ربما أميل للصدق لأن دراسة حديثة أظهرت أن الناس العاديون – بما في ذلك من يوصفون بالكذب – هم الأكثر ميلا للصراحة حسب دراسة أجرتها جامعة أمستردام بالتعاون مع جامعة بن جوريون على عينة من 527 طالبا، حيث سؤل جميع الطلاب عن عدد الكذبات التي كذبوها في الأربع والعشرين ساعة الماضية، فكانت النتيجة مذهلة! 41% من الطلاب إدعوا أنهم لم يكذبوا ولا كذبة واحدة، بينما 51% قالوا أنهم كذبوا بين 1 – 5 كذبات، فيما قال 8% أنهم كذبوا أكثر من 8 مرات خلال اليوم!.
لكن الباحثون قاموا بتوزيع هذه الإحصائية حسب تقارير سابقة لديهم، حيث تشير التقارير إلى أن الكذب عادة يومية يمارسها الجميع كجزء من النظام الإجتماعي الطبيعي لنا جميعا. ومع ذلك فإن التقرير خلص إلى ان ما نسبته 5% يقولون ما يقرب من 40% من الكذبات كل يوم!.
وللتعمق في فهم الدوافع للكذب و إيجاد معلومات أكثر عنه، قام العلماء بالسماح لمجموعة من الشريحة الطلابية المجرى الإختبار عليها بالكذب دون الخوف من أنهم سيكتشفوا – وذلك للحصول على مال أكثر. وكانت التجربة أن يمنح كل طالب ورقة لحلها تتضمن عدد من الكلمات التي لا يمكن حلها، ويمنح الجميع المال مقابل عدد الإجابات التي يجيبونها بشكل صائب، دون أن يطلب منهم أن يكشفوا أوراقهم للتصحيح، وقد كانت النتيجة مذهلة جدا! حيث أن العدد الأكبر من الطلاب كانوا يخبرون عن الإجابات الخاطئة لديهم.
النتيجة، الإنسان بطبعه لا يميل للكذب، هذا ما خلصت إليه الدراسة، حتى لو أعطي الفرصة لذلك. وغالبيتنا لا يكذب بشكل متعمد، هذا يجب أن يمنحنا بعض الثقة بأنفسنا أكثر، لكن لا يتوجب علينا وفقاً للدراسة أن نعتقد ان الإنسان أكثر صدقا مما نعتقد.
من جهة أخرى يقول الدكتور النفسي كارول ليبرمان : إن التجربة ليست دقيقة مئة بالمئة. إذ أن نسبة النساء كانت أكثر من نسبة الرجال في الإختبار، وقد تكون النساء عادة أميل للصدق حين يكونون أمام اختبار. وقال انه يشكك في المقولة التي تقول ان غالبية الناس لا تكذب أكثر من مرة! وأكد أنه من خلال دراساته فإن الناس باتت أميل للكذب في العشرين عاما الماضية!
لكن أصحاب الدراسة يقولون أنهم حين أجروا الدراسة الأولى سألوا الجميع عن عدد المرات التي يكذبون بها، ومجرد الإعتراف بالكذب هو صدق في حد ذاته ويجب أن يعطينا املا ان الناس بطبعهم أميل للصدق!