهون الزائدة تعرقل عملية الهضم، بالإضافة إلى تسببها في مضاعفات كثيرة في الكبد والأوعية الدموية، وذلك تبعاً للدكتور (جاويد).
من جهة ثانية يمكن أن يشكو كبار السن من الصداع، وخاصة خلال الأيام الأولى من الصيام، وذلك أثناء محاولة الجسم التكيف والتأقلم مع متطلبات الصيام، ولكن يجب علينا أن نفرّق بين الصداع الناشئ عن الأمراض والذي قد يحدث نتيجة لتغيير نمط تناول العلاج أو نتيجة لعدم اهتمام المريض بالعلاج، وبين ذلك الذي غالباً ما يحدث نتيجة للصيام، حيث أن أحد الأسباب التي تؤدي للصداع نتيجة الصيام هو انخفاض مستوى السكر في الدم نتيجة لطول فترات الصيام، وهذا النوع من الصداع يمكن أن يختفي بمجرد تأقلم الجسم مع نمط الصيام.
نصائح غذائية للصيام بالنسبة لكبار السن
من المهم جداً تناول الطعام المطبوخ جيداً، لأنه يجعل عملية الهضم والبلع أسهل بالنسبة لكبار السن، كم أن تناول السلطة الخضراء يساعد أيضاً على توفير الفيتامينات والمعادن والأملاح الضرورية إلى جانب إحتوائها على الألياف.
يشير الخبراء إلى أن أخذ نزهة صغيرة بعد الإفطار يمكن أن يساعد في تنشيط الدورة الدموية وإرخاء العضلات.
من جانب آخر، فإن الاهتمام بوجبة السحور أمر مهم أيضاً بالنسبة لكبار السن، حيث أنها توفر للجسم ما يلزمه من المواد الغذائية والطاقة، وتساعد على تحمل الفترات الطويلة من الصيام، كما أن تأخير تناول وجبة السحور قد يكون أفضل من تناولها في وقت مبكر، لأن هذا يمكن أن يقلل من الشعور بالجوع أو العطش.
يضيف (جاويد) بأن هناك مشاكل صحية يمكن أن تنشأ نتيجة لزيادة كمية تناول المواد الغذائية والأطعمة التي تجعل النظام الغذائي غير متوازن، وكذلك نتيجة عدم كفاية النوم، لذلك يجب الحرص على شرب كميات كافية من الماء في فترة الإفطار والحصول على قسط كاف من النوم لتجنب الجفاف.
عادة ما تكون أكثر حاجات الجسم إلحاحاً عند وقت الإفطار هي الحصول على مصدر سهل للطاقة في شكل جلوكوز لتوفيره لكل خلية حية فيه، وخاصة للدماغ والأعصاب، لذلك يمكن للتمر والعصائر أن تكون مصادراً جيدة للطاقة، فالتمر يعتبر مصدراً ممتازاً للسكريات والألياف والكربوهيدرات والبوتاسيوم والمغنيسيوم.
بطبيعة الحال، لا بد من الإشارة إلى أن التدخين يعتبر أحد أكبر عوامل الخطر الصحي، لذلك يقترح الأطباء تجنب التدخين بشكل عام، ولكن إذا لم تتمكن من الإقلاع عن التدخين، حاول التخفيف من وتيرة التدخين قبل بضعة أسابيع من شهر رمضان، فالتدخين يؤثر سلباً على استفادة الجسم من مختلف الفيتامينات ويعرقل عملية التمثيل الغذائي وأنظمة الأنزيمات في الجسم.